ط
السيناريو والحوار

الوصية المزيفة ..مفتاح الحل..مسابقة السيناريو والحوار بقلم / خزامى بركات عبابنة ..الأردن

خزامى بركات عبابنة ..الأردن..المشاركة بمسابقة السيناريو و الحوار[email protected]

الوصية المزيفة ..مفتاح الحل
-أرجوك يا سيدي أن تغفر لها فأنها مجرد خادمة غبية لم تدرك ما فعلته ..
نطقت الخادمة الكبرى وقد كانت ترتجف من الخوف والقلق يملئ أرجاء المنزل.
فأجاب سيد المنزل: أنا من أحدد إن كانت أخطأت أم لا، وهل تسمين كسر أغلال ما أملك من ممتلكات خطأ يغتفر ؟؟
وإذ بجرس الباب يدق .
فقال السيد وهو على عجلة من أمره: هذا من حسن حظكما ….
واتجه نحو الباب وعندما فتحه وإذ بشاب طويل نحيل الجسد تبدو على وجهه علامات الغرور والتسلط والغباء من جانب آخر.
فقال الشاب بصوت هادئ : أنا تشارلز وليستون من الجامعة وأنت كيف حالك يا روبن هنتر؟؟
وقال صاحب البيت بعلامات الدهشة التي ملئت وجهه: أنا بخير لم أرك منذ زمن طويل …هيا تفضل .
ودخلا معا إلى المنزل الصغير الذي يقع بالقرب من ساعة “بيغ بين” في لندن وأشار روبن إلى الخادمة بأن تحضر إليهم شيئا ليشرباه .
وبعد أن جلسا وتبادلا طرفي الحديث قال تشارلز متعجبا وبنبرة أقرب إلى السخرية يا لك من غريب يا هنتر ؟؟
فأجاب هنتر باستغراب أكثر وسأله :وما الغرابة التي تتكلم عنها.. بنبرة كانت تدل على شيء من التردد.
قهقه تشارلز وقال: لطالما كنت رجلا غنيا متباه واثقا من نفسه تعامل الكل وكأنهم عبيد تحت رحمتك ! ويا لها من صدمة بشعة أن أرى عدوا لي بلا حول ولاقوه ولا مال فماذا حصل ..وستطرد قائلا : إنها أول مرة يخطر ببالي أن أرى منزلا بهذا المنظر المزري، وهذا الحجم و روبن هنتر أغنى أغنياء فرنسا في داخله …
وقاطعه هنتر متعجلا وقال:أنا لا أبه بما تقوله ( ونظرات الغضب كانت على وجهه ) ومن ثم هلا أخبرتني لماذا جئت ؟؟؟
تنهد قليلا تشارلز ثم قال: إنني جئت إلى لندن في موعد لإحدى العقارات التجارية ومن ثم ذهبت إلى الفندق الذي كنت أنوي الإقامة به، ولكنني فوجئت بأن الشرطة أغلقت المكان بعد حدوث فيه سرقة كبيرة ..ولذا وللأسف الشديد أنا مضطر لإمضاء الليلة ها هنا معك فهل عندك أي مانع ؟؟
أجاب هنتر بعد أن تنهد تنهدا طويلا : لا، لا أمانع أبدا. وبعد لحظة صمت ..قاطعته الخادمة إليزابيث بقولها: أصبح الشاي جاهزا تعال وخذه يا سيدي … وبعد بضع دقائق عاد ومعه الشاي …
وسأل تشارلز صديقه القديم : أنت يا صديقي كنت من أغنى أغنياء باريس وأكبر تجارها ..فلماذا أراك وقد وضع الزمان بصمته على جفونك ؟.
فقال تشارلز ونبرة الأسى بادية في كلامه : بعد أن افترقنا بعد الجامعة كنت وقتها قد بدأت بعمل التجارة، كما تعلم وكانت لي مكانة كبيرة كنت على علاقة بأحد تجار الأدوية والمواد الكيميائية، لم تكن لي تلك الخبرة في الأدوية وما إلى ذلك …فأعطاني دفعة من الأدوية التي كنت أنوي بيعها إلى جين سوات .
فقال تشارلز وهو بالكاد ينطق بعد سماع ذلك الاسم الغريب :هل تعني …أكبر اللصوص والمجرمين والقتلة في فرنسا كلها ؟؟؟
أجابه مكتفيا بالإيماء وقال :وسلمته تلك الرزمة ومضت على خير.
ولكن وبعد بضعة أيام وبينما أنا في قصري في مقاطعة ولاية كنتاكي
إذ سمعت بعض الأصوات في المنزل ولكن وبما أننا كنا في منتصف الليل وكانت الأضواء مطفأة وبينما أنا أمشي في الرواق متجها إلى الصالون وإذ بأحد من خلفي يضربني بشيء قوي .
وقاطعه تشارلز وقد بدا على ملامحه الخوف والتشويق في آن: وهل مت ؟!
فأجابه روبن بنبرة من الغضب وصوت عالي: أيها الغبي لو أنني مت فمع من تتكلم إذا ؟؟
وتابع قائلا : بعد أن استيقظت وجدت نفسي في غرفة كتيمة لا يوجد بها أي منفذ وحولي العديد من الرجال المخيفين من أتباع جين القاتل..
وبعد أن استعدت شيئا من قوتي وجدت نفسي في فرنسا وقد أصبحت زعيم العصابة بعد أن قتلت جين ….
قاطعه تشارلز وقال بتأتأة وهو يرتجف : ولكن كيف ؟؟؟
ووضح له روبن أن في تلك الرزمة التي أشتراها جين قبل مدة مني كانت إحدى القوارير تحتوي على مادة الزرنيخ القاتلة ….
– ولكن لماذا كان الزرنيخ بين الأدوية ؟؟؟
– يا صديقي تبين لي بعد مدة أن الرجل مالك الصيدلية والذي اشتريت منه الأدوية للتجارة …كان أكبر منافس لي في أوربا كلها وهو لوشن فار مالك أكبر تجارة بحرية إنجليزية .
– ولكن لماذا يفعل لوشن فار أمرا كهذا ؟؟؟ فأنا مثلا لو أردت أن أسيء لأحد ما منافس لي لاكتفيت ببعض الشائعات ولفضحت أسراره ..
– لأنه كان يعرف أنه لو أساء لي لكنت تجاهلته وتابعت مسيرتي وأن لي شعبية أكثر منه ولن يصدق الناس مجرد تلك التفاهات …لذا أرادني أن أختفي عن الأنظار وأن ينسى الناس روبن هنتر إلى الأبد .
– يا له من مخادع وهكذا ضمن ابتعادك عن الطريق … ولكن كيف تصرفت مع تلك العصابة يا روب ؟
– الحقيقة أنني لا أستطيع أن أترك العصابة قبل أن يقتلني أحد ويكون أقوى مني و…
قاطعتهما صرخة الخادمة روز (الكبرى ) القادمة من المنزل المجاور …
وسارعا إلى هناك …
وعندما دخل روبن وتشارلز المنزل واتجها إلى غرفة الشاي والاجتماعات وجدا صاحبة المنزل السيدة ألين دراون مقتولة أرضا وبجانبها جثة الخادمة أليزابيث وهما ملطختان بالدماء …….

وسارع تشارلز للاتصال بالشرطة بأمر من روبن وأتى المحقق الشهير هيركل بوريت إلى مسرح الجريمة وبرفقته المفتش جاميس ادوارد وبعض رجال البوليس …
وبعد دخول كل منهما إلى مكان الجثتين الهامدتين وجد أن السيدة ألين كانت تمسك بيدها مسدسا من مقياس ،25 وكان المنظر من البداية يبدو وكأنه انتحار ثنائي وأن السيدة ألين كانت تمسك المسدس بيدها اليمنى وأن الرصاصة كانت في جذع الدماغ مباشرة …
وقال المفتش جاميس، أن مكان الرصاصة هذا كاف لقتلها. أما عن إليزابيث التي تعمل في منزل السيد روبن هنتر كانت قد أصيبت برصاصة من النوع نفسه في القلب مباشرة …..
وإثناء ما كان هيركل يتجول في الغرفة ويتفحص الأشياء لاحظ أن طاولة المكتب التي في الزاوية عليها مقلمه من اليسار، وبعض الريش وعلى اليمين يوجد فازة كبيرة يوجد بها بعض الريش الإوز الذي يستخدم في الزينة على عكس الريش الذي على اليسار إذ أن عليه بعض أثار الحبر …وقاطع تأمل هيركل بالألماس الموجود على الفازة، صوت المفتش جاميس وهو يعدد الأشياء التي مع القتيلتين، ومن هذه الأشياء ساعة كانت مرصعة بالألماس الأخضر والياقوت الأصلي التي ترتديها السيدة ألين في معصمها الأيمن …. وبعد ذلك راح بوريت يتأمل ريش الكتابة مجددا ومن ثم خطرت له فكرة جعلته يقفز عاليا ويجري إلى سلة النفايات ..
فتقزز الشرطي توم ورآه المفتش جاميس وقال ببرودة : صحيح أنه انجليزي غريب الأطوار ولكن إنني أتمنى أن أكون في نصف ذكائه .
وسأله المفتش عما يوجد داخل سلة النفايات التي في الغرفة، فقال: لا شيء مهم إنما بعض الأوراق من مجلة تايمز ممزقه و بطاقة دعوة على العشاء يوم السبت 24 فبراير واليوم هو 25 فبراير، ومن ثم لدينا هذا الزر الصغير الذي عليه حرفي rh انه مصنوع من الرخام الوردي والنقش بالأسود إنه يبدو زر كم رجالي …
وهذا كل شيء سأذهب الآن وأتفقد محتوى النفايات خارج المنزل، وريثما أعود يا حضرة المفتش هلا تكلمت إلى السيدتين اللتين كانتا موجودتين و الجيران الذين جاءوا واكتشفوا الحادث وسأوافيك حالا …قال هيركل .

وبعد ما يقارب 15 دقيقة عاد بوريت خائبا إلى منزل السيدة ألين الضحية، ودخل غرفة على ما يبدو أنها غرفة نوم ومن الأغراض الموجودة يبدو أن صاحبة الغرفة فتاة في العشرينيات …
– وجلس بوريت بجانب المفتش الذي كان يتكلم إلى الفتاتين وقال بوريت مقاطعا لحظة الصمت: هل هذه الغرفة لكي آنسة بوند أليس كذلك ؟.
– قالت الفتاة وقد أحمر وجهها : نعم يا سيدي أنا آسفة جدا على هذه الفوضى، فلقد عدت قبل قليل إثر سماعي بالحادث المؤسف الذي حصل لصديقتي ..
– ابتسم بوريت وقال: حدثيني عما حصل معك منذ أن استيقظت وأين كنت؟؟ وكيف عرفت؟؟..
– كنت في إجازة هذا الأسبوع من عملي كمحاسبة في البنك المصرفي وذهبت إلى الريف لقضائها بصحبة أخي المريض جاك، الذي يبلغ من العمر 45 عاما و كان موعد القطار الساعة 7 واستيقظت في الساعة الخامسة وركبت القطار المتوجه إلى الشمال في السابعة وفي الطريق إلى هنا وجدت السيدة بلموت تبكي عند محطة القطار فانتظار وصول مخطوب السيدة ألين وكانت بلموت خادمة عندنا آن وألين .
– وقال هيركل : ومنذ متى والسيدة بلموت تعمل عندكم ؟
– منذ 6 اشهر او7 تقريبا .
– قال جامس واين سكنتي في الريف بالضبط
– في بيت بالقرب من بحيرة اسمها بحيرة البجع الاخضر …
– وسألها بوريت ما إذا كان المكان ذاك مزدحما بالبيوت؟؟
– لا يا سيدي فالمكان هادئ جدا هناك ولا يوجد في تلك القرية سوى مدرسة ومتنزه وملعب غولف صغير .
– هز بوريت رأسه ونظر إلى المدفأة: وقال متى وصلتي بالضبط إلى هنا ؟؟
– أمم تقريبا في الحادية عشر وربع .
– واكتشفت الجثة في الحادية عشر تماما .
– أجل يا سيدي
– قال هيركل مستطردا :عندما جئت إلى هنا هل كانت نار المدفأة مضاءة أم لا؟؟ .
– لا لم تكن مضاءة حسب ما أذكر …ما كان علي إلى إشعال عود الثقاب …
– حسنا يا آنسة الآن أريد أن أسألك هل أخبريني كل شيء عن الضحية و عن علاقتك بها .
– حسنا …إن ألين كانت تكبرني بالعمر 3 سنوات وكنا على وفاق دائما ولا أذكر أننا تشاجرنا ألبته ونحن نسكن في هذا المنزل من حوالي 5 سنوات، كانت ألين تكثر السفر وكان والداها متوفيان وكانت مخطوبة من شاب غني في الثلاثينيات اسمه آدم حسب ما أذكر وكانت سعيدة دائما والأمل في عينيها .
– سألها بوريت: بما أنك أقرب الناس إليها فهل تعتقدين أن ألين كانت لتنتحر .
– ضحكت إيمليا بوند وقالت : إن ألين كانت دائما ما تنبع بالأمل والحياة وكانت دائما مشرقة الوجه مهما تطلب ذلك من مواقف تشهدها وإني أأكد لك أن ألين ما كانت لتفعل ذلك أبدا .
– سألها هيركل عن عائلة الين
– الحقيقة أنها لم تكن تتحدث كثيرا في هذا الموضوع إنها وحيدة تماما مثلي لقد توفي أبواها منذ أن كانت صغيرة وعاشت عند عمتها .
– وبينما جاميس يحدق في وجه بوريت وإذ بوريت يبتسم ابتسامة عريضة أثارت الدهشة في وجه جاميس …

وبعد أن خرج المفتش جاميس والمحقق بوريت من المنزل تمتم هيركل : يا لها من كاذبة …
تعجب جاميس مما قاله المحقق وقال: أتعني أنها هي القاتلة ..؟؟
أجاب هيركل: لا أنا لم أقل ذلك ولكنها تخفي شيئا ما، المسافة من الريف إلى هنا تستغرق 6 ساعات على الأقل والقطار الوحيد الذي يتجه إلى الشمال هذا اليوم ينطلق في السادسة … وأتذكر عندما قالت أنها ذهبت هي وشقيقها إلى الريف وبعد ذلك قالت أنها وحيدة ..
نعم أذكر ذلك جيدا ولكن لماذا تفعل ذلك ؟؟سأل جاميس .
– آه لا شيء لا تشغل بالك بما أقول، فقد أكون مخطأ.
– سأله جاميس بلهفة :لماذا بحثت في النفايات وعما كنت تبحث .
– حسنا ..عندما يكتب الناس عادة لإرسال رسالة بالبريد يزيلون ورقة النشاف، ويبدءون الكتابة، ولكن لم أجد أثرا لتلك الورقة ولكنني وجدت طوابع وورقة أزيلت عن الصمغ الموجود عادة في أعلى الظرف البريدي ..
– حدق فيه جاميس مطولا ثم قال، يا لك من دقيق الملاحظة يا هيركل أنا حقا أتمنى أن أراك ترتكب جريمة .
– ويحك ما الذي تقوله ولماذا قد ارتكب جريمة .
– لا تفهمني خطأ ولكن أريد أن أعرف كم دليلا أستطيع أن أعثر حتى أمسك بك.
– قهقه هيركل ثم قال : سأخبرك شيئا إذ ما ارتكبت جريمة فصدقني إنك لن تستطيع أن تمسك بي ولو بعد مليون سنة ..
– هههه الحمد لله الذي جعلك من أعوان الخير ..

