يبدو أن أكبر شجرة في العالم مهددة بألسنة النار، ما دفع عناصر مكافحة الحرائق في كاليفورنيا إلى لف “الجنرال شيرمان” بورق أشبه بالقصدير، تحسبا لأي أخطار قد تلحق بتلك الشجرة المعمرة.
فقد أعلنت وكالة المتنزهات الوطنية في ولاية كاليفورنيا الأميركية، مساء أمس الجمعة أن أطقم مكافحة الحرائق التجأت إلى تغليف جذور بعض أشجار السيكويا العملاقة بأغطية مقاومة للنيران ضمن محاولاتها المستميتة لإنقاذ الأشجار الشاهقة الارتفاع، بما فيها الشجرة التي تحمل اسم “الجنرال شيرمان” وهي أكبر شجرة في العالم.
أتت تلك الإجراءات بعد أن أدى الحريق، وهو واحد من عشرات اندلعت في ولايات غربية في موسم الحرائق الذي بدأ مبكرا، إلى إغلاق متنزه سيكويا الوطني في وقت سابق من هذا الأسبوع وترك غلالة من الدخان الكيثف تلف المنطقة في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.
كما قالت بلدة ثري ريفرز الصغيرة، في منتصف الطريق تقريبا بين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، إن نوعية الهواء رديئة في البلدة.
فيما أوضحت المنظومة الاتحادية لمعلومات الحوادث “إنسويب” أن الحريق الذي سُمي كيه.إن.بي كومبلكس ونجم عن اندماج حريقين آخرين تضخم وامتد اليوم على مساحة تزيد عن 11 ألف فدان.
أكبر شجرة على وجه الأرض
من جهته أشار مارك جاريت، المتحدث باسم وكالة المتنزهات، إلى أن النيران كانت تشتعل على بعد 1.6 كيلومتر من الغابة العملاقة في المتنزه، التي توجد فيها أكبر شجرة على وجه الأرض، من حيث الحجم، وذلك قبل رحيل 115 موظفا من المتنزه في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقالت وكالة المتنزهات في بيان “تجري أطقم العمل استعدادات في ’منطقة عمالقة الغابة’ قبل أن تصل النيران إليها، بإزالة كل أنواع الوقود ووضع أغلفة حول بعض أشجار سيكويا الشهيرة التي تميز المنطقة الأكثر شهرة في متنزه سيكويا الوطني”.
هي الأطول
يذكر أن شجرة الجنرال شيرمان، بحسب ما أوضحت خدمة المتنزهات، هي الأطول بين ما يزيد على 2000 شجرة سيكويا أخرى في المتنزه، إذ يبلغ طولها 83 مترا ليناهز ارتفاعها قبة مبنى الكابيتول في واشنطن، كما يزيد قطرها عند القاعدة عن 11 مترا.
ولا تنمو عادة أشجار السيكويا العملاقة تلك، والتي يعود الكثير منها إلى أكثر من 3000 عام، إلا عند المرتفعات العالية للمنحدرات الغربية لجبال سييرا نيفادا بكاليفورنيا. وتستطيع هذه الأشجار، بفضل لحائها السميك، الصمود أمام معظم الحرائق والتغلب عليها.