الموت الجميل
الاسم :براني حسينة الجزائر
كان. الوقت مبكرا زخات مطر ورياح خفيفة ،رعود توحي أنه جو شتاء رغم أنه شهر يونيو،في قاعة التحاليل هناك كانت تجلس فتحت فمها أدخل الطبيب آلة حادة لأخذ عينة من ذلك الورم الموجود في الغدة الدرقية للفحص والتأكد من نوعيته ،لم يكن التهابا حادا إذا كما كانت تخبرها صديقتها الطبيبة التي تتابع حالتها ،كان الاختناق حديث العهد بها لم تحس به إلا قرابة الشهر فقط،أكمل الطبيب مهمته بسلام،أمرها أن لا تتكلم لمدة ساعتين،لوحت له بيدها مضيفة إشارة أخرى للصم والبكم وهي تقصد إن استطاعت لأنها ثرثارة ،حتى حبيبها انتبه الى ذلك فهي تكثر الاتصال على هاتفه رغم أنه لا يرد عليها،فهو نادر الكلام ،تبعث له الرسائل الطويلة بل الجداريات في حائطه الأزرق لتعبر له عن حبها،إنه أميرها الذي يمتطي جوادا من طهر ويملك سيفا من الحق ويكتسي رداءا من الحكمة ،نزلت الشارع تحاول بلع ريقها لكنها أحست و كأن الورم كبر فجأة،إلا أنها تذكرت دعائها للعلي القدير أن يجعل حبيبها من نصيبها ولو لليلة واحدة ،حدقت إلى السيارة بعمق ثم عبرت الطريق “أهو السرطان كما شك الأطباء أم أنه مرض سهل الشفاء منه وإن كان”عبرت الشارع الآخر وهي تكلم نفسها،إذا ستكون ليلة واحدة معه في الحلال كما تمنت،إنها شهرزاد التي ستحكي له قصص النساء اللواتي قتلهن حبه،لم يكن قاتلا أو ظالما،إنه شهريارها الذي سيسمع كعادته.