طريق الشعر
الحقل الذي مررت بالقرب منه ،
اثارَ انتباهي،
خريرُ الماء النازل من ساقيةٍ مرتفعةٍ
عن المستوى الطبيعي،
تاملتهُ،
لارى الولدَ الخجولْ
الذي كنتهُ ،
ارتسمت صورته امامي ؛
في الصفِ مرتبكٌ من المعلم
عندما يقرأُ الانشاءْ ،
تتقافزُ الكلماتُ امامهُ
تهربُ بغفلةٍ منه
،يظل يبحث عنها ،
والخوف يطاردهُ،
رغم النظرات الوديعة
التي تلتف حولهُ ،
من المعلمِ ذو الابتسامةِ الهادئة
وهو يحاول ان يزرع َ في روحهِ الامان ،
الطلاب يستمرون بالضحك الخفي
وعيونهم تتجه نحوه كسهامٍ قاتلة ،
الصورةُ التي عَلِقتْ في خيالي ،
منحتني دفعة للتفائلِ
وعبدتْ لي طريق الشعرِ الذي
سلكتهُ لاحقًا،