قصيدة: أنا حزنُهُ المُعتَّقُ…!
شعر: مسلم الطعان
أنا حزنُهُ المُعتَّقُ
سأخبرُكم:
كيفَ كانَ يسكرُ بي
ويُغنّي و يَشهَقُ
حينَ أروي لَهُ:
تفاصيلَ دَمعِهِ
ويرخي حبالَ سَمعِهِ
ويَطرقُ:
بَوّابَةَ الشَيبِ:
بأصابع عشرينيّة اللمسات
والمسافات:
تَخرقُ:
خطاهُ التي خيطَت:
من خيوطِ القرى
وهيَ ترمقُ:
جراحَ القبرّات الثكالى
حينَ تثغَبُ
ولسانُ جرحِها ينطقُ:
بسيلٍ من الفجائعِ الكارثيّات
جنوبُها يَغرَقُ
هكذا تجوبُ الدروبَ المدلّهمّات
روحُهُ المسكونَةُ بالأغنيات
إذْ جَمرُها يَحرقُ:
جدرانَ صَمتِهِ
فيسمو الأنينُ المموَسَقُ
حينَ يسكبُ في جرارِ الذكريات:
نَزيفَ أحلامِهِ
وتنوحُ على بساتينِ أيامِهِ:
نواعيرُ أنغامِهِ
إذْ تزقزقُ:
عصافيرُ جمرِهِ
حينَ ترثي:
ما تَبقى من وشالاتِ عمرِهِ
للدموعِ عصافيرٌ جَمريَّةٌ
تزقزقُ:
في غابَةٍ أغصانُها منسوجَةٌ:
من جراحِ المُغنِّي
حين َ يُغنّي
ويهرقُ:
نَزيفَ اشتعالاتِهِ التي:
تنزفُها قبرّاتُ القرى
عندما تُسرَقُ:
بيادرُ أحلامِهِ
أبكي بحرقةٍ
على أوجاعِ أيّامِهِ:
أنا حزنُهُ المُعتَّقُ….