ما بين “غيط العنب وميامي” يتنقل إسلام علي وصديقه “أحمد” من سطوح عمارة إلى أخرى بأحياء الإسكندرية، بهدف نشر البهجة والسعادة بين المواطنين أوقات حظر التجوال.
على ارتفاع نحو 11 طابقًا بعقار بمنطقة دوران جيهان، انشغل “إسلام” بتجربة آلته الموسيقية الكمان، بينما شرع صديقه “أحمد” في ارتداء التنورة المزينة باللمبات المضيئة.
اطمئن كل منهما على التجهيزات ومعدات الصوت، قبل أن تنطلق ألحان كمان “إسلام” ومعها بدأ أحمد يدير التنورة بإضاءتها وحركاتها المبهرة.
دقائق قليلة مرت، قبل أن تضاء “البلكونات” بالعقارات المجاورة، ويخرج العشرات من قاطنيها، كبار وصغار، للاستمتاع بفاصل من الفن الراقي، وكأن معظمهم كان في حاجة لكسر ملل الحظر.
“هدفنا إسعاد الناس والتخفيف عنهم وقت الحظر دون الإخلال بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا”.. هكذا قال إسلام علي، عازف الكمان، مشيرًا إلى أن الفكرة راودته منذ فترة وتحمس لها صديقه “أحمد” وقررا معًا إدخال التنورة للعرض.
ويضيف “إسلام” في حديثه لـ”مصراوي”: “التنورة أضفت بهجة نظرًا لارتباطها بروحانيات شهر رمضان الذي اقترب.. ونسعى لتقديم عروضنا في أماكن أخرى بالإسكندرية”.
ويتذكر عازف الكمان عشقه لآلته الموسيقية منذ كان في الصف الأول الثانوي، ما دفعه لاختيارها عندما التحق بكلية التربية النوعية جامعة الإسكندرية “شعبة تربية موسيقية”.
وتابع إسلام: “تخرجت من الجامعة في عام 2010 وحصلت على الماجستير.. الآن أدرس بتمهيدي دكتوراه.. وسعادتي تمكن في إسعاد الناس ونشر البهجة”.
واستكمل “إسلام”:”منذ بدأنا في تقديم عروضنا بمنطقة غيط العنب لم نتعرض لأي مشكلات.. عدا مرة سعت الشرطة للتأكد من عدم وجودنا ضمن حفلة أو مناسبة عائلية بها تجمع لعدد كبير من الأشخاص”.
وأشار عازف الكمان، صاحب الـ 30 عامًا، أنه كان يعمل على إحياء حفلات في الكافيهات وحفلات التخرج ولكن السوشيال ميديا تحقق له شهرة أكبر، قائلا: “فيديو سجلته أثناء عزف أغنية بحبك وحشتيني في مطار برج العرب لاقى نجاح كبير”.
“حلمي الأكبر هو العمل ضمن فريق مطرب كبير.. وأوصل فني الراقي وحب الموسيقى إلى الناس”.. هكذا اختتم “إسلام” حديثه، داعيًا الله أن تنتهي جائحة كورونا في القريب.