ط
هنا السعودية

النساء شقائق الرجال .. بقلم/ عبد العزيز بن محمد أبو عباة

 

الإسلام كرم المرأة غاية التكريم ، ولم يفرق بينها وبين الرجل إلا في الاختلافات البيولوجية والخصائص التي خص الله بها كل من الرجل والمرأة.
ومن تكريم الإسلام للمرأة أنه أمر الرجال بالرفق بهن، ونهي عن تزويج الفتيات كُرهاً وعن أكل أموالهن، ولم يكن للنساء نصيبٌ في المواريث أيام الجاهلية، بل إنَّ الرجل كان إذا بشَّره أهله ببنتٍ اسودَّ وجهُهُ، وقد حكى القرآن ذلك فقال سبحانه وتعالى: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )ومن صور تكريمها أيضاً قد نزلت سورة خاصة بهنَّ تسمى سورة النساء توضح فيها أحكام المواريث، وكيفية معاملة المرأة في حال نشوزها فقال عز وجل: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا ) ولا تعني قوامة الرجل ان يستبد برايه ويهين المرأة ويجعلها كالأسيرة بل لها حق المشورة فيما يتعلق بجميع شؤون الحياة وقد شاور الرسول صلى الله عليه ام سلمة في صلح الحديبية وقد أخذ صلى الله عليه وسلم بمشورتها، عندما حدث صلح الحديبية بين المسلمين والكفار، وكان من شروط الكفار ألا يدخل المسلمون في هذه المرة لزيارة الكعبة ويعودوا العام القادم، وبعدما فرغوا من كتابة وثيقة الصلح طلب رسول الله من المسلمين أن ينحروا ويحلقوا ولكن لم يقم أحد منهم وأعاد الرسول صلى الله عليه وسلم طلبه ثلاث مرات ولم يفعلوا، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلمة فذكر لها ما حدث من المسلمين فقالت رضي الله عنها: يا نبي الله، أتحب ذلك اخرج ولا تكلم أحدا حتى تنحر بدنك (ذبيحتك) وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله وفعل بمشورتها فما كان من المسلمين إلا أن نحروا وحلق بعضهم لبعض، وبذلك حلت المشكلة.
فالمرأة في الإسلام مصونة وليس بحاجة لقوانين دولية لتنظيم أحوالها ، أو تخصيص يوم معين للاحتفال بها بل هي مكرمة في كل الأوقات وفي الأماكن العامة ولا يستطيع أحد الانتقاص منهن لكونها نساء فهن شقائق الرجال فما يصيب المرأة من عيوب فإن الرجل أيضاً معنين بذل وفي الحديث (إنما النساء شقائق الرجال ).
إن الدعوات التي تنادي بمساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات من دون تفصيل لهو أمر مخالف للفطرة والتكوين البيولوجي الذي خص به الله كل من الرجل والمرأة فهؤلاء الذين ينادون بذلك إنما يريدون أن يدسوا السم في العسل فهم يريدونها أن تخرج متزينة ومتجردة من الحياء فالمرأة عندنا في الإسلام بمثابة الجوهرة المكنون التي لا ينبغي لأي شخص أن يلمسها فحجابها ساتر لها وعنوان لعفتها وكرامتها ولبسها للحجاب لا ينتقص من إمكانياتها وإبداعاتها فكم من امرأة محجبة استطاعت أن تبدع في مختلفة المجالات (الطب والهندسة والقانون وغيرها) فلم يمنعها حجابها وسترها من الابداع ، ولكن من يريدون نزع حجابها ليلحقن بركبة الحضارة فقد كذبوا عليها ، فها هي المرأة المحجبة تعمل في كل الميادين وبتفوق على زملائها الرجال في بعض المرافق ، ووصيتي للمرأة يجب الا تلتفت لتلك الأصوات النشاز بل عليهن التمسك بقيمهن وعاداتهن السمحة التي اكتسبنها من جيل الأمهات عبر تاريخنا المجيد.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى