لطفي بدوي
الرياض
هاتف 00966502565320
الفئة : القصة القصيرة
_________
الهاربة
قصة قصيرة
بقلم : لطفي بدوي
حملها صغيرة .. أمام عينيه كبرت لحظة .. لحظة .. تحملها كبيرة ..كان لها كل الحياة .. الأحلام .. كل الأيام .. في الصباح تنتظر دبيب أقدامه
يفتح البراد .. يتناول كوب الحليب ..
قرص اسبرين .. صوت احتكاك عود الكبريت في لحظات إشعال سيجارة .. يتصفح جريدة .. أخبارا ليست جديدة … و حكايات ليست سعيدة .. الزمالك يخسر .. يحملها بين يديه .. يداعب شعرها .. يقبلها .. يتمنى لها يوما سعيدا .. يذهب الي عمله .. تعد اللحظات في انتظار عودته .. لحظة .. لحظة .. !!
اليوم ليست كعادتها .. شاردة .. هادئة .. شيئا ما تغير فيها !! أضواء الصباح لا تغري ناظريها ، كأضواء الشانزليزية و شارع اكسفورد و ليل القاهرة و الأضواء الحائرة … وقفت بوجه الليالي الباردة ، و الافكار الهاربة دفعة واحدة ، غير عابئة برائحة القهوة .. سيجارتها تهتز بين أصابعها في لحظات ادمان الصمت ، شيئا ما يحترق !!
شيئا ما تغير … تترنح ، تهزها الافكار ، يهزمها صوت فيروز … بعدك علي بالي !!
شيئا ما تغير ، تستدعي رائحة الغائبين ، جرعات الأمل قاربت علي الانتهاء !!
هل ضايقها أحد ضيوف سهرة الامس ؟
هل مرضت ؟
لكنها ليست كعادتها !!
ربما تتحسن .. تمنت له يوما سعيدا .. بين مرارة الفراق و لوعة الغياب ..تحيا كل لحظة علي امل اللقاء .. الحنين يعمق الاشتياق ..عاشقة هي قيد الانتظار .. عاشقة بقيت لا تمل الانتظار .. لكنها اليوم .. أحست شيئا جديدا .. إحساسا رهيبا .. إتخذت قرارا مثيرا .. تركت كل شئ ..
و هربت ….
إلى أين ؟ … مع من ؟
من يدري !!!
لطفي بدوي