ط
مجتمع همسه

بالصور..ندوة بعنوان :”هل انتصرت مصر في 73؟” بحضور لواءات حرب اكتوبر المجيدة

عقد صالون غازي الثقافي العربي الدولي ضمن فعالياته الثقافية الدورية ندوة بعنوان (هل انتصرت مصر في حرب أكتوبر 1973) استضاف فيها سيادة اللواء اركان حرب طيار / سمير عزيز ميخائيل أحد أبطال حرب أكتوبر والأستاذ أحمد عبد المنعم زايد مؤسس المجموعة 73 مؤرخين ودكتور أحمد عبدالصبور علي المؤرخ الفني وعضو المجموعة 73 مؤرخين  والمخرج السينيمائي الكبير امجد عاصم علي وذلك بمناسبة الذكرى 44 لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة  شهدت حضوراً مكثفا من الأدباء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين من مصر والوطن العربي مساء الثلاثاء  3 اكتوبر  2017  أدارها الدكتور غازي زين عوض الله المدني رئيس مجلس إدارة صالون غازي الثقافي العربي الدولي  الذي بدأ الندوة بالترحيب بالحضور جميعا و بالثناء على ضيوف الصالون الكبار وقال إنهم شخصيات نادرة قلما يجود الزمان بمثلهم فهم اختاروا الطريق الصعب وهو توعية وتثقيف المجتمع بما فعلته قواتنا المسلحة الباسلة من تضحيات جسام في سبيل الانتصار في هذه الملحمة الوطنية الكبيرة وبالأخص توعية وتثقيف النشئ الصغير الذي لم يعش هذه الفترة العظيمة والصعبة في تاريخ مصرنا الحبيبة وان اللواء سمير ميخائيل واحد ممن سطروا ملحمة عظيمة في تاريخ مصر المعاصر من خلال مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة وخاصة في سلاح الطيران الذي كان له ابلغ الأثر في الانتصار في هذه المعركة .

كما رحب الدكتور غازي أيضا  بضيف مصر الكبير حبر الاشراف الأعظم الملقب بحبر الحجاز فضيلة الشريف راجح العبدلي الذي حضر هذه الندوة كما رحب بمعالي وزير الشباب والرياضة الليبي السابق  الدكتور إبراهيم قويدر الذي شغل أيضا رئيس منظمة العمل العربي التابعة لجامعة الدول العربية .

ثم تحدث بعد ذلك الدكتور أحمد عبد الصبور علي المؤرخ الفني وعضو المجموعة 73 مؤرخين الذي اثنى ثناء حارا على صالون غازي حيث ذكر انه يرتاد العديد من الصالونات الأخرى التي تدعي انها صالونات ثقافية وهي لا تعدو الا صالونات للترفيه او التسلية او التعارف ولا يوجد منها استفادة حقيقية كالتي نلمسها في صالون غازي الثقافي العربي الدولي فهو صالون ثقافي بحق ينتهج المنهج العلمي في الإدارة والفعاليات والأنشطة المتنوعة ثم قام بتعريف المجموعة واعضاءها حيث ذكر انها مؤسسة مؤرخي مصر للثقافه ( المجموعة 73 مؤرخين ) المشهرة برقم 10257 لسنه 2016

وأضاف أن المجموعه 73 مؤرخين ، مؤسسه ثقافيه للتأريخ والابحاث التاريخيه نشأت عام 2008 – وهي عباره عن شريحه بسيطه من شباب مصر  المدني المتعلم المتحمس لوطنه وتاريخه ،تجمعوا لخدمه مصرو لتأريخ البطولات المصريه في حروبها ونشر الانتماء والولاء للوطن ومحاربه عمليات تشويه البطولات المصريه وطمس وتزييف الحقائق بأدله وبراهين من فم الابطال انفسهم ،

وأضاف اننا في المجموعه 73 مؤرخين وضعنا هدفا واضحا لنا وهو اعاده الانتماء لمصر مرة اخري في قلوب الجيل الحالي ، الانتماء المجرد من اي غايه او عائد مادي وان اعاده الانتماء لن يكون عملا سهلا ، فنحن نخاطب عقول تسأل عن المقابل لخدمه مصر وترفض تماما الحديث او التجاوب مع اي كلام حوار عن الحرب ، لتظهر علي سطح تفكيرهم المادي فقط جمله ( وانا مالي ) ، لذلك كان افضل الطرق التي قررنا السير عليها هو طرح البطولات المجرده التي قام بها هؤلاء الرجال في صورة حوار وصور وتسجيلات صوتيه وافلام جرافيك لكي نصل الي عقل فئه معينه تربت علي جمله – مصر لم تعطني شيئا

كل من يتخيل ان السلام سيدوم مع اسرائيل لهو واهــــــــم لان التاريخ يكرر نفسه ويكفيك الربط بين التاريخ والسنه الشريفه والقران لتعرف ان اليهود لا وعد ولا ميثاق لهم

فماذا استطعنا ان نعد لهم ؟

لقد تحاورنا مع عدد كبير من الضباط والطيارين وسجلنا ذكرياتهم وبطولاتهم وبطولات الشهداء الذين عاصروهم ، وكم كانت الرغبه كبيرة لدينا ولديهم ايضا في ان تصل تلك المذكرات الي كل شاب مصري وعربي ليعرفوا مقدار البطولات التي قُدمت في تلك الفترة ناصعه البياض من تاريخ مصر القريب ، والذي لن تجده في كتب التاريخ بالمدارس

ثم بدأت الندوة  بسيادة اللواء اركان حرب طيار / سمير عزيز ميخائيل أحد أبطال حرب أكتوبر حيث بدأ بتحية الحاضرين  جميعا وتوجه بالشكر العميق لرئيس مجلس إدارة الصالون د / غازي على حفاوة الاستقبال وحسن الترحيب ثم بدأ حديثه عن  سبب اختياره لموضوع المحاضرة وهو هل انتصرت مصر في حرب أكتوبر 1973 وهو ان الأجيال القادمة لابد ان تعرف اكثر عن هذه الملحمة العظيمة التي حدثت منذ 44 عاما ثم تحدث عن ذكرياته في هذه الحرب حيث ذكر انه بعد 5 يونيو 67  طلبوا منا الذهاب الى قياده  القوات الجوية صباحا، وعند وصولنا قالوا اننا سنسافر الى الجزائر لكى ناتى بطائرات نحارب بها ، ففرحنا جدا ثم اخذتنا طائرة انتينوف الى الجزائر وعند وصولنا وجدنا 6 طائرات ميج-21 فقط هى التى جاهزة للطيران فامضينا تلك الليله في تجهيز الطائرات ، وصباحا تشاجرنا لمن يعود بتلك ال6 طائرات ، وبالطبع عاد الاقدم والاعلى رتبه منا ،فسألنا عن طائرات أخرى فأدخلونا الى هنجر كبير وجدنا به طائرات ميج-17 عباره عن جسم الطائرة والجناحين واقفين بجانبها مفككتين ، فقلنا كيف سنطير بها قالوا لنا انتظرو حتى نجهزها لكم وبالفعل تم تجهيز الطائرات واتينا بها الى مصر

ثم تحدث عن مغامرة حدثت له فوق مطار راس نصراني حيث قال في احد الليالي التي اعقبت هجوم اسرائيلي علي قواتنا في خط القناه عام 1969، كنت اجلس بمفردي وعي خريطه  قررت ان اقوم بمغامرة بمفردي ولا يعلم بها احد ، فقررت ان اقوم بعمل مرور سريع فوق مطار رأس نصراني (شرم الشيخ حاليا ) لكي اوجه للاسرائيليين اهانه وان اشعرهم بالاذلال ، وقمت بحساباتي الملاحيه وخط السير تجاه جزيرة شدوان علي ارتفاع منخفض جدا

ولان المسافه من شدوان حتي رأس محمد هي 45 كيلو متر تستغرق حوالي ثلاث دقائق من الطيران السريع ، وطبقا لحساباتي فأنه اذا رصد الاسرائيليين طائرتي وانا ارتفع فوق جزيرة شدوان ، فهذا يعني انني ساكون فوق مطار رأس نصراني في اللحظه التي تقوم فيها اول طائرة معاديه بالاقلاع ، وذلك طبقا لحسابات الرصد والانذار الاسرائيلي لي واعطاء الامر بالاقلاع لاعتراضي ، وفي اليوم التالي كان مخطط لي طلعه تدريب فوق منطقه جبليه رقم 4 وهي منطقه شديده الوعورة ولا يتم رصدي فيها من اي رادار سواء مصري او اسرائيلي

وفور دخولي تلك المنطقه اطلقت لطائرتي العنان باقصي سرعه وعلي اقل ارتفاع ممكن تجاه جزيرة شدوان واتذكر ان ارتفاعي لم يكن يزيد عن مترين فوق المياه ، وفور مروري فوق جزيرة شدوان زدت من سرعه الطائره الي 1200 كيلو متر في الساعه وهي اقصي سرعه للطائرة علي ارتفاع منخفض ، وبعد دقيقتين تقريبا كنت فوق منطقه رأس محمد وشاهدت جنود وحده مدفعيه مضاده للطائرات يستحمون في الماء وكأنهم في أجازة ، وقتها ادركت ان احدا لم يرصدني او يتوقعني لان الجنود هرعوا الي مدافعهم فور مروري بسرعتي الكبيرة فوقهم وقد شاهدتهم من بيرسكوب الكابينه (مرأه اعلي الكابينه توضح للطيار ما يحدث خلفه  ) يهرعون الي مدافعهم في ذعر

ودخلت علي المطار باقل ارتفاع ممكن ثم درت يمينا تجاه جزيرة تيران وصنافير ومررت بينهم علي اقل ارتفاع ممكن وعدت سريعا الي منطقه 4 حيث يفترض ان اتدرب وارتفعت لاظهر علي شاشات الرادار المصريه ، ثم عدت وهبطت للمطار وكأن شيئا لم يكن وحتي يومنا هذا في مايو 2009 لم يعلم احد شيئا عن تلك الواقعه

وفي اليوم التالي هجم الاسرائيليين بحوالي اربع وعشرون طائرة علي مطارالغردقه لكنه كان هجوم وهمي فلم يكن هناك اي قذف او اشتباك ، وقاموا بعمل هجوم وهمي علي فريد حرفوش الذي كان في مرحله الهبوط بالطائرة فقام بمناورة للتخلص من طائرات العدو ، فوقعت طائرته في انهيار واضطر للقفز من طائرته

وما اعتقده ان ما قام به الاسرائيليين في هذا اليوم هو عبارة عن رد نفسي لما قمت به ضدهم في اليوم السابق من ذعر وهلع لهم ، واعتقد انهم نجحوا في رد ما قمت به .

ثم بدأ جو من الاستعداد للحرب من خلال الاستدعاءات المفاجأه في الاجازات، وكنت لا أهنأ بأجازة ، ففي كل استدعاء أعود للمطار مستعدا لشئ ما لكنه لا يحدث .

ثم جاء يوم 5 اكتوبر 1973  وليلا جمعنا العقيد احمد نصر قائد اللواء 104 بالمنصورة حيث كان يوجد السرب44 والسرب 46 والسرب42 تم نقله سرا الي الاقصر .

جمعنا قائد اللواء وابلغنا ان غدا الحرب وبألزام الجميع بالراحه التامه ، وكان معى زوجتى بالمنصورة فأمرت احد الجنود ان يأخدها في سياره السرب ويعود بها  الى القاهره.

 وفى صباح 6  اكتوبر كنا على استعداد تام وكان كل ما يقلقنى ان يتأجل موعد الحرب كسابقه ويكون نوع من التدريب فقط.

وفى حوالى 11صباحا طلبوا منا طلعه تدريب ، فأقلع تشكيل من السرب 46 بقيادتى وتشكيل من السرب 44 ، وقمنا بعمل طلعه التدريب وفقا لما رأه قائد اللواء ، لكن الهدف لم يكن التدريب ، انما استمرار مسلسل الخداع للعدو ، وبعد انتهاء التدريب عدنا للمطار فى ال12ظهرا

وقبل الساعه الثانيه بدقائق اقلعنا من مطارانا وروحنا المعنويه تناطح السحاب الذي نخترقه، ونفذنا مراحل الخطه التي تدربنا عليها طويلا  ،وفى الثانيه ظهرا عبرت الطائرات القناه وكانت مهمتنا فى السرب  عمل مظلات فى عده مناطق وكنت قائد تشكيل من اربع طائرات فى مظله شرق الاسماعيليه .

بعد انتهاء الضربه عادت الطائرات ، وكان من المفترض ان اعود معها ، ولكنى انتظرت حوالى 5 دقائق لكى اشتبك مع اى طائرات معاديه تأتى بدلا من اعود بلا اشتباك، ابلغنى الموجه بالعوده، وفى طريقى للعوده و بالقرب من المطار اطلق علينا صاروخ سام مصرى فأنفجر بينى وبين رقم3

وكان لدينا طيار يسمى حسن خضر وكان وقتها بغرفه عمليات المطار وابلغ ان طائراتنا كلها عادت ولم يعد لنا طائرات في الجو ، فظن الدفاع الجوى اننا هدف معادى ، نظرت اسفلى رايت باقى الصواريخ تنطلق نحونا فأبلغت قائد اللواء اننا نضرب ، اذ اطلق علينا حوالي 6 صواريخ .

لكننا عدنا الى المطار بسلام ، وعلمنا بنجاح الضربه ، فعلمت وقتها اننا انتصرنا ،

وعن اصابته في الحرب يقول اللواء طيار سمير عزيز ميخائيل انه اثناء احدى العمليات يوم 8 أكتوبر تعطلت بعض أجزاء من الطائرة التي كنت اقودها ونتيجة لذلك قفزت من الطائرة واذ بى اشعر بألم رهيب بظهرى ، وذلك لعدم احكام الاحزمه على جسدى والتي كان يجب علي ان اعدلها علي حجم جسمي ، وكنت قد قرأت ان الالم يمكن ان يقتل الانسان فكنت اكرر

“مش لازم اموت مش لازم اموت”  وقبل ان اصل الى المياه شعرت انى سيغمى على من شده الالم فقمت بنفخ  جاكت النجاه لكى يضغط على الدم واظل بوعيى وساعد على ذلك اصطدامى بالمياه افاقتنى ايضاو بدأت افك البراشوت فأمسك بقدمى اليسرى ، وبدا الهواء يسحبنى على سطح الماء وبدات اشرب من ماء البحيرة ، وفجأه توقف الهواء ، وفك البراشوت من نفسه من قدمى  .

ثم رايت مركب صيد ممن تسير في البحيرات الضحله بعصا كبيرة تقترب منى بهدوء ، ورأيت احد الصيادين  يرفع تلك العصا وينزل بها على رأسى و فحركت نفسى قليلا فسقطت بجانبى ، فوجهت لهم السباب  بلهجه مصريه فشكوا انى لست اسرائيليا و فأقتربوا منى بهدوء ، وامسكنى احدهم من خلفى وكتفنى ، واخذوا المسدس منى ، وسألونى اذا كان معى سلسله ذهب ، فقط لهم معى واحد بها الاسم والرتبه ، فسألوا اذا كانت ذهب فقلت لهم انها صفيح ، فرفعونى على القارب و وبعد لحظات جاء قارب خفر السواحل ونقلنى الى قاربهم ،

وسألوا الصيادين عن المسدس  فاعطوهم اياه ، واخذونى الى مستشفى المطريه بالدقهلية وجاء شخص من المخابرات وسألنى ان كنت احتاج شلئ فقلت له ان يبلغ ماهر شنوده قائد قاعدة انشاص بسلامتى ويبلغ اهلى ، لأنه كان من العائله ، وطلبت منه ايصالى الى مطار المنصورة ، واثناء نقلي كان الالم في ظهري اقوي من تصفه كلمات ، وكانت رداءه الطريق سببا اخرا في ازدياد الالم وعدم توقفه ،

وفي مطار المنصورة قابلت امير رياض ونبيل فؤاد وحذرتهم من ان اليهود دائما ينصبون الكمائن وان ينظرون خلفهم اكثر من الامام تحسبا للعدو ، وبعدها اعطونى ادويه فنمت .

ليلا استيقظت وجدت زوجتى وابى وامى وحمايا ، وسمعتهم يقولون انى مصاب بالشلل نتيجه القفز ،فقد احدث كسر فى احدى فقرات العمود الفقرى وضغط احداها ، وقاموا بتجبيس ظهرى،وفى منتصف اليل تم نقلى الى  مستشفى الفرنساوى ، ومنعوا الزيارات ، واقتصروها يوما لأبى ويوما لزوجتى فقط .

وكنت اسمع اخبار الحرب والثغره من الاطباء والاذاعه فقلت للطبيب اريد ان اذهب للمطار فقال لى” انت بتهرج؟” فحثثته على المحاوله وبمجرد ملامسه قدمى الارض صرخت لأن الفقرات لم تلتأم فبكيت لعدم مقدرتى على المشاركه فالحرب  واستمر الوضع هكذا لا اتحرك لمدة 21يوم من على السرير ، وبعدها علاج لمده6شهور  ،وبعدها عدت الى الطيران  والخدمة حتى اصبحت قائد لواء ميج21 ببنى سويف وخرجت من الخدمة عام82  لعدم اللياقة الطبية .

ثم اختتمت الندوة بتكريم الضيوف الكبار بأعطائهم درع الصالون وميدالية تذكارية  حيث قاموا بالشكر الحار لرئيس مجلس إدارة الصالون د/ غازي زين عوض الله المدني على حفاوة الاستقبال وحسن الترحيب والشكر لكل الحضور على مشاركتهم الفعالة في إنجاح تلك الندوة ….

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى