ط
مسابقة القصة

بعث المومياء .مسابقة الرواية بقلم / حسيبة طاهر جغيم من الجزائر

ملخص رواية ” بعث المومياء ” خاص بمسابقة همسة
المؤلفة حسيبة طاهر جغيم ( كيبك كندا )
العم حمدان رجل شهم بسيط ومحافظ من عائلة مصرية ريفية ،لم يرزق بولد ذكر ولكن حباه الخالق بأربع بنات جميلات وذكيات ، وكانت فردوس إبنته الكبرى متفوقة جدا في دراستها … فقرر أن يرسلها لإكمال دراستها بكندا مكافأة لها و تحقيقا لحلمها الذي في الحقيقة كان حلمه قبلا منها و هو أن تعوّضه عن النقص الذي يسكنه نتيجة عدم إنجابه لولد ذكر وكي تصبح ناجحة كعمها ; و لكن شرطه أن تقيم ببيت عمها ، و بالفعل سافرت فردوس بقلب طاهر وروح صافية بقليل من الأمتعة و كثير من الأحلام و الأمنيات ، تلك الأمنيات التي بدأت تنهار من أول يوم بسبب سوء استقبال زوجة عمها المتعجرفة المتكبرة ،و سوء معاملتها لها ، و أمام خنوع عمها و خضوعه لزوجته لم تجد بدا إلا أن تقيم في شقة مشتركة مع الطلبة المغتربين , وهنا تتعرف عن طريق شريكة شقتها/ الطالبة التونسية سهير/ على قريب لها وتقع في حبه فيتزوجها عرفيا ويغويها بترك الدراسة و العمل كمربية أطفال ،وفعلا تنصاع لأمره و يجمعان ثروة وكان كل شيء باسمه بحجة أنها مجرد طالبة مغتربة ولايحق لها امتلاك شيء ، وبعد أن يجمعا ثروة لابأس بها يهجرها ويعود إلى بلده و تفاجؤ بأنه أخد كل المال من الحساب المشترك و باع البيت ،فتنهار وتحاول الإنتحار لكنم ينقدوها فتصاب بحالة إكتآب حاد تدخلها المسشفى ستة أشهر ، وهنا يساعدها الناشط الاجتماعي على تمديد الإقامة و الحصول على رخصة عمل ووظيفة ، وتغادر المستشفى وتعمل كموزعة جرائد مجاية بمحطة الميثرو مقابل أجر زهيد ،وهناك تتعرف على رسام كيبكي ( نسبة لإمارة كيبك الكندية )، يعيشا قصة حب لكن اختلاف المعتقد والأعراف و المبادئ يقف حاجزا أمام زواجهما ،وتذهب بسذاجة تدعوه للإسام كشرط لزواجها منه ،لكنه يقابل طلبها بسخرية واستهزاء موضحا أنه ترك دين أجداده فكيف بدين جديد ؟؟ فينفصلان..
وتعود فردوس للاكتآب والقلق والصراعات النفسية إلى أن تتعرف على شاب كندي مسلم من أصل لبناني غني وبعد مد وجزر وتردد بسبب زواجها العرفي ينتصر الحب و يتفقان على الزواج ، لكن تتوفى والدته المطلقة المتزوجة من رجل برازيلي فيضطر لتأجيل الزواج حيث يسافر لحضور العزاء بالبرازيل ،لكن يموت في حادث تحطم الطائرة ،فكان ذهابا بلا عودة .
تعود فردوس إلى بلدتها الريفية الصغيرة بمصر محملة بهموم وذاكرة مكتظة بالأحزان جرح جسدي و جراح روحية … ،و توظف كأستاذة لغة إنجليزية بمدرسة القرية ،ويعود إبن عمها الذي كان مثيما بحبها لمطاردتها ومحاولة فرض نفسه عليها ، لكن هي إضافة لانعدم المشاعر لا تريد التورط في زيجة أغلب الظن سترزق منها بأطفال مرضى أو معوقين …. ، إذ يثبث العلم أن أغلب حالات الإعاقة و التخلف العقلي و أمراض هيموغلوبين الدم …. ناتجة عن الزواج الأندوجامي / زواج الأقارب / …
وتأتي فرقة تليفيزنية لتصور حصة بالقرية فيعجب بها المذيع ويقع في حبها ويتقدم لخطبتها رغم معارضة والدته ومساعي ابن عمها للتفريق بينهما … لكن … دائما تأتي “لكن” لتكشف عن نوايا القدر في عدم اكتمال الحكايات الجميلة ، عندما لم يبقى إلا عشرة أيام على الزفاف يموت أكرم في حادث سيارة ويشيع في القرية أن فردوس فتاة ملعونة منحوسة ونذير شؤم و كل من يتقدم لخطبتها يموت ، وأمام ذلك الإحباط و اليأس توافق على الزواج من مغاوري ابن عمها كعقاب لنفسها أو خنوع للقدر .
لكن سوء معاملة مغاوري لها من شتم و ضرب وديكتاورية و تحكم واستعباد وتحريمه عليها لكل شيئ ، النث محرم الهاتف النقال محرم خروج محرم ….،وتعييره الدائم لها بأنه تفضل عليها وتزوجها وهي ليست بكرا
إضا فة إلى نهمه المرضي للجنس الخالي من أي عاطفة أو مذاعبة ….، كل هذا جعلها تعيش جسدا بلا روح تماما كجسد المومياء المحنط الخالي من الحياة .
إلا أنها لم تتمكن من تقبل ذلك الوضع المزري طويلا فالضغط يولد الانفجار، تثور فردوس بل تتمرد على كل شيء : دين ،عرف ،تقاليد ….، و تفر من سجن الزوجية بل من كل القرية بل من البلد بأسره ، مقررة أن لا تعود حتى لو جثة هامدة ستوصي بأن تحرق وتتحول لرماد على أن تعود لتدفن في مسقط إنسانيتها و في طائرة العودة إلى كندا تلتقي زميلا قديما فيدور بينها الحوار التالي كآخر لقطة بالرواية :
كانت في نفس الطائرة على نفس الكرسي … هل هي الصدفة ؟؟ أم القدر قد حجز لها هذا المقعد منذ الأزل في اللوح المحفوظ كما حدد خط سيرها وخّطط لمطبّاتها و…..؟؟
خفض الجريدة وقال :
من ؟؟ المومياااااااء ؟؟
نظرت إليه باستغراب ودهشة ، لكن هذا الوجه الوسيم والجلسة الوقورة توحي لها بشيء ما …ثم مافتئت أن عرفته زميلها في الإبتدائي *أسامة* الذي سافر إلى القاهرة وأصبح صحفيا ، والذي طالما مثلا معا مسرحية المومياء أثناء المدرسة .
-قالت : المومياء تمرّدت ، لم تعد بحاجة لكهان أو عشّاق أو حرّاس …المومياء ستُبعثُ … ستبعث … ستعيش … ألم تحنّط على أمل أن تبعث فيها الحياة من جديد يوما ما … هاقد آن آوان بعثها … ستبعث … ستبعث … وأنفجرت باكية … ثم مسحت الدموع ورفعت رأسها بكبرياء وثقة إلى الأعلى و أعلى …، كما كانت الطائرة ترتفع إلى الأعلى ضاربة بقوة الجاذبية عرض الماضي الغابر في أدغال التاريخ ،و لم تدرِ مصدر تلك القوة و الطاقة … أكيد جدّها الفرعون الأعظم قد باركها أخيرا …ومنحها قدرة خارقة لإخضاع * تشي * لإرادتها … كما يخضع العلم قوانين الطبيعة لإرادته.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى