قصيدة فصحى لُقْمَةُ البَوحْ هَذيْ هيَ الضّادُ تبنيْ في المَدىْ صَرْحَا // تُصوّرُ الوَهدَ مِنْ أفكارها سَفْحا تجودُ بالصّلح والإصباحُ غدوتها // فتكشفُ الليلَ من أنوائها صُبْحا يُهذِّبُ النفسَ فيضٌ من قريحتها // فآنسَ القلبَ من نبضِ النّدى صَفْحا يا شُعلةً زنّرتْ خصرَ الدّجى قبساً // لكلّ من رامَ في أفلاكِها سَبْحا يفيضُ منها مدى الإشراقِ منتشياً // ترى المسافاتِ في كلّ المدى فوْحا كأنّها النّهرُ لا جفّتْ منابعُهُ // حطّ الربيعُ على أطرافها رَوْحا يغدو إليها رسولُ الحبِّ في ولهٍ // يرتّلُ الشّعرَ من آياتهِ ضَبْحا إن السرّاةَ أضاءوا الدربَ منْ قبس ٍ // حتّى انطوى الليلُ والإصباحُ قد أضْحى سنّوا الحروفَ لكي تَشفيْ مواجعنا // فبدّلوا الحربَ من صَولاتِهم صُلْحا وقدْ أفاقَ صباحُ الضَّاد مُشتعلاً // فأصبحَ النّورُ من أركانها جُنْحا قدْ قيلَ فيها قصيدُ الشّعرِ قافية ً // طَوىْ الهِجاءَ وامْضى للورىْ مَدْحا يا صهوةَ الذكرِ حَبلُ الله يَجمعُنا // خيرُ الكلامِ بها إن بادَرَتْ بَوحا فقد نزعتِ ثيابَ الليلِ كاملةً // هذا الرداءُ لقد أمضى لنا قبْحا فالشّمسُ تغزلُ أثواباً مُزخْرَفةً // لمنْ يشاءُ مداءاتِ النّدى نُصْحا حتّى ارتدينا ثيابَ الشّمسِ مشرقة ً // كأنّها ثروةٌ زادتْ لنا رِبْحا ثمّ اشترينا سلاحَ الضّادِ يَحرسُنا // فكانَ سيفُ المعاني للمدى فتْحا يشبُّ وهج النّهى من كلّ قافيةٍ // فغرّدَ الشّعر في أرْجائِها صَدْحا والفجرُ أوْحى بطرفِ النور منتصراً // حتّى انبرى الحرفُ من لألائها رُمْحا هذي هي الضادُ لا فضّتْ قواعدُها // فينهلُ النَّاسُ منْ صَولاتها نَضْحا حضارةُ العُربِ إنَّ الضّادَ سادنُها // تبني لنا المجدَ من أطلالها صَرْحا تُقيمُ في شرفةِ العلياءِ من قبس ٍ // يُجمّلُ الأرضَ نوراً يخطفُ اللمْحَا تَرميْ بشُهْبٍ من الأفكارِ خالدةً // ضوءُ البديعِ ارْتقى منْ وهْجِها قدْحا في كلّ شبرٍ يجودُ الحَرفُ سُنبلة ً // فيأكلُ الناس من خيراتِها قَمْحا إنْ هاجتِ الريحُ في أرضي مُحَمْحِمة ً // فصهوةُ الضّاد قد كانتْ لها كَبْحا ممدودةُ الفيضِ بالخيراتِ مترعة ٌ // نضَّاخةُ الحسن تغدو للورى “سَمْحا ” تزيّنُ الأرض بالأنواءِ قابسة ً // تصوّبُ الدّربَ من زلاتنا سَرْحا لها انبرى الشّعرُ والأقلامُ راعفة ٌ // كأنّها بلسمٌ حتّى انطوتْ جُرْحا أسرجتُ من نورها الوضّاء قافيتي // وسقتُ نظميْ شعاعاً للورى شرْحا يبوحُ ثغر الهوى بالشِّعر مُرتَجلاً // أهلاً بألفاظها الفصحىْ ويا مرْحى يا أمّ أنجبتِ من بطنِ الرؤى لغةً // وكلّ حرفٍ بدا جزْلَ النهى فَصْحا