عاش حياة مترفة مليئة بكل مباهج الدنيا، زاخمة بالإمكانيات والماديات والنجاحات، حتى تبدلت حياته 180 درجة، فور سماعه بإصابته بمرض السرطان في جميع جسمه، ليقرر أن يكرس حياته للفقراء حتى فارق الحياة منذ يومين.
فتبرع الشاب المسلم “علي بنات” بكامل ثروته من أجل فقراء المسلمين في العمق الإفريقي حتى يترك الدنيا بدون شيئ، فاستغنى عن أسطول سياراته المبهرة على رأسها واحدة تعد أقوى وأسرع سيارة في العالم “فيراري”، وسوار من الماس قيمته 70 ألف دولار، ليقول “أردت أن أترك الدنيا من غير شئ”.
فبعد أن كانت غرفته الخاصة مليئة بالملابس، والحقائب، والأحذية الرياضية، والساعات، والنظارات، والقبعات، والأغراض الأخرى التي أعدت خصيصًا له من قِبل أشهر بيوت الأزياء العالمية المقدر كل منها بآلاف الدولارات، عرف “علي” إنه لن يتمتع بكل ذلك، بعد أن قرر الأطباء بأنه لن يعيش أكثر 7 أشهر، وهو الشاب البالغ من العمر 33 عامًا.
يقول “علي”: “الحمد لله رزقني الله بمرض السرطان الذي كان بمثابة الهدية، التي منحتني الفرصة لأتغير إلى الأفضل، عندما علمت بالأمر شعرت برغبة شديدة في أن أتخلص من كل شيء أمتلكه، وأن أقترب من الله أكثر، وأصبح أكثر التزامًا تجاه ديني، وأن أرحل من الدنيا خاويًا على أن أترك أثرًا طيبًا وأعمالًا صالحة تصبح هي ثروتي الحقيقة في الآخرة”.
فتحول “علي” من أكبر تجار الدنيا، إلى التجارة مع الله، قرر أن يتبرع بكل ماله حتى ملابسه تبرع بها، وأنشأ مؤسسة خيرية موجهة لخدمة فقراء المسلمين، والتي قامت ببناء المنازل والمساجد والمدارس وآبار المياه والمراكز الطبية وبيوت تأوي الآرامل والأيتام، كما بنى أول مقبرة للمسلمين في توجو بالإضافة إلى الإمدادات الطبية والغذائية.
وقال علي “كل أموالي لا تساوي قيمة نعل حمَّام، و ابتسامة طفل فقير أفضل عندي من كل ذلك”، مشيرا إلى أن اللحظات التي قضاها في إفريقيا مع فقراء المسلمين هي الأسعد في حياته على الإطلاق، سعادة لا يمكن شراؤها بالمال، ولا يمكن أن تعوضها وسائل الرفاهية الباهظة الثمن.
ومنذ يومين، توفي “علي” بعد صراع مع المرض اللعين لمدة 3 سنوات، فكان يوما حزينًا على المسلمين في كل من أستراليا وإفريقيا، حيث رحل في جنازة مهيبة تحيطه مئات الآلاف من الدعوات المباركة من قبل سكان أفريقيا ورواد مواقع التواصل الاجتماعي التي سبقته إلى السماء”.