و توقفت سيارة المفتش جاميس أمام منزل روبن هنتر ….
وعندما نزل هيركل عاتب جاميس لعدم سيرهما على الأقدام لأن المسافة كانت قريبة …
وبعد إجراء التحقيقات العادية أهتم بوريت بماضي روبن هنتر وأخبره بكل شيء وعن عملية تعاونه مع تلك العصابة … وشد بوريت أزرار أكمام تشارلز الموجودة على الطاولة بالقرب من حقائبه ..فسأله بوريت إن كان بمقدوره أن يراها، بحجة أنه فقد أحد أزرار أكمامه المفضلة …

نظر إليه جاميس وهو يفك أحد أزرار قميصه بهدوء ودون إصدار أية حركة ملحوظة ووضعه بجيبه ..تمتم جاميس يا لك من ماكر يا بوريت ..

وبينما هو يبحث عن الزر الذي يشبه الذي وجدوه في بيت ألين وإذ به يبتسم وقد وجده …أعاد العلبة إلى تشارلز وشكره بعد أن أخذ زرا مشابها للذي على كم قميصه …

وعند عودتهما كان هيركل مشغولا بالدافع لقتل الخادمة إليزابيث وتبين له أنها رأت المجرم أثناء ذهابها إلى المنزل المجاور، منزل ألين لإعادة قدر كانوا قد استعاروه كما قالت كبيرة الخدم وكانت لربما تعرف القاتل وخشي القاتل أن تكتشفه فأطلق عليها الرصاص …

وقاطع حبل أفكاره صوت جاميس الذي سأله ما إذا كان يعتقد أنها جريمة انتحار ؟؟ وأن السيدة ألين كانت تريد أن تنتحر فحاولت إليزابيث أن تمنعها فقررت أن تطلق النار عليها ؟!

فأجاب بوريت أن هذا محتمل وفي المخفر، سأل بوريت رجال البوليس عن الأغراض التي وجدوها فأجاب تشاف وكان أحد الرجال المخلصين إنهم وجدوا قصاصة من الورق تبدو وكأنها وصية كتب فيها عبارة( آسفة جدا ولكنني لم أتحمل كل هذا ) في يد ألين..فشكره بوريت وغادر ….

وقال بوريت مخاطبا جاميس : إنها جريمة قتل ….

وإذ بطبيب التشريح قد دخل قبل أن يسمح لجاميس بالرد وقال مردفا: لقد وجدنا أن الضحية ألين كانت قد تناولت جرعة من الزرنيخ الذي وجدناه في الدولاب تحت درج القبو …

وفي هذه الأثناء لمعت عينا بوريت وجاميس وبالتحديد بعد أن سمعا كلمة زرنيخ !

– هيركل : وكم كانت كمية الزرنيخ ؟
– تقريبا 10 غم …
– هذه كمية كافية لقتلها ولكن …أين وجدتم أثر الرصاصة …؟؟
– أمم كان في جذع الدماغ من الجهة اليسرى لكل من الضحيتين …

ثم سأله بوريت إذا ما كانوا وجدوا الزرنيخ بمفرده ؟؟
– لا يا حضرة المفتش بل وجدناه في صندوق وبرفقته بعض الأدوية و كان هناك ورقة وعلى الأغلب أنها خريطة فرنسية …

ومن ثم ذهب بوريت إلى الشارع ليسأل بعض الجيران عما إذا كانوا قد شاهدوا آو سمعوا شيئا ..؟؟
وفي الطريق أخبره جاميس أنه بينما كان يتحدث إلى تلك الفتاة أخبرته أن ألين لم تكن تتناول أي نوع من الأدوية .. فكيف تفسر وجود ذلك الصندوق من الأدوية في الدولاب ؟؟…

اكتفى هيركل بالابتسام وقال: بقيت قطعة مفقودة …

وذهبا إلى منزل سيدة عجوز تدعا السيدة تشندرة وسألها هيركل: إذا رأت شيئا يوم أمس فقالت : لقد رأيت السيد هنتر وهو يدخل إلى بيت ألين أمس في حوالي الساعة 9 مساء وخرج في 10 إلى ربعا ….

– هيركل :هل تستطيعين إخباري ما لون الثوب الذي كانت ترتديه ؟؟
– أمم الحقيقة أنها كانت تقف خلف الباب ولم أستطع أن أراها جيدا ..

– سألها جاميس وقد اندمج مع الوضع : وكيف عرفت أنها كانت واقفة عند الباب أثناء خروجه ؟؟

– هه هذا سهل فلقد كانا يتكلمان وعلى ما أذكر قال لها: إذا هل أتصل بك ومن ثم قال إلى الملتقى .. وغادر مسرعا ذاهبا إلى منزله في أخر الشارع ….

– شكرا لك سيدتي ..

– العفو . آه يا لها من مسكينة ديانا الصغيرة ..

– نظر هيركل إليها باستغراب ونظراته تدل أنه على وشك أن يتأكد من إحدى فرضياته : من ديانا ؟؟

– اااآه . إن ديانا هي نفسها الأنسة ألين ولكنها غيرت اسمها بعد وفاة والديها بفترة …
– سألها جاميس باهتمام : كيف مات والدا ديانا وما كان اسماها الكامل ؟

– آه أعتقد أن والدها كان أكثر الناس خبثا وقتلا كان اسمه جين سوات وكان من أكبر لصوص العالم في فرنسا، ولكنه بعد أن كانت زوجته التي يحبها مصابة بمرض خطير قد طلبت دواء ولكن الزرنيخ دس فيه، وتسبب ذلك في قتل زوجته ومن شدة حزنه تناول هو أيضا السم نفسه وماتا إثر ذلك ..
شكر بوريت السيدة مجددا وغادر وهو في قمة فرحه لأنه وجد حل اللغز أخيرا، بينما كان جاميس المفتش الأشهر في لندن بأسرها كالأحمق يتبع هيركل أينما ذهب ……..

وبعد عودتهما سأل بوريت المسئولين عن تفتيش المكان، إذ ما وجدوا كاتم لصوت العيار الناري .. ولكنهم أجابوا بالنفي مع أن أحدا لم يسمع صوت إطلاق نار والقرية هادئة جدا، مما أثار هذا شكوك هيركل أن هذه الأداة لا تزال مع القاتل …

واتصل هيركل بوريت بمنزل السيد هنتر فأجابت :أنه قد ذهب إلى ملعب الغولف كمكان أخير قبل توديع صديقه تشارلز وليستون …

واتصل هيركل بعدها بالآنسة إمليا بوند وطلب منها الحضور إلى قاعة الاستراحة في ملعب الغولف ..

ومن ثم ذهب هو وجاميس إلى ملعب الغولف، وراقب هيركل حركات روبن هنتر جيدا …..

ومن ثم جمع شمل كل من : تشارلز وليستون وروبن هنتر و الآنسة إمليا بوند والمفتش جاميس.

وقال هيركل بوريت : أسف لجعلكم تنتظرون فحل الجرائم يشعرني بالتعب أحيانا …

وليستون: هل عرفت من القاتل أخيرا …؟؟

هيركل : سأوضح كل ما حصل من البداية : 1 – وجدنا الضحية الآنسة ألين – آه أسف أقصد ديانا جين سوات ميتة إثر رصاصة ،كانت قد أصيبت بها في جدع رأسها تماما وهو مكان يسهل على أي شخص إصابته ..

وفي هذه الأثناء كان تشارلز وروبن يتصبببان عرقا بينما، كان روب يرجع يده خلف ظهره..

وبعد ذلك تبين أن الآنسة ديانا كانت قد شربت جرعة من الزرنيخ ….

وكانت تمسك مسدسا بيدها اليمنى وتلبس ساعة بيدها اليمنى بينما أنها كانت عسراء …
– إميليا: ولكن كيف عرفت ؟؟
– حسنا هناك أمران الأول انو الريش وأدوات الكتابة كانت على الجهة اليسرى من المكتب والثاني .. حضرة المفتش أنت أعسر هل تستطيع أن تكتب لنا بضع جمل بالريش والحبر ؟؟
– آه طبعا ….تفضل.
– شكرا جزيلا لك ….وأنا سأكتب نفس العبارات، ولكن باليد اليمنى؟
– أنظروا إلى كلا الخطابين.. بعد أن وضعهما على الطاولة 0
– إن أثر الحبر الذي على الورقة إلى اليسار كانت فيه الكتابة غير واضحة لأن الحبر لا يجف بسرعة، وإن الكتابة بعد أن يتابعها الشخص الأعسر وكأنه يسحبها معه نتيجة لحركة أصابعه …..

وكانت الرصاصة من جهة اليمين وهذا ينفي أنه انتحار ..

وأما القاتل فهو أنت يا سيد روبن هنتر ذهبت يوم أمس إلى منزل ديانا جين بعد أن هددتك بالقتل كما قتلت والدها بالزرنيخ ..
قاطعه تشارلز وقال : ولكنه لم يكن قصدي…لا لم يكن يعرف أن الدواء يحتوي على زرنيخ …

هيركل : بل كان يعرف وهو من وضعه لكي يقتل زوجة جين وكان يعرف مدى حرصه على أن تشفى زوجته وأنه سيموت بعدها بنفس المادة .

تشارلز : ولكن ما الذي يدفعه لفعل هذا ؟؟

هيركل : هناك سببان الأول هو الانتقام، لأن جين سوات كشف مخططه لغزو فرنسا، ونفيه منها وهو الآن يختبأ في منزل صغير في لندن .. والثاني انه أراد أن يشعر جين بما شعر به عندما فقد كل شيء، وكان يعرف قانون السجون.. أقتل الزعيم تصبح أنت الزعيم.. فلم يجد أفضل من تعذيبه بتلك الطريقة، وبعد ذلك وعندما عرف بنية ابنة جين في الثأر لوالدها، لم يعرف ماذا يفعل أو كيف يتصرف ؟؟…ولكن بعد أن دق الباب ذلك اليوم و رأى تشارلز وليستون عاد إلى رشده وعاد لكتابة مخططاته الإجرامية
.. وقرر أن يظهر صديقه في الصورة وأقحمه بزر القميص وحجة الغياب .

قهقه روبن : ههه لو كان ما تقوله صحيحا فكيف اقتلها أمس وقد غادرت وهي على قيد الحياة ؟؟

هيركل : في الحقيقة عندما غادرت أمس كانت ميتة وكنت قد انتهيت من جريمتك النكراء .. إنها حيلة قديمة يدعي الشخص الذي يقف خارج عتبة الباب أن شخصا يكلمه من الداخل، بعد أن يترك القليل من الباب مفتوحا حيث ..كنت تتحدث مع نفسك وصنعت الحوار على أساس أن تتكلم وتصمت كي ترد، ومن ثم تقول حسنا كما تشائين إلى الملتقى ….
روبن : وكيف تفسر تفسير طبيب التشريح والجنائي بأنهما ماتتا صباح اليوم ؟….
هيركل : إن من خصائص جلد وخلايا الإنسان عندما يحفظ في مكان بارد يبقى على حاله، وأما بالنسبة الى إليزابيث فقتلتها صباح اليوم بعد أن أخرجت جثة ديانا من الثلاجة ودفعت لها …

تشارلز : ولكنه لم يتحرك من مكانه بينما كنا نتكلم ؟..
هيركل : أعتقد يا سيد وليستون أنه قبل أن تجلسا وتتحدثا في منزل السيد هنتر طلبتما شيئا لتشرباه.
وعندما حضر الشاي ذهب روبن وأحضره هل هذا صحيح ؟؟
تشارلز : نعم ولكن من المستحيل أن يذهب إلى منزل ديانا ويقتل إليزابيث ويعود ولم ألحظ أنه تأخر أكثر من فترة إحضار الشاي ؟!!
هيركل : هنا تكمن الخدعة، كان قد طلب إلى إليزابيث أن تقف محاذية للنافذة وهكذا استطاع أن يطلق عليها النار….
إمليا : ولكن كيف لها أن تصدق ؟؟..
هيركل :أي شخص يعميه الطمع والمال .ما عليك إلا أن تخبريها أن هناك مالها الذي تستحقه، بالضبط عند حافة النافذة وهذا ما جعلها تفتح النافذة، مما ساهم في إصابة الهدف بلا كسر الزجاج …
تشارلز : ولكن ما هدف الوصية التي وجدتموها في يد الأنسة ألن ؟؟
هيركل: كان من عادة الشخص قبل أن يقدم على الانتحار أن يكتب وصيته …ولكن الأمر الذي كشف الحقيقة وجعلني أعترف بذكاء ذلك الشخص أنه وجه أنظاري إلى أمر لم يكن بالحسبان، فعادة ما تكون الوصية على ورقة كاملة ، وتكون موضوعة في مكان يسهل على الجميع الانتباه إليها وقرأتها أما هذه فقد كانت تمسك بها في يدها اليسرى ولم تكن ظاهرة للعيان كما أنها كانت على قصاصة صغيرة ..
– المفتش : هذا يعني أن شخصا ما وضعها في يدها بعد موتها …
– هيركل : نعم معك حق ..وهذا الشخص هو أنت آنسة إمليا بوند، غيرت من وضعية الضحية إذ جعلت المسدس في يدها اليمنى عوضا عن اليسرى وكذبت بشأن مغادرتك اليوم صباحا، بل كان أمس ومما أثار انتباهي المسافة والمدة المستحيلتين، وأيضا لا توجد قطارات في مثل هذا اليوم إلى هنا، وقلت أنك ذهبت مع شقيقك إلى الريف ثم قلت أنك وحيدة وهذا ما أثار فضولي وكنت تعرفين أنني سأحقق في الموضوع، وأيضا أنني سأسال الجيران الأقرب إلى منزل الضحية، لذا وجهت نظري إلى كل ذلك ببعض التغيرات التي قمت بها صباحا قبل حضور الشرطة، وأثناء ما كنت تختبئين في دولاب الأدوات تحت الدرج القبو …وقد عرفت ذلك من بعض أوراق الشيكولاتة الحديثة، وباقي الوصية المزيفة وطريقتك في الكلام التي تغيرت بعد رؤيتك لروبن هنتر، فقد كنت خائفة لأنك أردت الانتقام ممن قتل صديقتك التي أرادت الانتقام للذي قتل والدها والمشكلة، أن كاتم الصوت المسدس في عصا الغولف التي بيدك يا روب فلقد كنت حريصا على أن تحركها بهدوء وهي تفك وتركب بسهوله (يخرج هنتر من عصاه كاتم الصوت ) …..وعلي أن أعترف أنكما عقلان مدبران حقا وجعلتماني أحتار كثيرا ……

وبعد أن تم القبض على روبن هنتر بتهمة القتل والتهريب والغش وحكم عليه بالسجن 10 سنوات مع الأعمال الشاقة ….
وأما إمليا بوند فقد تم القبض عليها بتهمة التزوير لعامين في السجن ..
وقال المفتش جامس لهيركل بوريت وهما يتمشيان في شوارع لندن : آه من حظي أنني أعمل معك يا صاح …ولكن تلخيصي لهذه الجريمة، أنها جريمة قتل كأنها انتحار وانتحار كأنه جريمة قتل، وامرأة عسراء كأنها امرأة تستخدم يمناها وقاتل يريد أن يوقع صديقه وصديقة تريد أن توقع بالقاتل ..زرنيخ كأنه دواء ودواء كأنه زرنيخ …..ابتسم وقال : ما رأيك يا محققنا العظيم …
– هيركل : (قهقه بصوت مرتفع ووجهه يعبر عن الفرحة والتي يوشك أن يطير منها لانتهاء هذه الجريمة على خير ) :نعم ستفهمها مع فنجان من القهوة ولكن على حسابك ….

وعمت الفرحة أرجاء المكان وكان هيركل بوريت يتمنى في داخله أن يعم الخير والسلام على كل البلدان …..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى