لا أدري منﹾ منا المخطئﹸ يا لغتي .. أنا أمﹾ أنتﹺ
ما أسعفتني كلماتكﹺ لنحتﹺ وجعﹺ الأرضﹺ
على سفوحﹺ حجارةﹺ الجبالﹺ و البراكينﹺ
و في أعماقﹺ المحيطاتﹺ و الأنهارﹺ
و لا أسعفتني حروفكﹺ لنقشﹺ بركانﹺ العبادﹺ
على أرصفةﹺ الطرقاتﹺ و الممراتﹺ
تهتﹸ في متاهاتكﹺ و سراديبكﹺ
فلا النحو نحوي .. هو بعيدﹲ عني كلﱠ البعدﹺ.. ينأى عني رويدا رويدا
كطيفﹴ يلامسﹸ زبدﹶ البحرﹺ
ككفﱢ وليدﹴ يمسحﹸ سحابﹶ السماءﹺ
و لا الصرفﹸ صرفي.. و لا هو كفيلﹲ لصرفﹺ حساباتﹺ أوجاعﹺ شعبﹴ و دفاترﹶ أحزانﹺ أمةﹴ
أ ترى لأوراقﹺ النقودﹺ القدرةﹶ للتصريف
و صرفي لا يصرف حرفا؟
يا لغتي .. هل أنت لغتي؟ هل أنت مني أم غريبة عني؟
أستعيرﹸ كلماتﹶ مونتسكيو٬ و أستنزفﹸ أفكارﹶ روسو٬ و أقتبسﹸ صورﹶ هيقو.
أنا يا لغتي
أنا و الطائرﹸ رفاقﹲ
فلا لي مرسى و لا ميناءﹸ
تسيرﹸ مراكبي مع هبوبﹺ الرياحﹺ
تارةﹰ شرقا و طورﹰا غربا
دونﹶ توقفﹴ و لا إعياءﹶ
شراعي حطامﹲ
تهتﹸ و تاهتﹺ المراسي
أين وكري؟!
طالتﹾ غربتي و طالﹶ اغترابي
سألتﹸ الطائرﹶ المهاجرﹶ
هلﹾ لمحتﹶ طيفﹶ أمي؟
هلﹾ شممتﹶ رائحةﹶ خبزها و طهيها؟
هلﹾ أبصرتﹶ جدرانﹶ بيتها؟
هلﹾ تراكﹶ عبرتﹶ سماءﹶ موطني؟
هلﹾ لفحكﹶ ريحها و نسيمﹸ بحرها؟
هلﹾ سمعتﹶ أغنيةﹶ حريتها؟
يا طائرﹰا هلﹾ صادفتﹶ في ترحالكﹶ حماما
فكمﹾ منﹾ حمامةﹴ بحتﹸ لها بالأوجاعﹺ و الآلامﹺ
كمﹾ منﹾ حمامةﹴ أرسلتﹸ معها مراسيلي
يا طائرﹰا أجبني
هلﹾ وفى الحمام بعهدهﹺ أمﹾ تراهﹸ خانني كما خانتني لغتي.
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون