ط
مسابقة القصة القصيرة

بداية اخرى ..مسابقة القصة القصيرة .زبقلم / إيمان البلتاجى من مصر

خاص بالمسابقة
الأسم إيمان البلتاجي
جمهورىة مصر العربية
أدب القصة القصيرة
م/ ٠١١١٦٣٩٥٢٠٥

(بداية آخرى)

وقفت بسياراتها بجانب كافيه يقع على حافة النيل ومشت الى مكانها التى اعتادت

الجلوس فيه كل اسبوع ..نفس المكان لم يتغير الذى تغير انه اصبح كافيه بدلا من

الكورنيش توجهت الى مكانها .. وذهب اليها النادل وقدم لها فنجان قهوتها بأبتسامته

المعتادة نورتيني استاذة … ردت اليه تسلم اشكرك … فكان الجميع يعرفها وهذا مكانها

منذ اعوام كل يوم خميس من كل اسبوع تجلس وتأخذ فنجان قهوتها وتمسك بقلمها

وتكتب …وهناك من يلاحظ وجودها فيهرول ليتصور معها او يبدي اعجابه بكتاباتها

هي الكاتبة والروائية المشهورة سندس الزهار ..كاتبة من نوع خاص وأسلوب ساحر

فى سنوات ثلاث اصبحت محط انظار الكتاب والقراء والقنوات الفضائية تلك الزهرة

اليانعة ثلاثينية العمر بريئة الملامح عيناها ذات بريق يجمع بين لمعة ومسحة حزن …

وبدات ترتشف من فنجان قهوتها وتمسك بقلمها وتكتب وكانت بدأت فى كتابة

مذكراتها الشخصية التى نوت انت تنشرها فى الوقت المناسب بعد ان تنتهي منها…

وفي لحظة لمحته

نعم هو سقط القلم من يدها وهى تراه واقف امامها وبدات نبضاتها تتسارع ولم ترى

غيره وقطرة فرح لمعت فى عيناها وزفرة شجن عميق وهى تنظر اليه بعمق طارق

قال نعم انا هو

ازى حضرتك استاذة سندس اخبارك ان سعيد جدا انى شوفت حضرتك …نظراته

الباردة وكلماته نزلت كالبرد طلقات من رصاص بارد قتلت ثورة الشوق داخلها

فأبتسمت ببرود وجلست بعد ان هبت من مكانها والتقطت قلمها ودعته للجلوس

واخذت نفسا عميقا واخذت تنظر له وابتسامته الباردة ووجهه البارد الذى بدا وكأنه

يلتقط بنظره ملامحها وملابسها الانيقة واسوارها … قال لها لقد فرحت كثيرا جدا لما

شوفت حضرتك فى التليفزيون والقنوات الفضائية أنت أنسانه رائعة وتستحقى كل

خير ابتسمت بحزن لكى تدارى بعض خيبة أصابتها قالت الحمد لله وكيفك واخبارك

أنت … قال لها لم اصدق نفسى عندما رأيتك كنت هنا بالصدفة ففى الكافيه قاعة

للأفراح وكنت فى فرح أحد أقاربي وتركت زوجتي والأولاد وقلت أشرب شاى مع

سيجار .. فلمحتك وقلت لا بد أن أسلم عليك … سعيد جدا لرؤيتك هنا…هل تأتي إلى

هنا كتير … هزت رأسها وبدأ فى الحديث وهو يرتشف الشاى وهي تنظر إليه ولكنها

بدأت تسترجع بذاكراتها ذلك الشاب الذى كان امامها منذ ما يقارب من عشر سنوات

فقد كان حبيبها … نعم تفتحت عيناها على طارق أبن الجيران لم ترى غيره وهو لم

يرى أحد بجمالها فكان يحبها ويرافقها ويغار عليها ونمى فى احشائهم جنين الحب

وولد مع الايام لتصبح سندس وطارق محط نظر الجميع فالاهل تفاهموا براءة

مشاعرهم وباركوا هذا الحب الطاهر .. إلى ان جاء اليوم الفاصل وتوفى والد طارق

واصبح هو العائل لأمه واخواته البنات وأخ صغير .. أمه وبنتان وأخ وهو كان فى

الثامنة عشر من عمرة فرحة نجاحه ودخولة الجامعة فى اول عام وكان قد التحق

بالحقوق فكان أملة ان يصبح محامي مشهور ..والتحقت سندس بدار العلوم فهى

مغرمة باللغة العربية والادب بأنواعه…أنهار حلمه حينما مات عائل اسرته وأضطرار

الاسرة إلي السفر الى بلدتهم لكي يراعى جده وأعمامه اخواته ..وكان فى هذا المكان

أخر لقاء بينهم حيث كان على أبواب السفر وطلب منها أن يقابلها فى مكانهم المعتاد

على ضفاف النيل .. وكان قبل ان يبنى الكافيه ..هو ذالك المكان المفضل لهما… قابلته

وكان يودعها وقال لها أن القدر أحال دون تحقيق حلمه..وانه يقع عليه عائل أسرته

واخواته البنات ولن يفكر فى الزواج أو فى نفسه قبل أن يطمئن عليهم ..انا مسافر لا

تنتظريني يا سندس

عيشى حياتك وأفتكرينى بالخير يا اجمل من رأت عيني ويا حب عمرى..قالت له

سأنتظرك يا طارق. قال لها .لا تنظريني سنسافر ولا أدرى ما تحمله لنا الأيام لا

تنتظرينى وودعه بيأس من كل شىء وسلم على يداه والقى بقبلة فى كفها ومشى

وكأنه يهرب من دموع تريد أن تنفجر ..فلا يريدها ان ترى ضعفه…

مع رنين الهاتف أفاقت عليه وهو ينتهى من سيجارته ويرد على الهاتف أيوة حاضر

هاجى لكم القاعة… قال لها زوجتى تتصل من قاعة الفرح ..قالت زوجتك قال نعم

سافرت واعمامي أحتضنونا وزوجنى عمى أبنته وأنا فى ثانية كلية ..وأخواتى البنات

تزوجوا من أقاربنا واخى الصغير فى أخر سنة كلية الهندسة . وأنا فتحت مكتب

محامي صغير … الحمد لله ..وعندى ولدين ..وانت كيف حالك ماشاء الله عليك

بشوفك فى القنوات وبقرأ ليك كتب وروايات أسلوبك جميل تستحقى كل خير

..معلش أستأذنك عشان الجماعة وسعيد جدا أني شوفتك وسلم وذهب وهى واجمة

تدارى بعض حسرة فى جوفها وتضحك على خيباتها ..لم يدرك هذا الزائر أنه سر ألهام

قلمي وأن حبه كان مداد حرفي وأن أملى فى عودته لى كان دافعي إلي الكتابة وأن

حروفي كلها كانت تناجي طيفه القابع فى اعماق ذاكرتي وان قلبى كان يخط نبضه

على الورق ليسطر قصة حبي… والتقطت قلمها من على الطاولة لتكتب نهاية قصتها

بموت البطل

وبدات صفحة جديدة من رواية جديدة ببداية أخرى…

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى