ملخص رواية
الهروب من الوقت
تأليف
ناريمان محمود أحمد
يقف في منتصف ذلك الطريق حائرًا… ينظر حوله بتعجب… يسمع صرخاتها بإسمه… يحاول الحراك ولكن هناك ما يمنعه… وكأن جسمه قد شُل عن الحركه… تحركت زمرديتاه على ذلك الضوء القادم من بعيد حتى اقترب منه… وأخر ما سمعه هو صوت صرخات العديد من الناس حوله قبل أن يقع أرضًا وتحيطه بركه من الدماء ويصدر قلبه أخر نبضه له ليعلن عن وفاته… فعلى من نكذب لا يوجد أحد مضمون في هذَه الدنيَّا، فحتّى قُلوبنا التي هى لَنَا ستُخذلنا يومًا ما وتَتوقف عن النبض وإن سألني أحدكم ما هى أكبر خساره قد يتعرض لها الانسان؟ فهى بلا شك خسارة الوقت…
استيقظ بطلنا مفزوعًا من ذلك الحلم الذي بدا واقعيًا للغايه له… نظر حوله ليجد العديد من الأشخاص الذين لا يبدون مألوفين له ولكنه كان يتسآل من أنا؟ ومن هم؟ وما هذا المكان؟
هاري هل أنت بخير? تحدث أحدهم يملك شعرًا أسود وعينان سوداء كاليل، وحينما ناداه ذلك الفتى حينها علم بطلنا أسمه الذي لم يكن يعرفه
ماذا حدث؟ تحدث هاري بهدوء عكس تلك العاصفه بداخله وهو يمسك برأسه بألم
ألا تذكر لقد فقدت وعيك ونحن عائدون من العمل فجأه ولكن لا تقلق أنه مجرد إرهاق فقط: تحدث فتى أخر يملك شعرًا وعينان بنيه ثم أردف
زين أحضر له بعض الماء من فضلك: تحدث لينهض الفتى ذو الشعر الأسود ويحضر كوب من الماء يناولها لهاري
كان هاري يريد أن يسألهم من هم? وما الذي أتى به هنا? ولكنه اكتفى بالصمت فهو قرر بأنه سيعلم بنفسه بدون أن يسألهم حتى لا يجرحهم فهم يبدون وكأنهم يعرفونه منذ وقت طويل
“أعتذر لإقلاقكم” تحدث هاري بهدوء وهو مازال ممسك برأسه
ليتقدم زين متحدثًا “لا بأس هاري نحن أصدقاء… والآن هيا ليام علينا الذهاب يجب تركه يرتاح” تحدث ثم أردف “لا تتأخر غدًا عن العمل” ثم نهض وذهب ومعه ليام ليبقى هاري وحيدًا في ذلك المنزل الذي هو منزله على حسب إعتقاده؛ جلس يفكر في ذلك الحلم الغريب ومن كانت تناديه ولما هو مازال لا يتذكر أي شئ ولا حتى من هو… تنهد قليلًا ثم سحب وسادته وأغلق عينيه ليذهب في ثبات عميق
يوم الأحد- الثاني من يناير- الساعه 10:55 صباحًا
* صوت رنين هاتف *
“يا إلهي” تمتم هاري ثم أخذ ذلك الهاتف ليرى المتصل زين ليجيب سريعًا
هاري اللعنه أين أنت ? تحدث زين من الناحية الأخرى على الهاتف
في المنزل، ماذا هناك؟ تحدث هاري بنعاس
“أتتحدث بجديه… أنت متأخرعن العمل” تحدث زين بغضب
“أوه صحيح” تحدث هاري بنعاس وتملل ليتنهد زين
“أرتدي سريعًا سأمر عليك يبدو أن الإغماء قد أثر عليك حقًا” تحدث زين ثم أغلق لينهض هاري ويرتدي ملابسه التي لا يعلم متى اشتراها ولكنه قرر التماشي مع الأمر حتى يستعيد ذاكرته…
بعد دقائق وصل زين بسيارته السوداء ليركب هاري معه، بدأ زين بالقياده وبجانبه هاري الذي عيناه مرتكزه على الطريق فهو يعلم بأن زين لن يأتي لأخذه كل يوم وعليه أن يذهب وحده يوميا
دخلا إلى ذلك المطعم الفخم وهاري ينظر حوله بتعجب على تلك الأرضيه الرخاميه وكأنها مصنوعه من الذهب والحوائط الرائعه التي عليها نقوشات بسيطه؛ قاطع تأمله صوت زين متحدثًا “هيا ارتدي زي العمل أنت أيضًا وتعال سريعًا هناك العديد من الطلبات علينا تقديمها” تحدث زين وهو يعطيه زي نادل ليتنهد هاري الذي علم للتو ما هى وظيفته هنا
“نايل هذا للطاوله رقم اثنان” صاح زين ليجيبه فتى أشقر “حسنًا حسنًا اعطيني أياه…
اوه مرحبا هاري هل أنت بخير الآن? تحدث ذلك المسمى بنايل وهو يأخذ الطلب من زين ليومئ له هاري ويذهب كل منهم ليرى عمله
الساعه 10:35 مساءً
“يا إلهى” تمتم هاري بتعب وهو يُلقي بجسده على إحدى الكراسي في المطعم بعد أن رحل جميع الزبائن
“إنه عمل مرهق حقًا” تحدث لوي الذي علم هاري اسمه أيضًا أثناء العمل وهو يجلس بجانبه
هل تودون الذهاب وشرب شيئًا ما بالخارج؟ تحدث ليام
“لالالالالا” صاح كل من هاري وزين ولوي ونايل بسرعه ليفزع ليام فيضحكوا جميعًا
“حسنًا سأرحل أنا يا رفاق أراكم غدًا” تحدث هارى وهو يسير خارج المطعم ليودعوه جميعا
بينما هاري يسير في ذلك الشارع المظلم وكل ما يسمعه هو صوت حذائه على تلك الأرضيه الرطبه بسبب ذلك المطر الذي يهطل بغزاره لمح أحدهم يتبعه يرتدي معطف أسود اللون وملامح وجهه كانت مختفيه تحت ذلك المعطف ليسرع هاري في خطواته حتى بدأ بالجري إلى منزله ويغلق الباب سريعًا… خلع هاري معطفه وهو يتنهد ويضعه على الأريكه ثم يجلس بتعب”ما الذي يحدث لي يا إلهى” تحدث مغمضًا عينيه
الاثنين- الثالث من يناير- الساعة 8:35صباحًا
“مرحبًا هاري… أنت متأخر عن معادك بخمس دقائق” تحدث ليام
“يا إلهي ليام أنت دقيق دومًا في مواعيدك” تحدث لوي بتملل
“مرحبًا يا صاح اجلس لنطلب الطعام فأنا جائع للغايه” تحدث نايل ليضحك هاري وهو يسحب مقعدًا ويجلس عليه
إذا زين ما أحوالك مع چيچي? تحدث لوي
بخير… فقط بعض الخلافات البسيطه، وهل إلينور بخير? تحدث زين
“نعم” تحدث لوي
وبينما هم يتحدثون يجلس بطلنا بجانب النافذة شارد الذهن يفكر في كل شئ واللاشئ، من الذي كان يتبعه ولما لا يتذكر أى شئ حتى اسمه قد تذكره بالصدفه
ربما قد يحتاج الشخص إلى من يسمعه أحيانًا ولكن حاجته إلى من يشعر به أكثر هو ما يحتاجه هاري الآن ولكنه لا يعلم بتلك التي تحاول جاهدة إبقاءه على قيد الحياة… تشعر بما يشعر به… وتتألم لما فعلته به ولكن في إعتقادها أنه كان الحل الوحيد ولا تعلم بأن ما فعلته سيدمر كلاهما
هاري هل انت بخير? تحدث لوي بقلق ليخرجه من شروده وصمته الطويل
“أوه… نعم أنا بخير” تحدث هاري بتوتر ليومئ لوي بشك
# الساعة 9:30 صباحًا
نهضوا جميعًا ليتجهوا لعملهم الذي من المفترض أن يبدأ في العاشرة
“يا رفاق انتظروني دقيقه سأحضر بعض المشروبات وآتي” تحدث هاري
“ثلاثة كولا من فضلك” تحدث هاري ليحضر له البائع ما يريده ليأخذهم
“شكرًا لك” تحدث هاري وأخذ أشيائه ليذهب وفتح علبته ليشربها ولكنها وقعت على إحدى الأشخاص والذي كان يرتدي معطف أسود طويل يغطي به وجهه أثر اصتدامهم
“أوه أنا حقًا آسف” تحدث هاري بأسف
“لا بأس إنها غلطتي” تحدثت تلك الفتاة دون أن ترفع وجهها، بينما هاري ظل محدقًا بها للحظات يشعر بأنه رأى شخصًا يرتدي مثلها من قبل ولكنه لم يتذكر
“اعتذر… عن اذنك ” تحدثت تلك الفتاة ووجهها الذي يغطيه ذلك المعطف مازال موجهًا للأسفل
“لا بأس…” تحدث هاري ثم أحضر علبه أخرى وعاد لرفاقه وهو كعادته مازال شاردًا
# أمام المطعم
“هاري أحتاج للتحدث معك” تحدث لوي ثم أردف “يمكنكم الدخول يا رفاق سنذهب أنا وهاري لنحضر شيئا ونعود” وقد اخذ هاري الذي مازال متعجبًا لإحدى الحدائق ليجلسوا
“هاري هناك شيئًا ما خاطئ بك… يمكنك إخباري ما الذي يشغل بالك… لقد اعتدت على ذلك” تحدث لوي بقلق ليبتسم هاري بخفه فهو ربما فقد ذاكرته ولكنه يشعر بحبه للوي كأخ له ويشعر بأنه يثق به… حكى له هاري عما حدث بالتفصيل منذ أن أستقيظ من إغماءه حتى الآن…
“أأنت متأكد… أقصد كيف هذا??” تحدث لوي بعدم تصديق
“أنا لا أعلم حقًا لوي” تحدث هاري ليضمه لوي إليه قليلًا متحدثًا” لا بأس سنجد حلًا لهذا ربما هذا أثر إصتدام رأسك بالأرضيه لذلك سننتظر قليلًا ربما تستعيد ذاكرتك… والآن هيا لنذهب للمطعم ونتقابل بعد العمل فالمدير على وشك أن يطردنا” تحدث لوي وأنهى جملته بمزاح ليلطف الأجواء قليلًا فيبتسم هاري وينهضوا سويًا متجهين للمطعم
# الثلاثاء- الرابع من يناير- الساعه 10:00 صباحًا
استيقظ هاري وقام بروتينه اليومي ثم أرتدى ملابسه وحذائه ووضع عطره الخاص ثم وقف مستعدًا للذهاب… إن اليوم أجازه لذا اتفقو على ان يخرجوا سويًا
“مرحبًا هاري” تحدث نايل فور أن وصل هاري
“مرحبًا نايل… مرحبًا يا شباب” تحدث هاري ليرد لهم التحيه
“هاري… هذه چيچي خطيبتي وهذه إلينور حبيبة لوي وهذه شيرل حبيبة ليام” تحدث زين ليبتسم هاري ويصافح كل من الفتيات الثلاثة ثم بدأوا بالسير…
“أوووه أڤي, إشتقت لكي يا فتاة” صاحت چيچي فور رؤيتها لإحدي الفتيات تمتلك زوج من العينان الزرقاء وشعر بني كالبندق …
“چي إشتقت لكي كثيرًا” تحدثت أڤيندرا وهي تعتصر چيچي في عناق
“يا رفاق هذه أڤيندرا صديقتي المقربه” تحدثت چيچي ليصافح كل منهم أڤيندرا ثم عرفتها بهم
“أڤي يمكنك المجئ معنا سنذهب للمول التجاري هيا” تحدثت چيچي لتومئ أڤيندرا متحدثه “حسنًا لا بأس أنا متفرغه على أى حال” تحدثت ليبدأوا السير حيث كانت چيچي بجانب زين وبجانبها أڤيندرا وهاري، نايل، لوي، ليام على الترتيب
“إذًا أڤيندرا هل تعيشين هنا” تحدث هاري مقاطعًا ذلك الصمت
“أنا دائمة السفر وموطني الأصلي هنا ولكني لا آتي هنا كثيرًا” تحدثت أڤيندرا ليومئ هاري
“إذًا أڤيندرا أستسافرين مجددًا ” تحدث نايل
“لا أعتقد ذلك” تحدثت أڤيندرا…
بعد دقائق من السير والحديث المستمر وصلوا لوجهتهم المول التجاري فيدلف كل منهم للداخل
“زين أعتقد إني سأشتري فستانًا لذلك ستأتي معي هيا” تحدثت چيچي وهى تسحب زين المتعجب خلفها
“والآن زين قد رحل سنقسم أنفسنا” تحدث ليام ثم أردف “أنا وشيرل ونايل سنقوم بحجز كعكة عيد الميلاد ، لوي وإلينور ستحضرون الزينه، هاري وأڤيندرا ستتكفلون بإحضار الهدايا” تحدث لتهمس أڤيندرا لهاري “أي حفل؟” ليهمس هاري متحدثًا “إنه عيد ميلاد زين” تحدث لتومئ متفهمه ثم يتوجهوا لإحدى محلات الهدايا…
“الساعة” تحدث هاري
“تم” تحدثت أڤيندرا ليضع هاري علامة صح بجانب كلمة ساعة في الورقه التي يدونون فيها ما سيحضروه من هدايا، “تي شيرت: تم” تحدثت
“إذًا هكذا أحضرنا جميع الهدايا اللازمة تبقى ما سنحضره نحن” تحدث هاري ليتفقوا على ما سيحضروه ثم يعودوا لأصدقائهم مرة أخرى…
“حسنًا أنا سأضع تلك الاشياء في منزلي وأعود قبل أن يراها زين” تحدث نايل
“حسنًا ونحن سنكون في مكاننا المعتاد… سننتظرك هناك” تحدث لوي ليومئ نايل ويأخذ كل ما أحضروها ويضعه في سيارته ويتجه لمنزله بينما الرفاق انتظروا زين وچيچي ومعهم أڤيندرا بالطبع
“أين نايل ؟” تحدث زين حينما لاحظ إختفائه بينما هم جالسين على إحدى الطاولات
“إنه… إنه” تحدثت إلينور بتلعثم ليقاطعها دخول نايل متحدثًا”مرحبًا يا رفاق آسف على التأخير، كنت أحضر بعض الطعام” تحدث ليومئ زين متفهمًا ويجلس نايل بجانبهم
“أڤيندرا… هل تم قبولك في تلك الجامعة” تحدثت چيچي
“نعم لذلك سأستقر هنا” تحدثت أڤيندرا
“أى جامعة” تحدث لوي
“إنها إحدى جامعات العلوم والتكنولوجيا هنا في لندن” تحدثت أڤيندرا ليومئ متفهمًا…
# الاربعاء- الخامس من يناير- الساعه 6:30 صباحا
“هااااااااااري استييييييييقظ ” صاح لوي
“ماذا هناك لوي” تحدث هاري بنعاس
“هيا استيقظ سنذهب اليوم للتخيم” تحدث لوي
“مهلًا كيف دخلت شقتي ؟!” تحدث هاري
“معي دومًا مفتاح إحتياطي” تحدث لوي بفخر ثم أردف” والآن هيا أسرع لقد رتبت حقيبتك سنظل هناك حتى اليوم الذي يسبق عيد ميلاد زين” تحدث لوي ليومئ هاري ويفرك عينيه بنعاس وهو ينهض ليستحم ثم يرتدي ملابسه
“هيا بنا ؟!” تحدث لوي حينما رأى هاري قد أنهى ما كان يفعله
“هيا” تحدث هاري وهو يتجه لخارج المنزل ويتبعه لوي ثم يدلفوا داخل سيارة لوي
“أين باقي الرفاق” تحدث هاري
“إنهم ينتظروننا عند الحافلة التي ستأخذنا لهناك… وچيچي قد دعوت أڤيندرا” تحدث لوي ثم غمز ليومئ هاري متفهمًا…
بعد نصف ساعة تقريبًا وصلوا لوجهتهم ليجدوا الجميع بإنتظارهم ليرحبوا بهم ثم يركبوا جميعًا الحافلة حيث جلست أڤيندرا بجانب هاري وچيچي بجانب زين وشيرل بجانب ليام ولوي بجانب إلينور ونايل يجلس بجانب المقرمشات والكعك الخاص به.
