ط
الشعر والأدب

قصيدة : ليلُ نوفمبر . للشاعرة / روشن علي جان ..سوريا

 

اتركي العنانَ للخيالِ
وامضي في براحاتِ الوصلِ
كما لو أنّكِ مجرّةٌ تبعدُ الأرضَ عن مدارها
كما لو أنّكِ قفيرٌ
يغزلُ من صيرورةٍ الطلعِ نهداً ووردة
هدهدي الوقتَ لينبُذني ليلُ نوفمبرَ
وتتغشّاني نوتاتُ الصّبابة
باركي العناقَ بالتشهّي
لأعبرَ مقاماتِ ثوبكِ الشجريّ
طيفاً ينادمُ فراديسَ التداني
دعي البحرَ برعى خرافكِ
لأشربَ نخبكِ على أبوابِ التوجّسِ
وبينما ينكفىء الأقاحُ في أزمانكِ الصاهلة
سأتركُ النّبضَ متدلّياً من خابيةِ السُلالة
من فخاخٍ تتنهّدُ مثلَ وردةٍ ضجِرة
كيف لي أن أغادرَ الامتلاءَ ؟
والمخيّلةُ هندباءٌ أغواها الأخضرُ بغامضٍ نَهَوند
كيفَ أقوّمُ دفّةَ الفكرةِ الهجينةِ
والكناياتُ فرائسٌ تُحابي ثمالةَ
لحظكِ المُستبدّ
أنا الذي يتأملكِ مُحتدماً بلهفةِ القطافِ
لوعتي كستناءٌ تتناهيها سناجبُ الكلامِ
أنا المشمولُ بالعاطفة
أنغرسُ في الوجدِ دندنةً تتشبّهُ بالمرايا
ظباءٌ تنتفضُ في ريبةِ اليقين
أترنّحُ على مِزهرِ الفراشاتِ الهاربة
أستجيرُ بقيافةِ الماء
ماءٌ يعطفُ على الماء
ماءٌ يتعرّى من شُبهةِ العطش
في سهوِ الانعتاقِ
تتلعثمُ المسافةُ بين وجنتينٍ مُخاتِلتينِ
وتخضرُّ المسرّةُ في المستحيلاتِ الغريقة
شذراتٌ من اللازوردِ تهوي من مساقطِ النّدى
تعالي أعمّدكِ بغرّة الغيمِ البكر
بما فاضَ من الخريرِ على ارتباكةِ رؤاكِ
خمائلُكِ المنسيّةُ تحاصرُ غراسَ الأرق
لاذريعةَ لمن يرعى وردَ الغياب
فهل سيقودني النردُ إلى التهلكة؟
كلما امتلأت رئتي بالحبورِ أبكي
بيني وبينكِ مبهاهجُ تقتاتُ بالتجلّي
بيني وبينكِ انطفاءٌ يتوهّجُ في الكهرمان
أغدقي على صيفِ هذياني، وانتظري
حتى ينامَ القمرُ ويلقى الليلُ حتفه
لأتماهى برهبةِ اللحظةِ الأسمى
يجرجرني زهرُ اللّوزِ لاشتعالٍ وشيكٍ
يُكاشِفُ الثّغرَ الخُزامى
أتلظّى بوهجكِ البدائيّ كنصلِ الثرثرة
أهيمُ في الوجدُ بلا تقاويمَ
والشوقُ قافلتي الأكيدة
نبيذٌ صِرفٌ يزفّني إلى جهاتٍ عامضة
خذيني من جلابيبِ الحيرةِ
لألوذَ بالزرقةِ مثل طيورِ الصخرةِ الأوراسيّة
أرمّمّ بالافتتانِ لهاثيَ المُحتدِمِ في دمكِ الغزال
دعيني لشغفِ الانخطافِ أميدُ
على خطاهُ سادراً
أشُدُّ على جهةِ الشمالٍ مُتضرّعاً
حيثّ اللّيلُ يضطجعُ في أزمنةٍ جديدة
تباريحُ غضّةً تهمي نارنجاً بحرائقي
وأنتِ.. وردٌ ملكيٌّ يتطاولُ
في أمزِجةِ الغِبطة
ضحكةٌ فريدةٌ تحتكِمُ في سُرّةِ الهذيانِ
في هفهفةِ ضفيرةٍ تنثُرُ زينتها على دمي
آهٍ.. لو كنتُ رغبةً تزهرُ
في قشعريرةِ الأسئلة
لأُدَوّنَ سرائرَ الصلصالِ
على ضِلعكِ اللّائِبِ
لو كنتّ جوّابَ الحِنكةِ الغجريّةِ
لأدُلَّ الكمنجاتِ على صوتكِ
إذْ ينزوي مخموراً في البُحّة
مازلتُ أحلمُ بامرأةٍ تُقشّرُ المعنى بالهديل
امرأةٌ تحرسُ أقمارها بالدِفلى ولاتُكابر

روشن علي جان

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى