كتب / د. ضياء الدين القدرة .فلسطين
قاعدة عين الأسد وغيرها التي تعرضت لقصف إيراني
“انتقام قوي وقاس ومزلزل” هكذا توعدت إيران بالرد على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، لكن على الأرض الأمر مختلف، لأن إيران حرصت في هجومها على قاعدتي عين الأسد وحرير في العراق عدم إيقاع أي خسائر بشرية أو مادية، وفقا لخبراء ووسائل إعلام غربية.
وأجرت محطة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية تحليلا بعد الضربات الصاروخية الإيرانية لإثبات أن الهجمات الإيرانية لم تكن تهدف إلى قتل أي جندي أميركي خشية رد فعل غاضب من واشنطن.
ويبدو أن النظام الإيراني أراد بالضربة تهدئة مناصريه في إيران ممن ضغطوا باتجاه الرد على مقتل سليماني، فهو يخشى من رد أميركي لا تستطيع تحمله ، وايضا تخسر الكثير فيما اكتسبته في الشرق الأوسط.
إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسمت خطا أحمر في العراق وسوريا لإيران والمتعاونين معها: مقتل الأميركيين ممنوع”.
إيران تعرف أن أفراد القوات الأميركية عادة ما يكونون نيام في الساعات الأولى من الصباح، لذلك اختارت هذا التوقيت لتقليل عدد القتلى والإصابات في صفوف القوات الأميركية”.
هذا يعني أن الهجمات الصاروخية لا معنى لها، على اعتبار أن إيران هددت في أكثر من مناسبة بالثأر لمقتل قاسم سليماني عبر الحاق الأذى بأكبر عدد ممكن من الجنود الأميركيين.
ولم تسفر الضربات الإيرانية عن قتلى في أوساط العسكريين الأميركيين أو حلفائهم الأجانب أو العراقيين، حسبما أكد الرئيس الأمريكي ترامب في كلمته .
ان إيران ردت سريعا لإرضاء الرأي العام في البلاد، مع اختيارها في الوقت نفسه التوقيت الذي اغتيل فيه قائد فيلق القدس و معاونيه ، بحيث يكون ردها تدريجيا لتفادي مواجهة واسعة النطاق مع الولايات المتحدة عدوتها التاريخية.
بهذه الهجمات، أظهرت إيران قدرتها وعزمها على الرد على الهجمات الأميركية، محافظة بذلك على ماء وجهها، لكنها اختارت في الوقت نفسه أهدافها بعناية لتفادي إيقاع ضحايا وبالتالي التسبب بردة فعل من الولايات المتحدة”.
ان “الإيرانيين حاولوا إيجاد مخرج لأزمة مستعصية، فردهم متناسب وليس ذا طبيعة قد تثير الرد الذي توعدت به واشنطن ، ولو أرادت إيران الرد على اغتيال قاسم سليماني بنفس الثمن بشخصية اعتبارية توازي مكانة سليماني العسكرية لكان فعلت ، ولكن الثمن هنا لا تستطيع إيران تحمله لذلك جاء الرد الإيراني في العراق .
ان “الرد الإيراني أشبه بالألعاب النارية، إنه وهم بالرد لأن ليس لدى (الإيرانيين) رغبة بالتصعيد، ما يجب انتظاره الآن، هي الطعنة التي ستأتي لاحقا خلف الستارة”.
لا أحد يريد مواجهة على نطاق واسع، لا واشنطن تريدها لأسباب انتخابية، ولا الإيرانيون، لأن طهران لا تملك الوسائل الاقتصادية والعسكرية” لمواجهة مماثلة.
بهذه الضربات يحفظ الإيرانيون شرفهم، وهو عامل شديد الأهمية نظرا لقيمة سليماني، ويبقى معرفة ما إذا كان ذلك كافيا ، وما قد يؤكد هذه التحليلات هو إعلان رئيس الحكومة العراقية المستقيل عادل عبد المهدي تلقيه اتصالات من الإيرانيين قبيل شن الهجمات الصاروخية تخبره “بتوقيت الهجوم والأماكن المستهدفة”.
ان هجوم إيران الصاروخي الذي استهدف القوات الأمريكية في العراق كان “أضعف هجوم تستطيع إيران شنه”.
لقد فعلت ايران كل ما يمكن لتجنب سقوط ضحايا أميركيين، إذا كان ما نسمعه صحيحا، فقد حذروا الأميركيين مسبقا.
ان الصواريخ الايرانية المستخدمة في الهجمات ربما تكون غير ذات فعالية كما يدعي الإيرانيون .
و الي هنا قد نقول انتهت المسرحية .