سمعت أڤيندرا هاري يدندن ببعض كلمات أحد الأغاني لتردف متحدثه “أن صوتك جميل والأغنيه أيضًا”
ليبتسم متحدثًا “شكرًا لكي ولكن حقًا أنا لا أعلم أين سمعت تلك الأغنيه”
“ألا تذكر لقد ألفتـ… ” تحدثت اڤيندرا ولكنها صمتت فجأة
“المعذره ؟!” تحدث هاري بتعجب
“لقد كنت أقول… بـ… بأنه ربما سمعتها في مكان ما بينما تسير” تحدثت بتوتر ليومئ متفهمًا ثم يضع كل منهم سماعات الأذن الخاصه به ويذهب في عالمه الخاص وبعد دقائق شعرت أڤيندرا بثقل على كتفها لتجد هاري نائم عليه، لتزيل السماعات من أذنه ثم نظرت مرة أخرى للنافذة بإبتسامه ولم تبد أى ردة فعل وكأنها معتادة على الأمر
# بعد 4 ساعات
بعد ساعات قضوها في تلك الحافلة أخيرًا وصلوا للمكان الذي سيخيمون به،كان يشبه الغابه أو هو كذلك بالفعل
“واااو…”هذا كل ما خرج من فم هاري فهو لا يتذكر بأنه قد رأى مكانًا مثل هذا من قبل
بدأوا بإعداد خيامهم حيث أنهى ليام خيمته في 5 دقائق وتوجه ليساعد الباقي بينما لوي أنهى خيمته أيضًا وبدأ بمساعدة إلينور وشيرل أنهت خيمتها وتوجهت لمساعدة أڤيندرا…
# بعد ساعة ونصف
تقريبًا أنهى الجميع خيامهم ليرتاحوا قليلًا ثم أشعلوا النيران وجلسوا حولها
“لنغني تلك الأغنيه التي ألفها هاري أتذكرونها” تحدث زين ليهزوا رؤوسهم جميعًا بينما هاري بدأ يتوتر قليلًا فهو لا يتذكر أي شئ
“عند العد ثلاثة سنبدأ” تحدث نايل ثم بدأ بالعد “واحد… إثنان… ثلاثة” تحدث ليبدؤا جميعهم بالغناء
ليتعجب هاري قليلًا فهى نفس الأغنيه التي غناها هاري في الحافلة فيبدأ الغناء معهم… بدأ الجميع بالغناء بينما أڤيندرا فقط مغمضه عيناها ومبتسمه تستمتع بتلك الأغنيه التي تمثل شيئا كبيرًا لها…
أنهوا الأغنيه ثم صفقوا بحرارة على غناءهم وأخذوا يتحدثون ويضحكون طوال الليل ثم ذهب كل منهم لخيمته بعد يوم طويل.
# الخميس- السادس من يناير- الساعة 10:36 صباحًا
“والآن سننقسم لفرق” تحدث ليام ثم قام بتقسيمهم… ليبدأوا بأخذ كشفاتهم وأشيائهم وينطلق كل منهم في إتجاه ليكتشفوا الغابه
“ألم نبتعد كثيرًا” تحدثت أڤيندرا بعد ساعتين من المشي
“لا تقلقي، أنا فقط أريد إستكشاف المكان؛ أرأيتي تلك البحيرة ونحن قادمون لقد كانت جميله للغايه، ربما هناك ما هو أفضل” تحدث هاري
“أنا أريد الإستراحة قليلًا لذلك يمكنك الذهاب وأنا سأنتظرك هنا ولكن إحذر ربما تكون هناك حيوانات مفترسه” تحدثت أڤيندرا
“حسنًا لا تقلقي” تحدث هاري وبدأ بالتحرك ليشبع فضوله قليلًا وبعد ساعة تقريبًا من الإستكشاف تنهد متحدثًا “حسنًا هذا يكفي لليو…” تحدث ولكنه تفاجئ بدب ضخم في وجهه ليتصنم في مكانه وكأن قدماه قد شلت عن الحركة… زمجر الدب ثم رفع إحدى يداه وهاري مازال واقفًا مغمضًا عيناه مستسلمًا لما سيحدث… لم يشعر هاري بنفسه إلا وهناك من يمسك بيده ويركضون بسرعة، فتح عينه سريعًا ليقابل ظهر أڤيندرا الممسكه بيده وتحاول النجاه بحياتهما وحينما نظر خلفه وجد ذلك الدب مايزال يطاردهم
“هيا أسرع” صاحت وهم مازالوا يركضون يحاولوا إبعاد ذلك الشئ عنهم ولكن لا فائدة، وبينما هم يركضون سمعوا صوت إطلاق النار ليتوقفوا وينظروا ورائهم ليجدوا ذلك الدب مُلقى أرضًا وحوله بركة من الدماء، رفعوا نظرهم قليلًا ليجدوا لوي الذي يركض اليهم بسرعة وبيده بُندقيه
أأنتم بخير؟ تحدث لوي بقلق
“نعم لا تقلق… الفضل كله يعود لذلك الأبله الذي كاد فضوله يقتله لإستكشاف المكان وحينما رآى الدب كان مستسلمًا للموت بدلًا من الركض” تحدثت بغضب ثم أردفت بتفاخر “ولكن لا بأس فالفضل يعود لي في إنقاذ حياتنا “تحدثت بإبتسامة لكن حينما نظر هاري ليدها وجد يداها ترتعشان بقوه ليمسك يدها محاولًا تهدئتها
“شكرًا لك أڤيندرا… أنا حقًا ممتن لك” تحدث ثم أخذها في عناق ودي لتبادله وهى تبتسم وتتمتم بـ “لا بأس”
“أنا هنا” صاح لوي وهو يرفع إحدى يداه ليراه نايل ويأتي إليه سريعًا مع إلينور
“علينا العودة الآن فلا نضمن إذا كان هناك المزيد مثل ذلك الدب هنا” تحدث هاري ليوافقوه ثم يتبعوا الإشارات التي وضعتها أڤيندرا بكشفاتهم لأن الليل قد حل
“لقد أتيتم أخيرًا” صاحت چيچي فور ما رأتهم
“علينا الذهاب من هنا بحلول النهار” تحدثت اڤيندرا
“لماذا؟” تحدث ليام ليحكي له هاري عما حدث
“لا نريد أن نفسد متعتنا لذلك ربما نذهب لنخيم فوق التل بعيدًا عن الحيوانات المفترسه” تحدث ليام
“فكرة جيدة ولكن لننتظر لطلوع النهار حتى نستطيع أن نفعل ما نريد” تحدث زين ليوافقوه جميعًا ثم أتجه كل منهم لخيمته
# الجمعة –السابع من يناير -6:00 صباحًا
“إذًا مستعدون” تحدث ليام ليحمل كل منهم حقيبته ثم بدأوا بالسير لأعلى التل …
نظر خلفه ليجد أڤيندرا تنظر للأرضيه بشرود وحزن ليعقد حاجبيه قليلًا ويتجه لها
أنتي بخير أڤيندرا ؟ تحدث هاري مخرجًا إياها من شرودها لتنظر له سريعًا متحدثه “أوه… نعم أنا بخير… والآن لننصب الخيام” تحدثت بسرعة وهى تخرج أشيائها من حقيبتها وتتجه بعيدًا عنه ثم تبدأ بصنع خيمتها كما فعل البقيه وهاري ظل واقفًا قليلًا ثم اتجه لينصب خيمته هو الأخر
“سأذهب للتمشيه قليلًا ” تحدثت أڤيندرا وهى تنهض بعيدًا عن ذلك الإجتماع اللطيف
“انتظري سأتي معك ” تحدث هاري
صوت خطواتهم هو كل ما يسمعوه الآن ..يسيرون بصمت ونسمات الهواء تجعل خصيلات شعر كل منهما تتطاير معها بخفه
ما معنى اسمك أڤيندرا؟ تحدث هاري مقاطعًا ذلك الصمت
“إنه العاشقه” وماذا عنك ؟ تحدثت أڤيندرا
“الحاكم أو الملك” تحدث هاري لتبتسم قليلًا ثم تردف متحدثه “لنجلس قليلًا ” تحدثت ليهز هاري رأسه موافقًا ثم جلسوا على الأرض الخضراء وينظرون للسماء الصافيه
“أنظر” تحدثت أڤيندرا سريعًا فور ما رأت أحد النيازك يمر بسرعه
“لنتمنى أمنيه” تحدث هاري وهو ينظر للنيازك التي بدأت بالنزول سريعًا لتومئ أڤيندرا وهى تضم يدها الأثنان معًا وهو فعل المثل
“ماذا تمنيتي” تحدث هاري بفضول لتردف متحدثه “تمنيت أن تغفر لي”
مرت العديد من الأيام وأڤيندرا متجنبه تمامًا الحديث مع هاري إلى أن عادوا مرة أخرى…
# السبت – الثاني عشر من يناير – الساعة 10:00 مساءً
“والآن لنضع الكعكه بالمنتصف وهكذا أنتهينا” تحدث ليام وهو يضع الكعكه الكبيرة التي عليها صورة زين بالمنتصف
“هاري اتصل بچيچي وأخبرها بأننا أنتهينا” تحدث نايل
“حسنًا” تحدث هاري وهو يخرج هاتفه ويبحث عن رقم چيچي وقبل أن يضعط عليه لمح رقمها لينظر له مطولا قبل أن يضغط على اسم چيچي ليخبرها أن تأتي مع زين
اتصلت بها؟ تحدث لوي
“نعم هى آتيه الآن” تحدث هاري
أنت بخير ؟ تحدث لوي
“لا أعلم ” تحدث هاري وهو يتنهد
“تعال” تحدث لوي وقد سحب هاري للشرفه ثم أردف “إذًا…” تحدث ليتنهد هاري وبدأ يحكي ما حدث ذلك اليوم في المعسكر
# Flash Back
“لنتمنى أمنيه” تحدث هاري وهو ينظر للنيازك التي بدأت بالنزول سريعًا لتومئ أڤيندرا وهى تضم يدها الأثنان معًا
“ماذا تمنيتي” تحدث هاري بفضول لتردف متحدثه بحزن وأسى وعيناها أدمعت قليلًا”تمنيت أن تغفر لي”
“ما…” تحدث هاري ولكن قاطعته أڤيندرا متحدثه “ستعلم ماذا أقصد في الوقت المناسب”
هل كنت تعرفيني من قبل? تحدث هاري بلهفه وتلعثم
“أنا آسفه هاري” تحدثت أڤيندرا وهى تنهض سريعًا وتعود لهم مرة أخرى متجاهلة هاري الذي ينادي باسمها
#End of Flash Back
“هذا ما حدث.. وحينما أحاول التحدث معها طوال الفترة التي كنا بها في المخيم كانت تتجاهلني وتتجنب الحديث معي وأيضًا منذ ذلك اليوم لم أراها ولا مرة… أشعر بأنها تعرف شيئا لوي” تحدث هاري
هل حاولت الاتصال بها ؟ تحدث لوي
“كثيرًا ولكن هاتفها مغلق” تحدث هاري ليتنهد لوي متحدثا “إذًا ماذا ستفعل الآن”
“لا أعلم لوي أنا مشتت للغاية” تحدث هاري وهو يضع رأسه بين يديه ويستند على السور
“لا تقلق هاري سنجد حلًا… أعلم بأنه من الصعب العيش بدون ماضي ولكن عليك أن تمضي قدمًا وتترك ما سيحدث بعد ذلك للقدر” تحدث لوي وهو يربت على كتف هاري ليظهر شبح إبتسامه على وجه هاري
“هيا يا رفاق لقد وصلوا” تحدثت إلينور التي جاءت فجأة
“هيا” تحدث لوي وهو يسحب هاري خلفه ويطفئوا الأنوار ثم يجلسوا خلف الأريكه مستعدين لمفاجئة زين الذي فور ما فتح الباب وأضاء الأنوار صاحوا جميعا بـ”عيد ميلاد سعيد” وهم يقفزون من مكانهم ثم يضحك الجميع بقوة وبسعاده وللمرة الأولى يشعر هاري بنفس شعورهم “حقًا… أحبكم كثيرًا يا رفاق” تحدث زين بسعادة ليتجهوا له جميعًا ويضموه في حضن جماعي ولكن نايل سحبهم للأسفل حتى وقعوا أرضًا هم الخمسه حيث أصبح هاري وفوقه ليام وزين وبجانبهم لوي وفوقه نايل ليضحكوا بقوة وهم ينهضوا
“يا إلهى أنا مازلت حي” تحدث هاري بإندهاش ليضحكوا وهم ينهضوا
“لنغني ثم نطفئ الشمع” تحدثت چيچي بسعاده ثم يبدأوا بغناء عيد ميلاد سعيد لزين
“مهلًا مهلًا قبل أن تطفئ الشمع تمنى أمنيه” تحدث هاري بسرعه
“هيا أسرع إنها 11:11 تمنى أمنيه لعيد ميلادك هذا العام” تحدث هاري
“حسنًا” تحدث زين وأغلق عينيه متمنيًا ثم أطفأ الشمع لتضاء الأنوار… وبعد دقائق سمعوا رنين جرس الباب
“سأفتح” تحدث زين ثم توجه ليفتح، من هناك زين؟ تحدث ليام
“لا أعلم لم أجد أحد فقط هذه” تحدث زين ثم أغلق الباب وتوجه لهم
هديه !!! مِن مَن ؟ تحدثت إلينور
“لا أعلم لنفتحها” تحدث زين وفور ما فتحها صُدم هاري فقد وجدوا تلك الكاميرا
التي أحضرها مع أڤيندرا لعيد ميلاد زين
“هناك ورقة إفتحها لنعلم مِن مَن” تحدث نايل ليفتح زين الورقة وقد كُتب بها :
**عيد ميلاد سعيد زين آسفه لعدم قدومي لعيد ميلادك ولكن هناك بعض الأمور خرجت عن السيطرة قليلًا أتمنى بأن تكون أعجبتك هديتي وآسفه مرة أخرى… أرسل للجميع تحياتى… مع كل الحب أڤيندرا **
أنهى زين قرائة تلك الورقة ثم وضعها وهو يتنهد
ماذا تقصد بأن بعض الأمور خرجت عن السيطرة ?! تحدثت چيچي بحزن وقلق
“سأقف في الشرفه قليلًا ” تحدث هاري ثم اتجه للشرفه بشرود ثم رفع رأسه للسماء يتأمل تلك النجوم المضيئه في سماء الليل
ولكنه فجأة قطب حاجبيه وبدأت الأفكار والأحداث من الماضي تتسلل لعقله ثم أغلق عينيه بقوة
“هيا هاري إنها 11:11 تمنى أمنيه لعيد ميلادك هذا العام” فتح هاري عينيه سريعًا فور ما سمع صوتها في عقله تخبره بتلك الجملة وبدأ صدره يعلو ويهبط بسرعه أغمض عينيه بقوة مجددًا وجلس على الأرضيه وبدأ يعرق بقوه حتى وقع مغشيًا عليه
“هاري هيا أمي ستغضب إذا تأخرنا” تحدثت تلك الطفلة التي تمتلك شعرًا ذهبيًا وعينان خضراء تشبه هاري لحد كبير وهى تمسك بيد ذلك الطفل الصغير
“أين أنا” تمتم هاري وهو يتجه لهذان الطفلان بهدوء ولكنهما مرا من خلاله وكأنه غير موجود ثم وجد هاري المكان يتغير حوله حتى أصبح في الغابه ووجد فتى يبدو في الخامسة عشر من عمره والذي اتضح لهاري بأنه هو!!!… وجده يتسلل بهدوء إلى خلف أحد الأشجار وهناك فتاة تغني بهدوء تجلس قرب البحيرة تغني بصوت عذب ..حاول الفتى الاقتراب قليلًا ليسمع أوضح ولكنه أصدر صوت بسبب تخطيه على أحد فروع الأشجار
“أنا… أنا آسف… لم أق… لم أقصد… أعنى…” تحدث الفتى بتلعثم لتقترب منه الفتاة مبتسمه متحدثه “لا بأس” ثم التفت لترحل ولكنه امسك يدها متحدثا “إن…إن صوتك رائع حقًا” تحدث لتضحك بخجل وهى تتمتم “شكرًا لك” ثم أردفت أتستطيع الغناء؟
“نعم وقد آلفت أغنيه أيضًا أتريدين سماعها” تحدث بسعادة لتوافقه ثم جلسوا قرب البحيره وكل ذلك وهاري مازال يراقبهم من بعيد… بدأ الفتى بالغناء ولكن ما أدهش هاري هو أن الفتى والذي هو هاري في عمر الخامسة عشر بدأ بغناء تلك الأغنيه التي كان يغنيها في الحافله وفي المخيم أيضًا
“إنها جميلة وصوتك جميل أيضًا” تحدثت الفتاة وهى تبتسم
“شكرًا لك” تحدث
“أنا آسفه يتوجب على الرحيل” تحدثت، بدأت بالركض ليركض خلفها الفتى متحدثًا “مهلًا ما اسمك??”
“أڤيندرا” صاحت وهى تركض وهنا كانت صدمة هاري بالفعل ليصيح الفتى متحدثًا وهو يتوقف عن الركض “اسمك رائع أنا هاري” صاح بقوة لتلوح له وهى تركض بعيًدا قائلة “وداعا هاري” صاحت ليبتسم الفتى قليلًا ويرحل بينما هاري توسعت عيناه في صدمة ويمسك رأسه بألم ثم أغمض عيناه بقوة وهو يصرخ
“هاري… هااااري أستيقظ أرجوك” سمع تلك الكلمات ليفتح هاري عينيه بفزع أثر ذلك الحلم الذي راوده
أنت بخير? تحدث نايل بقلق
“نعم فقط لم أنم جيدًا” تحدث وهو ينهض ثم أردف “سأذهب للمنزل، أراكم غدًا في العمل” تحدث ثم توجه للباب ودلف خارج المنزل دون أن يسمع ردهم حتى…
يسير في شوارع لندن المظلمه ليلًا كعادته، سمع تلك الخطوات التي تتبعه دائمًا ربما هو اعتاد قليلًا على الوضع… نظر خلفه ليجد ذلك الشخص يرتدي المعطف الأسود كعادته الذي يخفى وجهه ويسير ورائه بهدوء، أسرع بطلنا في خطواته قليلًا فحتى وهو معتاد على الوضع إلا إنه مازال خائفًا ..دخل المنزل وأغلق الباب سريعًا ثم جلس على الأريكه وهو يتنهد بتعب يفكر في ذلك الحلم أو بمعنى أصح تلك الذكرى… أيعقل بأنه كان يعرف أڤيندرا من قبل وإذا كان كذلك لما لم تخبره أو أنه تشابه أسماء فقط… الأفكار تتزاحم بعقله وكل ما يفعله هو التفكير والتفكير والتفكير مما سبب له ألم رأسه لذلك ذهب للنوم متناسيًا قلقه عليها وخوفه من إختفاءها ومتناسيا تلك الأفكار في عقله حول ذلك الحلم…
# الأحد -الثاني والعشرين من يناير- الساعة 10:35 صباحًا
ظل هاري متأقلمًا مع الأمر طوال الأيام السابقة… لذلك دعونا ننتقل للثاني والعشرين من يناير حيث بداية التغيير…
“متأخر كعادتك” تحدث زين وهو يقلب عينيه ليضحك هاري قليلًا
“ليس ذنبي بأن المطعم يفتح مبكرًا للغايه” تحدث هاري ليتنهد زين متحدثًا “أنت حقًا لا فائدة منك” ثم ذهب هاري ليرى عمله…
# بعد ساعات العمل- الساعة 10:00 مساءً
“أشعر بأن هناك شيئًا حدث لأڤيندرا” تحدث ليام
“ماذا تقصد؟” تحدث هاري
“هو يقصد بأنها لم تظهر منذ مدة ولا نعلم عنوان منزلها وهى قالت بأنها لن تسافر مجددًا، حتى چيچي لم تستطع الوصول لها” تحدث زين
“رفاق أنا سأذهب للمنزل أنا حقًا متعب” تحدث هاري وهو ينهض ثم يودعهم ويترجل خارج المطعم متجهًا لمنزله
فتح باب المنزل ليرمي معطفه بإهمال على الأريكه ثم يجلس مغمضًا عينيه حتى سمع صوت جرس الباب يرن ..تعجب قليلًا فمن الذي قد يأتيه في هذا الوقت وهو كان مع الرفاق منذ قليل …فتح الباب ولكنه لم يجد أحد نظر حوله ولم يجد أحد وحينما كان على وشك الدخول لمح طردًا ملقى أمام باب المنزل ليحضره ويدلف به للداخل مرة أخرى… جلس على الأريكه ونظر للطرد قليلًا، كان مترددًا بفتحه ولكنه استجمع شجاعته وفتح الطرد ليجد جملة واحدة فقط كتبت في تلك الورقة جعلت جسده يرتعش خوفًا
لا تذهب غدًا لمحطه القطار… أنت في خطر
تعجب هاري قليلًا فكيف لذلك الشخص أن يعلم أنه في خطر أو أي خطر سيكون به؛ ترك الطرد ثم جلس مشبكًا يديه معًا يفكر في كل ما يحدث ظهور أڤيندرا واختفائها المفاجئ، الطرد وفقدان ذاكرته..الشخص الذي يتبعه
حينما تعب من التفكير إتجه لسريره مغمضًا عيناه ليستقبله عالم الأحلام أو ربما الكوابيس
يقف في المحطة منتظرًا قدوم القطار ليأخذه لوجهته متجاهلًا جميع من حوله وتحذيراتهم… يبعث بهاتفه حتى سمع صوت مذمار القطار إقترب قليلًا قبل توقف القطار منتظرًا إياه حتى يقف ولكن حدثت الكارثه… فقد إنقلب القطار نتيجه صدأ أحد القضبان الحديديه ..إنبطح أرضًا وهو يضع يده على رأسه ولكن فقد وقع القطار عليه وعلى العديد من الناس حتى إنقطع أنفاسهم وسحبت أرواحهم…
# الإثنين- الثالث والعشرين من يناير- 1:15 ظهرًا
“هاري… هاااري… إستيقظ ” إستيقظ هاري بفزع على صوت زين وهو يتصبب عرقًا وصدره يعلو ويهبط بسرعه أثر ذلك الكابوس المرعب
“هل أنت بخير يا صاح” تحدث زين
“نعم…” تحدث هارى وهو يضع يده على رأسه
“هيا لتتجهز وترتدى بذلتك… إنه زفاف صديقك أيها الغبى علينا الحضور مبكرًا” تحدث زين
“أوه بالطبـ.. مهلًا ماذا قلت؟” تحدث هاري
“أوه هاري أتمزح معي هل نسيت أن اليوم زفاف نايل !!” تحدث زين
“مهلًا منذ متى ونايل مرتبط بالأصل ؟” تحدث هارى بتعجب
“أوه هاري… إنه مرتبط منذ ثلاث سنوات تقريبًا…لا يهم هيا ارتدى بدلتك التي أحضرناها البارحه ثم سنتحدث لاحقًا” تحدث زين
“ماذا …أحضرناها البارحه !!!” صاح هاري ثم أردف “ألم نكن…اوووه يا إلهى سأفقد عقلي”
“هل أنت بخير هاري” تحدث زين
“لا أعتقد ذلك زين” تحدث هاري وهو يضع يده على رأسه ثم أردف “سأرتدي ملابسي وآتي”
إنتهى هاري من إرتداء بدلته وصفف شعره للوراء
“إذًا هيا بنا” تحدث هاري وهو يتجه للخارج ويتبعه زين ثم دلفوا داخل سيارة زين متجهين للزفاف
“مبارك لك نايل” تحدث هارى الذي يحاول مسايرة الأحداث وهو يحتضن نايل بعد إنتهاء مراسم الزواج
“مرحبًا هاري” تحدثت تلك الفتاة بجانب نايل والتي تزوجها قبل قليل ولكن هاري تعجب قليلًا من أنها تعرفه ولكنه أزاح تلك الأفكار بعيدًا فكل شئ يحدث حوله غريب
“مرحبًا” تحدث هاري وهو يصافحها وهى بادلته
“إذًا هيا لنحتفل يا رفاق إنه زفافي” تحدث نايل بحماس
“نايل إن أمى تريد التحدث إليك… تعال” تحدثت الفتاة
“يا إلهى هايلي أتمزحين معي أريد الجلوس مع أصدقائي وأكل بعض الطعام ووالدتك تتحدث كثيرًا” تحدث نايل
“هيا نايل” تحدثت هايلي ليتنهد نايل بإستسلام متحدثًا “دقائق وسآتي يا رفاق” تحدث ليومئوا له
هاري هل هناك خطب ما ؟ تحدث ليام ليخرج هاري من دوامة أفكاره
“لا…لاشئ” تحدث هاري لينظر له ليام بعدم إقتناع
لمح هاري ذلك الشخص الذي يراقبه من بعيد ليتحدث قائلًا “دقيقه وسآتي يا رفاق” تحدث ثم توجه خارج المكان… بدأ ذلك الشخص يركض ليركض هاري خلفه سريعًا ولكن لم يحالفه الحظ لأن ذلك الشخص استطاع الهرب منه ليعود مجددًا للقاعه بخيبة أمل
# الساعة 10:00 مساءً
ينظر للطريق المؤدي لمحطة القطار قليلًا متردد في الذهاب من ذلك الطريق لذلك أتخذ الطريق الأخر ليصل لمنزله بعد نصف ساعة من السير تقريبًا ليرتمي على الأريكه بتعب وتذكر بأن ذلك الشخص الذي يتبعه دومًا لم يتبعه منذ أن ركض خلفه صباحًا… أمسك جهاز التحكم وضغط على زر تشغيل التلفاز ليجد ذلك الخبر الذي جعل الرعب يسري في كامل جسده… أصبحت يده ترتعش بخوف حتى أوقع جهاز التحكم أرضًا
“حادث في محطة القطار بسبب صدأ أحد قضبان السكة الحديد مما أدى إلى وقوع القطار على بعض الناس وقتل أكثر من خمسين ألف راكب وعدد المصابين يتجاوز المائة ألف”
ذهب للنوم بعد ذلك اليوم الطويل والمرعب محاولًا بأن يجد ما يشغله أو ما يسعده في أحلامه ولكن دومًا ما يخيب ظنه ففي واقعه وفي خياله دومًا يجد الكوابيس
“حسنًا أنا قادم ليام” تحدث هاري ثم أغلق الخط وبدأ بالسير نحو تلك المشفى القريبة من منزله
أين يمكنني أن أجد ليام باين من فضلك? تحدث هاري
“إنه بالدور الثاني” تحدثت عاملة الإستقبال ليشكرها مبتسمًا ثم يبدأ بصعود السلالم وبينما هو يصعدها بخطوات بطيئه رفع نظره قليلًا ليجد رجلان يحملان لوحًا كبيرًا من الزجاج ينزلون به السلالم ليتنحى جانبًا قليلًا منتظرا منهم العبور ولكن…
“احترس روبن” تحدث أحدهم لأنه أفلت اللوح والأخر حاول إمساكه ولكنه فشل بينما هاري توسعت عيناه وهو يرى ذلك اللوح الذي سيسقط عليه الآن… وبالفعل فقد سقط عليه اللوح ثم سقط من على السلالم لتخترق إحدى قطع الزجاج قلبه حتى توقف قلبه عن النبض معلنا عن وفاته…
إستيقظ هاري وهو يتصبب عرقًا ويضع يده على قلبه كالعادة ويتنهد بقوة حتى سمع صوت رنين جرس الباب لينهض بتوتر ويفتحه فيجد طرد به ورقة صغيرة مثل خاصة البارحه ليجد بها بعض الحروف التي جعلته يتنهد بخوف وتوتر”لا تذهب للمشفى القريبه من منزلك، أنت في خطر”
#الثلاثاء- الرابع و العشرين من يناير- الساعة 9:30 صباحًا
يسير ذاهبًا لعمله وهو يضع يده في جيب معطفه الثقيل بسبب برودة هواء لندن شارد الذهن كعادته ولم يلاحظ ذلك الذي يتبعه من بعيد… وصل للعمل بعد دقائق ولكنه وجد أشخاصًا لم يراها من قبل
“أنت مبكر اليوم، فأنت دومًا تأتي متأخرًا” تحدث أحد الفتيان يمتلك عينان زرقاء وشعرًا بنيًا
“أين لوي وزين” تحدث هاري متجاهلًا بأن ذلك الفتى يعرفه ومتجاهلًا حديثه
من هؤلاء؟ تحدث الفتى بتعجب لينظر له هاري بصدمة متحدثًا “ألا تعرفهم… إذًا أين نايل وليام”
“لا أعلم من ليام ولكن نايل بالداخل هناك” تحدث الفتى ليتركه هاري مسرعًا ويتجه لمكان نايل
هاري… ماذا هناك ؟ تحدث نايل بتعجب حينما رأي هاري
“نايل… هل أنت متزوج ؟” تحدث هاري
متزوج؟!!… بالطبع لا مازلت لا أخبر هايلي بحبي حتى بعد” تحدث نايل ليمسك هاري رأسه بألم متحدثًا”
إذًا أتعلم أين لوي وزين وليام؟ لما لم يأتوا بعد؟
ولما سيأتوا هنا؟ كل منهم في عمله؛ هاري هل أنت بخير؟ تحدث نايل بقلق
“لا” تمتم هاري ثم ترك نايل وخرج خارج المطعم بأكمله ثم فتح هاتفه وضغط على أول اسم وجده أمامه
مرحبًا ليام أين أنت؟ تحدث هاري
“أنا في المشفى” تحدث ليام ليعقد هاري حاجبيه قليلًا متحدثًا “لما أنت في المشفى؟”
ماذا هناك هاري ؟ أنا طبيب لذلك من الطبيعي أن أعمل بالمشفى” تحدث ليام بتعجب قليلًا
مهلًا مهلًا طبيب… أنت في المشفى القريبة من منزلي صحيح ؟
“نعم” تحدث ليام ثم أردف “هاري يمكنك القدوم إذا كنت تريدني في…” تحدث ولكن قاطعه صياح هاري “لا” بسبب تذكره للحلم والورقة
“أعنى…أن… أنني لا أحتاجك في شئ فقط… فقط اتصلت لأطمئن عليك” تحدث هاري فور إستيعابه للموقف
“حسنًا…أراك لاحقًا” تحدث ليام بعدم إقتناع كالعادة ثم أغلق الخط ليتنهد هاري قليلًا ثم قرر الإتصال بـلوي فهو الوحيد الذي يستطيع فهمه ويعلم بكل شئ
“مرحبا هاري” تحدث لوي بجدية على عكس نشاطه ومزاحه المعتاد
هل أنت بخير لوي؟ تحدث هاري بتعجب
“نعم… نعم ولكني فقط كنت في مهمة و…” تحدث لوي ولكن قاطعه هاري متحدثًا “مهلًا، أي مهمة؟” ويتمنى بألا تكون الإجابة التي في عقله ولكن خاب أمله برد لوي متحدثًا
“هارى ..أنسيت بأنني ضابط شرطة” تحدث لوي بتملل
“ألا ترون هذا كثير عليّ حقًا” تمتم هاري ثم أردف بصياح “أتريدونني أن أفقد عقلي… ما كل تلك التغيرات، بالبداية إستيقظت وسط أشخاص لا أعلم من هم ولا أعلم من أنا حتى وحينما إعتدت على الأمر أرى تغيرات غريبه بدأت بالحدث البارحه زفاف نايل واليوم… أنا فقط تعبت لذلك أين يكن ما تفعلونه فقط أوقفوه هذه ليست مزحة جيدة” صاح هاري حتى أن هناك بعض الناس بدأوا ينظرون له بغرابة… أغلق الخط قبل أن يسمع رد لوي ثم توجه لأحد الحدائق الخالية وجلس على الأرضية خائر القوى وعقله يكاد ينفجر
“لا أستطيع” تمتمت تلك الفتاة ثم خلعت معطفها وتوجهت له وهى تضع يدها على كتفه
أڤيندرا ؟؟! تحدث هارى بتعجب
هل أنت بخير؟ تحدثت وهى تجلس بجانبه ليومئ بالنفي وقد اتخذت بعض الدموع مجراها على وجنتيه لتضمه لها
“لا أعلم ما الذي يحدث لي أڤى… هذا كثير لا أتحمله حقًا”
وبعد دقائق من البكاء المستمر بسبب ما يحدث له توقف عن البكاء أخيرًا وهو يتمتم بـ “شكرًا لك” لتبتسم له فهو قد أخرج ما بداخله وشعر بالراحة لوجودها بجانبه
إذًا لما كنتِ مختفية؟ تحدث هاري
“لقد كانت لديّ ظروفي الخاصة فقد خرجت بعض الأشياء عن السيطرة” تحدثت أڤيندرا ليومئ هاري متفهمًا ثم أردف “ستختفي مجددًا؟” تحدث لتضحك قليلًا متحدثه “أنا بالأصل كنت أمر من هنا بالصدفة حتى رأيتك هنا ولكن لا أعتقد بأنكم ستروني مجددًا على الأقل لتلك الفترة فهناك بعض الأمور كما أخبرتك خرجت عن السيطرة لذلك عليّ الاهتمام بها أولًا ”
# الجمعة- التاسع والعشرين من يناير- الساعة 2:30 ظهرًا
بعد مرور أيام من التغيرات المستمرة التي إعتاد هاري عليها تقريبًا ننتقل لليوم ما قبل الأخير في الشهر التاسع والعشرين من يناير والذي سأطلق عليه من وجهة نظري يوم الإعتراف أو يوم ظهور الحقيقة.
“هيا لنذهب للأكل… أنا جائع للغاية” تحدث ليام
“أنت دومًا جائع ليام” تحدث نايل وهو يعبث بهاتفه لينظر له هاري بتعجب ويبتسم على تذكره لنايل الجائع دومًا
لوي… ألم تتقدم لخطبة چيچي بعد؟ تحدث نايل ليومئ لوي بالنفي
“لا هذا حقًا كثير” تحدث هاري وهو ينهض متجهًا لخارج منزل زين
“رفاق سأذهب للتمشية قليلًا، ولن ياتي معي أحد” تحدث هاري ثم نهض متجهًا خارج منزل زين… ظل يسير حتى رأى ذلك الشخص الذي يتبعه يقف بعيدًا ليتظاهر بأنه يسير بهدوء فيجده يسير برويه أيضًا ليتوقف ثم بدأ بالركض خلف ذلك الشخص بسرعة حتى أمسك به بعد ركض لساعة تقريبًا في أحد الأزقه الشبه مهجورة تقريبًا
“وأخيرًا” تحدث هاري بينما يمسك بذلك الشخص الذي يحاول الإفلات منه ثم أزال المعطف عنه ليجد ما لم يتوقعه أبدًا
أ… أڤيندرا ؟!!” تحدث بنبرة تساؤل أكثر من كونها تعجب وصدمة؛ وجهت وجهها الناحية الأخرى ليترك يدها بهدوء وصدمة بينما هى إبتعدت قليلًا ومازال وجهها موجهًا للأرض
ما تفسيرك أڤيندرا؟ هل أنتِ وراء ما يحدث لي؟ تحدث هاري ببرود قاتل
“لا ي… يمكننا…الـ… الحديث هنا” تحدثت أڤيندرا بتلعثم
“تحدثي أفيندرا” صاح هاري بغضب
“قلت بأنه لا يمكننا الحديث هنا… لنذهب لمكان أكثر أمانًا” علت نبرة صوتها قليلًا ليتنهد ويبدأ بالسير وهى تتبعه حتى توقفوا على جسر صغير مطل على المياه ومشهد غروب الشمس وهى تغرب يخطف الأنفاس …الصمت المرعب كان يحوم المكان حتى بدأت هى الحديث بهدوء
“أعلم أنك فقدت ذاكرتك وأعلم بأنك لن تتذكر ما سأقوله لك الآن، أول لقاء لنا كان منذ حوالي خمس وعشرون سنة كنت بالسادسة عشر وأنا كنت بالرابعة عشر تقريبًا… كان في أحد الحدائق، وغنيت لي حينها تلك الأغنية التي ألفتها… بعدها تقابلنا مرة أخرى في الجامعة كنت أدرس في قسم هندسة الإلكترونيات وأنت كذلك…أصبحنا أصدقاء، أعز أصدقاء حتى أتى ذلك اليوم الذي أدركت به حبي لك… وكان من حظي أنك كنت تبادلني نفس الشعور أيضًا.. كنا أفضل ثنائي استمرت علاقتنا كأحباء أكثر من ثلاث سنوات سافرنا بها للعديد من المدن، حتى أنك تقدمت لخطبتي في باريس… كان من أفضل أيام حياتي ولكن حينما عدنا هنا للندن في ذلك اليوم كان الثلاثون من يناير… جلست على أحد المقاعد منتظرة قدوم الحافلة بينما أنت كنت تُحضر بعض الأيس كريم من المتجر على الجهه المقابلة للطريق، وبينما أنت تعبر الطريق أتت شاحنة ضخمة و…وصدمتك بقوة… في ذلك اليوم لم أستطع تحمل المشهد وأصبحت في غيبوبة لمدة شهر تقريبًا وحينما استيقظت قالوا لي بأنك مت” تحدثت بين بكائها بين نظرات هاري المصدومة وعيناه بدأت تدمع أيضًا… صمتت قليلًا ثم أردفت “لم أتحمل هذا الخبر وجن جنوني تقريبًا لذلك إخترعت آله زمن أخذ مني ذلك الإختراع أكثر من خمس عشر سنة حتى نجح في النهاية… عدت بالزمن مرات عديدة حتى أرجعك رغم أنني أعلم بأن ما أفعله خطأ وبالرغم بأن كل مرة أعود بها قبل شهر من موتك في كل مرة كنت تموت بطريقة مختلفة مرة في محطة القطار ومرة في المشفى والعديد من الطرق الأخرى حتى أنني حفظت الطرق التي مت بها ففي أول مرة مت بحادثة سيارة لذلك حينما عدت بالزمن تكرر نفس المشهد ولكني أنقذتك قبل أن تصدمك ولكن بعدها بيومين تقريبًا إنقلب القطار ومت لذلك عدت مرة أخرى وأنقذتك من السيارة والقطار ولكنك مت بعدها في المشفى… ظل الوضع يتكرر ولكني لم أتوقف ولم أيأس أبدًا حتى تعطلت الآله وحدث خلل في التوازن الطبيعي… وهذه المرة فقدت ذاكرتك بالكامل ويجب أن تموت قبل حلول الثانية عشر بمنتصف الليل في الثلاثون من يناير ولكن إن حدث وعشت بعد الثانية عشر إذا فقد كتب لك عُمر جديد” تحدثت ثم سقطت على الأرض باكيه بقوة وهى تتمتم “آسفه هاري… آسفه آسفه”
بينما هاري تنزل دموعه على وجنتيه بصدمة، تركها وعاد لمنزله وفور دخوله سقط على الأرض يبكي بقوة على حاله لا يعلم ماذا سيفعل.. .فهو قد تعرض لأكبر خسارة وهى خسارة وقته في هذه الدنيا… ربما هى حاولت الحفاظ عليه وإعطاء المزيد من الوقت له ولكن هناك بعض الأشخاص نحاول الاحتفاظ بهم قدر استطاعتنا، لكنهم يتسربون منها ويتساقطون، كقطرات الماء كحبات المطر، نحاول جمعها ولا نستطيع، نحاول التقاطها ونفشل…
# السبت- الثلاثون من يناير “اليوم المقدر” الساعة 11:00مساءً
يشعر بألم في ظهره بسبب نومه على أرضية الغرفة البارحه نهض ثم جلس على الأريكة يستمع لصوت الأمطار الغزيرة بالخارج وصوت الرعد المدمر ينظر للساعة يعلم بإقتراب موعد موته ويعلم بأنه قد يموت بأي طريقة، خائف مما سيحدث لاحقًا… سمع صوت جرس الباب يرن ليفتح فيجد ورقة وضعت بداخل زجاجة لحمايتها من المطر والهواء الشديد بالخارج ليأخذها فاتحًا إياها و يبدأ بالقرائة
انت في خطر لا تذهب لبرج الساعة !!!
مرحبًا هاري كيف حالك!؟ أتمني أن تكون بخير… إنها أخر رسالة ستجدها مني؛ لقد سئمت من كل ما يحدث هاري أنا اعتذر لك كثيرًا لم أكن أقصد إيذاءك ولكن بالتأكيد حبي لك هو ما جعلني أفعل ذلك سأنهي كل ذلك اليوم لا تقلق… فالطريقة الوحيدة لجعلك تعيش حتى إنتهاء اليوم الثلاثون هى أن يضحي أحدهم بحياته في المكان الذي من المفترض أن تموت به… أتعلم لقد كانت قصة حبنا ليس لها مثيل لقد كنا أفضل ثنائي تقريبًا!
عندما ذهبنا لباريس معًا لأول مرة أحببت حينما ساعدنا تلك الطفلة على إيجاد والديها، وحينما تقدمت لخطبتي هناك وأول قفل وضعناه معًا… أو أول نزهه لنا معًا لقد كانت أفضل نزهه على الإطلاق عندما ذهبنا إلى مدينة الملاهي لم أراك متحمس لهذه الدرجة من قبل أتتذكر لقد ركبنا قطار الموت لثلاث مرات متتاليه… حياتنا كانت مثاليه هاري
لم أكن مستعدة لخسارتك أبدًا فعلت كل ما بوسعي لإرجاعك… أتمنى بأن تسامحني على خطيئتي هاري فأنت لا تعلم شعور الخذلان وإفتقاد من تحب… فقمة الخذلان أن أنتظرك مع إشراقة كل صباح، وأترقّبك مع طلة كل قمر ولا تأتي… وربما ستظن بأن الدنيا لا تتوقف على أحد ولكن “لا” فإنها تتوقف حينما يكون هو الدنيا نفسها، وأنت كنت دنيتي ووطنى وأنا كنت ومازلت شديده الإنتماء؛ كنت أتمنى بأن أسمع منك كلمة أحبك قبل أن أنهي حياتي ولكن يبدو بأن الطقس والتوقيت لا يسمحوا :’)… عندما تشعر بالوحدة فكر بي وسأكون بجانبك كما كنت دومًا، أتمنى أن تتذكرني ولا تنسانى أبدًا… أحببتك كثيرًا في هذه الحياة وسأظل أحبك في كل حياة قلبي معلق بك هاري.
ملحوظه لا تخرج من المنزل أبدًا وابقى في غرفتك وإغلق الأبواب جيدًا.
مع كل حبي أڤيندرا x
أنهى قرائة الرساله وأدمعت عيناه قليلًا، شعر بالذنب لتركه لها ويريد أن يخبرها بأنه حتى وإن لم يتذكرها عقله فإن قلبه مازال معها، يريدها أن تعلم بأنه أحبها مجددًا كما أحبها في كل مرة عادت بها بالزمن؛ ترك الرساله على سريره وارتدى معطفه فهو قرر الذهاب لها حتى وإنه يعلم بأنه من الممكن أن يموت ولكن هو يريد أن يخبرها قبل إنتهاء وقته مرة أخرى …
يحاول أن يسير بسرعة ولكن الهواء شديد للغاية وكأنه بداخل إعصار يمنعه من السير، وصل لبرج الساعة العملاق ليدخل سريعًا و يبدأ بالصعود
“أڤيندرا” صاح هاري ولكن لا رد ليكمل صعوده فيجد باب مغلق يحاول فتحه ولكن يفشل
“أڤيندرا أعلم أنك بالداخل إفتحي أرجوك” صاح هاري وهو يحاول فتح الباب ولكن لا فائده ولم يحالفه الحظ
“أڤيندرا أرجوكِ “صاح هاري وهو يحاول دفع الباب وبالفعل نجح اخيرًا ليجدها تقف على الحافة معطيه إياه ظهرها ولكنها نظرت له بأعين باكيه فور دخوله
“آسفه هاري” تحدثت بصوت باكي
“أنتِ لم تخبريني عن مغامراتنا معًا بعد” صاح هاري وهو يقف مكانه وبدأت دموعه بالهطول مع قطرات المطر
“آسفه كنت أود ذلك ولكن تبقي دقيقتين وسيحدث شئ يجعلك تموت مرة أخرى وأنا قد تحملت رؤيتك تموت لعدة مرات من قبل ولن أستطيع التحمل مجددًا ” تحدثت بصوت باكي… تقدم هاري نحوها ولكنها ألقت نفسها ليمسك يدها بسرعة، “أتركنى هاري لم يتبقى الكثير من الوقت” صاحت باكيه
“لن أتركك أڤى” صاح هارى باكيًا ثم أردف “لقد أحببتك منذ أول لقاء لنا في هذا الزمن” صاح لتبتسم بين دموعها متحدثه “سعيدة لسماعها حقًا لقد كانت أمنيتي الوحيدة بعد أن تظل حيًا” تحدثت ثم أردفت “أنا أيضًا أحبك هاري وسأشتاق لك كثيرًا… الوداع ” تحدثت ثم أفلتت يدها ليصرخ هاري بإسمها بقوة لتقع أرضًا مع تمام الساعه الثانية عشر في منتصف الليل
نظر هاري لها بصدمة ثم جلس على الأرضيه باكيًا حتى أُغشى عليه تزامنًا مع توقف الأمطار والبرق
يقف في ذلك المكان… كل شئ حوله أبيض… وكأنه يقف في الفراغ حتى رأى ذلك الباب الخشبى هناك بدأ بالركوض له حتى وصل له وأطلق تنهيده قبل أن يفتحه برويه ليتصادم مع وجهه ضوء شديد جعله يغلق عيناه بقوة
# الأحد- الأول من فبراير- الساعة 9:00 صباحًا
“أتساءل لما آتي وأيقظ شخص كسول مثلك” تحدث لوي بتملل ليفتح هاري عيناه بقوة ونظر للوي بصدمة
كان حلم؟!!! تحدث هاري بصدمة فقد تذكر كل شئ أخيرًا ذكرياته مع أصدقائه ومع عائلته ومع أڤيندرا
عما تتحدث ؟! تحدث لوي
“جميعنا نعمل في مطعم صحيح” تحدث هاري
“نعم” تحدث لوي ليقفز عليه هاري محتضنا إياه بقوة
“مرحى لقد إنتهى كل شئ، لقد تذكرت أيضًا كل شئ” تحدث هاري بسعادة
ماذا تذكرت؟ تحدث لوي بتعجب ليومئ له هاري وهو يبتعد ثم أردف “لا يهم، ولكن أين أڤيندرا” تحدث هاري بسعادة بالغة
“لا أعلم من هى أڤيندرا!!!” تحدث لوي بحزن بينما هاري تلاشت إبتسامته فور تذكره لما حدث ليقطب حاجبيه قليلًا وينظر ليديه المتشابكه معًا بصمت وتجمعت الدموع بعيناه
“لوي أتركني وحدي قليلًا” تحدث هاري وبدأ بالبكاء بصمت لينهض لوي بتعجب ويغلق الباب خلفه
# بعد مرور عدة أسابيع
يجلس في أحد المطاعم مع أصدقائه كعادته يمزحون ويتحدثون معه ولكن حينما رأها من النافذة شعر وكأن قلبه سينفجر… تذكر كل ما حدث له في الفترة الماضيه لينهض سريعًا ويهرول خارج المطعم وسط نظرات الجميع المتعجبه حتى وقف أمامها وهو يتنهد بقوة وهى بقيت تنظر له بتعجب ولكنه فور ما ضمها إليه سريعًا
“إشتقت لك كثيرًا،أڤي” تحدث هاري من بين دموعه الصامته على وجهه وهو يضمها إليه بقوة وثواني وبادلته العناق بهدوء…
أنا أشعر بأني أعرفك من قبل ولكن لا أتذكر… من أنت؟ تحدثت وهى تفصل العناق الذي دام دقائق لينظر لها بصدمة قليلًا ولكنه فور ما نظر أرضًا قليلًا ثم عاد ينظر لها وهو يبتسم متحدثًا
“أنا من أهيم بك عشقًا في كل زمن في كل ثانيه من عمري… أنا من أحبك بجنون… عشقك بهوس… أموت في اليوم مائة مرة إن لم أراكي… وأسمع صوتك… أموت في اليوم مائة مرة… إن لم يحتويني صدرك… ودفء أنفاسك… تنطفىء أنوار مدينة قلبي بغيابك… وتذبل أزهار حياتي برحيلك… وأذوب من الشوق وأنت أمامي… أوليس جنونًا أن يكون كل ما يشغل عقلي وقلبى هو أنت… ولكن حتى وإن إنتهى وقتي سأظل أحبك… وحتى إن إضطررت بالهروب من الوقت وتحدي القدر بسببك فسأظل أقع لك أكثر فأكثر.”