انشطار
( قصيدة مشاركة في مسابقة الشعر العمودي لمجلة همسه )
شعر : د. جمال مرسي / مصر )
لَــم أَعُــدْ أَعــرِفُ مَـــن أَنـــتَ و لاَ
مَــــن أَنَــــا ؟ حَـيَّـرَنِــي أَنْ أَســــأَلا
أَنــــتَ مَــــاضٍ لَــــم أَعُـــــد أَذكُـــــرُهُ
و أَنَـــا الـحَـاضِـرُ أَضـحَــى طَــلَــلا
و كِــلانَــا سَـــــارَ فِـــــي دَربٍ لَـــــهُ
أَتُـــرَانَـــا قَــــــد أَضَــعــنَــا الــسُّــبـــلُاَ
أَنـتَ تَجـرِي فِـي دَمِـي ، تَسكُنُنِـي
و أَنَـــــا أَســـكُـــنُ فِـــيَـــك الــمُــقَــلا
طُولَ عُمرِي أَعشَقُ الطِّفـلَ الَّـذِي
فِــيــكَ يَـحـيَــا ، و يَــرَانِـــي رَجُـــــلا
و أَرَاهُ الــبُــرعُــمَ الــغَــافِــي عَـــلَـــى
فَـنَـنِــي ، يَـنـمُــو رَطِـيـبــاً خَــضِــلا
فَــــإِذَا مَــــا غَـــــابَ عَــنِّـــي لَـيْــلَــةً
غِبتُ عَن وَعيِي ، و عَقلِي ذَهَلا
أَســأَلُ الأَنـجُـمَ عَـــن صِـنــوٍ لَـهَــا
ذَاتَ حُــــلـــــمٍ غَــــجَـــــرِيٍّ رَحَــــــــــلا
و مَـضَــى تُـسـكِـرُهُ كَـــأسُ الـمُـنَـى
و أَنَــــا مِــــن خَــمــرِهِ مَــــن ثَــمِـــلا
تُــذبِــلُ الأَمــصَــارُ زَهـــــراً صُـنــتُــهُ
عِـنــدَهُ ، لَـــو صَــانَــهُ مَــــا ذَبُــــلا
و لَــكَــم حَـفَّـظْـتُــهُ آيـــــاً مِـــــنَ اْل
ذِّكــرِ ، قَـــد أُنسِيـتُـهَـا يَـــومَ سَـــلا
رَكِــــبَ الـبَـحــرَ و خَــلَّانِـــي هُــنَـــا
مُـشـفِـقــاً قَـلــبِــي عَــلَــيــهِ وَجِــــــلا
أَرقُـــبُ الـسَّـاعَـةَ ، لا تَــأْبَــهُ بِــــي
فَـــــأُدَارِي دَمـــــعَ عَـيــنِــي خَـــجِـــلا
و إِذَا حَـــدَّقــــتُ فِـــــــي عَـقــرَبِــهَــا
تَــقــتُــلُ الــعَــقــرَبُ فِــــــيَّ الأَمَــــــلا
مَـــــرَّ عُــمـــرٌ مُـــنـــذُ أَنْ فَــارَقَــنِــي
و عَــلَــى وَجــــهٍ كَـوَجــهِــي نَـــــزَلا
و إِلَـــــى قَــلـــبٍ شَــبِــيــهٍ بِـــالَّـــذِي
تَـحـتَ أَضـلاعِــي ـ سَـرِيـعـاً ـ دَخَـــلا
جِسمُهُ جِسمِي ، و عَيْنِـي عَينُـهُ
و عَــلَــى فَــوْدَيْــهِ غَـيْـثِــي هَــطَــلا
و إِلَــــى أَوصَــالِــهِ بَــــردِي سَــــرَى
و عَـلَـى عِطـفَـيْـهِ ثَـوبِــي اْنـسَــدَلا
خِـلـتُـهُ مِـثـلِـي كَـرِيـمـاً جَـــاءَ كَـــيْ
يَـكـسُـوَ الـجِـســمَ الـمُـعَـنَّـى حُــلَــلا
و يُــذِيــقَ الـكَــهــلَ فِـــــي دَاخِــلِـــهِ
مُــنــذُ أَنْ كَــــانَ نَـدِيـمِــي العَــسَـــلا
فَـتَـوَلَّــى جَـانِـبــاً عَــنِّــي ، و بِــــي
غُــصَّـــةٌ لَــمَّـــا بِــشَــهــدِي بَـــخِـــلا
قَــالَ و البَسـمَـةُ تَـعـلُـو شَـفَـتِـي :
يَــا أَنَــايَ اْذهَــبْ و دَعـنِـي طَـلَـلا
إِنَّـــــــــكَ الـــحَـــاضِـــرُ لا أَعــــرِفُـــــهُ
و أَنَـا المَاضِـي ، و نَجـمِـي أَفَــلا