ط
مقالات فتحي الحصري

بعد الفساتين .بشرى تضرب كرسى فى كلوب ختام مهرجان الجونة


كتب / فتحى الحصرى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أى مهرجان سينمائى فى العالم يعنى فى المقام الأول بعروضه لأحدث الأفلام العالمية التى استقدمها وإقامة العروض لها فى أكبر القاعات للنقاد والجمهور فى حفلات متوالية بل وتحرص إدارة المهرجانات على دعوة كبار النقاد المتخصصين لمشاهدة الأعمال والكتابة عنها فهذا هو مايعرف شأن اى مهرجان سينمائى .، ويكون الحفل الكبير فى النهاية كى تجنى إدارة أى مهرجان ثمرة هذا التميز بحفل كبير لتوزيع الجوائز على الفائزين من كل أنحاء العالم من كبار صناع السينما ..، هكذا تعلمنا من كل المهرجانات التى عايشنا فعالياتها بداية من مهرجان القاهرة السينمائى فى عهد الراحل سعد الدين وهبة وأيضا فى عهد من أتوا بعده حسين فهمى وعزت أبو عوف قبل أن يفقد المهرجان هويته على أيدى من تولوا إدارته فى السنوات الأخيرة مروارا بمهرجان الإسكندرية لأفلام البحر المتوسط والذى مازال يحافظ على هويته متحديا كل العواصف حتى لايخرج عن مساره وأيضا القومى للسينما..!
غير أن مايسمى بمهرجان الجونة قدم وجها مغايرا لنوعية المهرجانات السينمائية المتعارف عليها. فقد استطاع مؤسسه نجيب ساويرس رجل الأعمال الدؤوب أن يجعل منه وبكل جدارة مهرجانا لأى شئ إلا السينما .فعلى مدار أربع دورات كاملة أتحدى ىأن يذكر لنا أى متابع للمهرجان إسم فيلم واحد من الأفلام التى أتى بها السيد ساويرس لمهرجانه السينمائى وهو بالمناسبة قد أتى بالفعل بأفلام عالمية للمهرجان ولكنه لم يقم بالترويج لها بالشكل المناسب فقد عرضها فى قاعات محدودة لمجموعة الصحفيين الذى تمت دعوتهم للاستحمام والتمتع بجو بحر الجونة الرائع وبالتالى مرت وكأن لم يشاهدها أحد..!
والحقيقة أن السيد ساويرس لم يأبه منذ البداية للأفلام أو ماذا سيجنى من ورائها فهو قد أقام المهرجان لغرض ترويجى لنشاطه السياحى ليس إلا فلو كان يهتم بالجانب الفنى لاستأجر كل دور العرض فى الغردقة أو المسارح ولعرض أفلامه تلك فى دور العرض للجمهور بتذاكر مخفضة ليشاهدها المصريين والأجانب الذين يملأون المدينة السياحية وبذلك يكون قد حقق للمهرجان ولنفسه مكانة فنية رفيعة ولتحدث الجميع عن المهرجان وأفلامه ، ولكنه اختار الأمر السهل والدعاية الأكثر رواجا للسيقان والأجساد العارية فتحدث الجميع عن فساتين النجمات ولم يتحدث أحد عن اسم فيلم واحد من أفلام المهرجان . وقد اهتم المهرجان والذى أراه من وجهة نظرى كرنفالا لعروض الأزياء ذات الماركات المختلفة يرتديها فنانات ذات مستوى متدرج فمنهن الشهيرة ومنهم ايضا النص لبة المهم أن تتمته بقوام ممشوق والقدرة على التعرى بشكل فج يلفت أنظار محبى هذا اللون من العروض بل ونما إلى علم الجميع أن السيد ساويرس قد استقدم مصممى أزياء على نفقته الشخصية لملازمة النجمات واختيار ماسيرتدونه على مدى أسبوع كامل وهن يتمايلن على السجادة الحمراء والتى امتدت لأكثر من مئات الأمتار وقد قبع المصورون أمامها يوميا ينتظرون ظهور الفاتنات الائى تبارين أيهن تبرز مفاتنها أكثر حتى أن إحداهن صرحت فى مقابلة تلفزيونية أنها ضحت بتعبها وجسدها من أجل الجمهور اللى عاوز يتدلع وبسلامتها دلعته على الآخر …!
أسبوع كامل ولاحديث سوى عن صدر هذه وسرة تلك وهانش أخرى حتى ليظن الجميع أننا فى عرض يومى لملابس البحر العارية وليس مهرجانا سينمائيا
أسبوع كامل تبحث فيه عن اسم فيلم أو ندوة نقدية أو مناقشة فنية فلا تجد . أسبوع كامل تبحث عن مطبوعة يومية تحمل نشاط المهرجان اليومى أسوة بالمهرجانات الكبرة المحترمة فلا تجد حتى كان يوم الختام والذى انتظره الجميع كى يرى النجوم الفائزة وافلامهم ظنا منهم أنهم سيرون وسائل الإعلام المرئية والمقروءة وقد سلطت الضوء على هؤلاء الذين ينتظرون لحظة التتويج ويرون فلاشات الكاميرات الصحفية وهى تومض  فى أعينهم وكاميرات القنوات تنقل للعالم هذا الحدث الكبير غير أن إدارة المهرجان وكل من ينتمون لمهنة الصحافة والإعلام كان لهم رأى آخر فقدسلط الجميع الضوء على مسؤولة المهرجان الفنانة بشرى وهى تعلن خطبتها فى حفل الختام لتسرق الكاميرا من الجميع وتضيع أحلام هؤلاء الذين ظنوا أن لحظة التويج هى من ستكون بطلة الختام وستعوضهم عن التهميش الذى تعرضوا له على مدار أسبوع كامل ولكن بشرى كان لها رأى آخر وهى المسؤولة عن المهرجان وتنظيمه  فضرت كرسى فى كلوب حفل الختام لتطفئ فرحة الفائزين ولا عزاء للفن والسينما ولا لوم على النقاد الذين لم يكتب أحدهم سطرا واحدا عن أفلام المهرجان . صاخب المخل عاوز كدا …!

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
زر الذهاب إلى الأعلى