ط
مسابقة القصة القصيرة

الموت الجميل .مسابقة القصة القصيرة بقلم/ حسينة برانى الجزائر


قصة قصيرة

الموت الجميل
الاسم :براني حسينة الجزائر
 
كان. الوقت مبكرا زخات مطر ورياح خفيفة ،رعود توحي أنه جو شتاء رغم أنه شهر يونيو،في قاعة التحاليل هناك كانت تجلس فتحت فمها أدخل الطبيب آلة حادة لأخذ عينة من ذلك الورم الموجود في الغدة الدرقية للفحص والتأكد من نوعيته ،لم يكن التهابا حادا إذا كما كانت تخبرها صديقتها الطبيبة التي تتابع حالتها ،كان الاختناق حديث العهد بها لم تحس به إلا قرابة الشهر فقط،أكمل الطبيب مهمته بسلام،أمرها أن لا تتكلم لمدة ساعتين،لوحت له بيدها مضيفة إشارة أخرى للصم والبكم وهي تقصد إن استطاعت لأنها ثرثارة ،حتى حبيبها انتبه الى ذلك فهي تكثر الاتصال على هاتفه رغم أنه لا يرد عليها،فهو نادر الكلام ،تبعث له الرسائل الطويلة بل الجداريات في حائطه الأزرق لتعبر له عن حبها،إنه أميرها الذي يمتطي جوادا من طهر ويملك سيفا من الحق ويكتسي رداءا من الحكمة ،نزلت الشارع تحاول بلع ريقها لكنها أحست و كأن الورم كبر فجأة،إلا أنها تذكرت دعائها للعلي القدير أن يجعل حبيبها من نصيبها ولو لليلة واحدة ،حدقت إلى السيارة بعمق ثم عبرت الطريق “أهو السرطان كما شك الأطباء أم أنه مرض سهل الشفاء منه وإن كان”عبرت الشارع الآخر وهي تكلم نفسها،إذا ستكون ليلة واحدة معه في الحلال كما تمنت،إنها شهرزاد التي ستحكي له قصص النساء اللواتي قتلهن حبه،لم يكن قاتلا أو ظالما،إنه شهريارها الذي سيسمع كعادته.

فكرت في أجمل حلٓة تلبسها يجب أن تكون أميرة لأنها ليلتها التي لا تملك غيرها،ستستحم بالعطر بدل الماء وتتزين بأغلى مركات المساحيق وأحلى نقوش الحنة وأزهى ألوان طلاء الأظافر،سيتذكر كل جميل فيها،إنها أمامه تحكي له تارة وتقبٍل جبينه العريض تارة أخرى ،تقفز وتتحرك وكأنها طفلة صغيرة تريد أن تدور ليرى فستانها الأبيض ،أحست بدوخة ،أصبحت جاثمة أن الديك يقارب على الصياح،إنه صوت الأخير،سقطت المسكينة في حضنه ،وضعت يدها على خده ولمست لحيته ،ابتسمت فابتسم هو الآخر فعلت ذلك لترى ثغره إنه أجمل ما رأت عينيها وآخر ما رأت كذلك ،لقنها الشهادة ،أجمل موت تمنته وجهه ،صوته،حضنه كل هذا قبل أن تفارق الحياة….سمعت سيارة أخرى تطلب منها الابتعاد ،إنها مجرد أمنية موت في حضن حبيبها في الحلال ،تابعت طريقها تدعو الله أن يشفيها ويعافي جسدها لأن حبيبها لا يسمعها ويمكن له أن يتركها فلما العذاب والألم إذن…

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى