في يومنا الوطني نقدم بعض فيوضاته المتنامية فاصطفيت بعض ما ارتأيتُ أنها تعبر عن خلاصة مزيجنا الوجداني لوطن أعطانا وجحدناه وأقبل علينا فأعرضنا عنه.وكان هناك تساؤلات:
إلى أي حد نعرف مفهوم الوطن؟
هل نحن حقا مدركون تمام الإدراك بهذا المفهوم؟
وهل نعمل بموجب ما نعرفه عن الوطن؟
وكنت أتساءل أيضا ما الدواعي لإقامة اليوم الوطني؟
يمكن اختزال الإجابة في أنه: تعزيزا للدلالات الوطنية في مفاهيم الوحدةِ، والودِّ، والسلامِ والتعايشِ، والعطاءِ، والرضا والتآخي بين مختلف الفئات من أبناء المجتمع، وللتعبيرِ عن مدى انتمائهم للوطن المتجسد في حبّهم لبعضهم البعض ولحكامهم، ولقيادتهم الرشيدة، والحرصِ على غرسِ القيمِ الوطنيَّة والحضاريَّة في نفوسِ الأجيالِ الشابة؛ للسير قُدماً على الخطى نفسِها.
اليومُ الوطني:
إنه يومٌ مجازي نُعلنُ فيه مشاعرَ الحبِ نقفُ فيه غزلا في أعطاف مضامينه من لغة وقيم وحضارة وعلو.
نسأل ماذا أعطانا؟
أعطانا الحبَّ، والاحتواءَ، والخيراتِ، أعطانا وجدانًا وذاكرةً وتاريخًا وحضورًا متألقَأ… يُعطينا ونحنُ نشحُ.. يبذلُ ونحنُ نجحدُ.
ففي هذا اليوم فرصةُ التأملِ بمكاشفةٍ صادقةٍ وصريحةٍ على ما يجبُ علينا.. نتكلمُ معه نُخاطبُهُ ندعه يفصحُ عمَّا ألمَّ به من وجع نتيجة جحودِنا ونكرانِنا.
ماذا نكتب ماذا نصنع ماذا نقول في يومنا الخالد؟! حيرة حيال هذا الوطن العظيم في يوم ذكراه المجيد… لا يظهر مفهوم الوطنية في رفع الشعارات النظرية إنما في توظيف الإمكانات والقدرات والمواهب وهذا اعتراف متبادل وعناية يطرحها المحب لوطنه
فكل القواميس العربية أعطت تعريفا للوطن والوطنية بأنه ” مكانُ إِقامةِ الإِنسان وَمقَرُّه، وإليه انتماؤه، وُلد به أَو لم يولد”
والوطنية: “تعني حب الوطن، والشعور بارتباط باطني نحوه فهو حب الأمة للوطن هو قطعة معينة من الأرض يرتبط بها الفرد وتتعلق بها عواطفه وأحاسيسه “.
يوم الوطن نتذاكرُ فيه ماضٍ تليد وحاضرٍ عريق، ومستقبلٍ زاهر نفخر فيه بعقيدتنا، وبهويتنا، ومنجزاتنا، وقوتنا.
وما ينبغي فعله
1- سد منافذ الفساد وعدم التغاضي لممارسة أي لون من ألوانه هذا المنطلق الذي يجب أن يسود المواطنين لتحقيق الوطنية.
2- وتعزيز الشراكةِ في الوطن وتعني بضرورة التعايش السلمي المشارك بين مكونات هذا الشعب الذي يقطن هذا الوطن ليعيش جميعُ أطيافِ الشعب بتناغمٍ وانسجامٍ وتفاهمٍ تام .. وحيث يقرُ الجميعُ للجميع بحق العيش المشترك على تراب هذا الوطن الجامع لهم وحيث تجمعهم الواجبات تجاه وطنهم ودينهم وحيث يتشاركون في تحمل المسؤوليات معا ويتحملون نفس التكاليف لهم جميعا. وواقعا هذا هو المنهج الذي اختطته حكومةُ المملكةُ العربيةُ السعودية منذ عهدِ مؤسُسها الأول المغفورُ له الملكُ عبدُالعزيزآلِ سعودِ وتبعه في ذلك أبناؤه الكرام كابرا عن كابر وصولًا إلى خادمِ الحرمين الشريفين الملكُ سلمانُ بنُ عبدُالعزيزِ حفظه الله ورعاه ووليُّ عهدِه الشاب الطموح محمُد بنُ سلمان وهذا ما عاش عليه آباؤنا من قبل وفهموه جيدا وطبقوه ردحا من الزمن اتسم بالعيش بسلام ،واستقرار، وأمن، وأمان .
وبعد أن أدركنا حرمة مبدأ العيش المشترك الآمن باعتباره منطلقا لاستراتيجية التعامل بين كافة مكونات الشعب من شيعة وسنة وغيرهم من مذاهب إسلامية أخرى.
3- وحدةُ المصير هي الطريقُ إلى تحقيق الشراكة في صنع مستقبل الوطن وأن نكون نحن أبناؤه المخلصون من يخططوا لمستقبله ولكيفية صناعة مستقبلا مشرقا آمنا مطمئنا واعدا بالخير لأبنائنا وأحفادنا وهذا بالضبط ماورد بكتاب الله الكريم” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان” صدق الله العظيم وهذا ما قاله: رسول السلام والرحمة المبعوث رحمة للعالمين” إنما مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”
ولنرسم جميعا لوحة وحدة صف داخلي تعبر بكل ألوان أطياف الشعب في اشتراك كل أبناء الوطن في حماية ترابه المقدس ورغبتهم في الحفاظ عليه وفي الوصول إلى بر الأمان في ظل قيادة حكيمة تجمعنا ولا تفرقنا وتأخذ بنا بحكمتها لما فيه الخير والتوفيق .
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون