ط
الشعر والأدب

الهزيع الأخير . نص للشاعر / حكيم جليل الصباغ . العراق

-1-

غرفتُهُ -رغم رحابتها الواثقة , تتسعُ حكمةً عريقةً , تنوء بهداياهُ , تضيقُ زواياها

ببطء مهيب , كلّما وبَّخَه الزمنُ العجولُ بِسَنَةٍ نابيةٍ جديدة .

نِسيانُهُ حضورَهُ في مفترقِ السراب اللعوب , أغرى به حوادثَ عشقٍ صادمة

سجّلها قلبُه الرؤوف ضدّ مجهولات عبرهن بوباء العتمة , وعرّضهُ لعصابات

تسرقُ الماء من الظمإ الضال .

-2–

الى منفى ً باردٍ , أبعدَ احلامَهُ المنتفضة َ دائما , نظراتُهُ جمدتْ , تدحْرجتْ من عينيه

كُراتٍ فاشلة , تَكبرُ , ثمّ تكبرُ اتجاه شعور ٍ غامضٍ سحيق , أنّى له بدمعة

ساخنة , تكبّلُ فرسَ التشتّتِ الجامحة ؟!

فَمَن يتلعثم بحياكة ليلةٍ واحدة بنسيج حُزنِهِ , فما نجمةٌ تُشاطرُهُ سهَرَهُ الخاسر ,

سَيُخلّدُه ُ الرمادُ تمثالَ غيابٍ , تؤمّهُ الاشباحُ الكسالى .

😚

هداياه : أسهبَ بأناقتها لجميلاتٍ , مسّتْ اجسادَهُنَ جِنَّةُ الرشاقة بغضارة البرق

وطلاوتِه , وعلى مقربة من خيال سريره : أوراقٌ ملوّنة تُنازعُ قلبَه ألوانَه , دوّنهن

مرايا أميراتٍ , يُسْكرنَ الخمرَ على بعد سنين , يرْتشفنَ نكهته عن كثب مثير ,

-4 –

قلمُهُ احترفَ مزاجَهن الى ما وراء حدود الانفاس , بعيداً وبعيداً ,

وطيّ اعطافهن ابتكر أُخريات , تفقّهت اجسامهن سٍفْرَ الجمال , فبان حتى في

إيماءاتهن اليانعة , وبين – ( واو ) الوهم , و( عين ) العشق , صرخ: اقبلْنَ إليّ

عظيماتٍ كخسائري الشداد , فيخلعهن من أثوابهن , ما انفكّ يسجنهن في جملٍ

ساحرة , ويَحهُ , زاداً من الشِعر يطعمهن , وبحرير من الخيال يستر لهيبهن

حيثُ يغيب في غار قصائده , يتنسّك اللقيا .

-5-

ماتَ عن عمرٍ لمْ يُناهزْ العشق , ولمْ يُحدّثْهُ عطرُ اجسادهن عن اسرار

نظراتهن إليهِ , غرفتهُ شاهدة ٌ بالف قاضٍ على طفولتهِ , تلكَ عنوةً

اصطحبها الى قبره .

الصورتان : بعدستي الاستاذ المخرج التلفزيوني الكبير : عادل طاهر , والاستاذ :

علي النجار , في لحظة واحدة — اقدّم شكري وامتناني وتقديري لهما .

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى