ط
حاوره: الصحفي علي البهلول-مدير مكتب همسة بتونس
الـروائـي عـامـر بـشّـة غـزيـر الإنـتـاج ومـنـتـظـم في كـتـابـاتــه ولــه طـابـعــه الـخـاص فـي الإبــداع الـروائـيّ شـكــلا ومـضـمـونــا… مواضيعه متعددة الأبعاد وهو روائـي تـونـسـي مولـود بـمـديـنـة صـفـاقـس في 15 اكتوبر 1954 وعـضـو اتـحـاد الـكـتّـاب الـتـونـسـيّـيــن وتــمّ تـكـريـمه بنـادي الـشـعـر والـقـصّـة «مـحـمـد الـبـقـلـوطي» 2006 وبنـادي الـفـيـنـيــق الأدبـي بـالـمـركّـب الـشـبـابـي في 2010. أكـمـل تـعـلـيـمه الـثـانـوي ثــمّ تـابع دراســة الآداب والـعـلــوم الإنـسـانـيّـة بـاعـتـمــاد ذاتـيّ … ضـمّـنـه الـنـاقــد مـحـمّــد الـمـحـسـن في كــتــابــه « مـقــاربــات نـقــديّــة» (2009) وقــدّم الأديـب الـمـحـسـن بـن هـنـيّــة سـيـرتـه وتــرجـمـتـه في عـمـلــه «سـيــر وتـراجــم لـروائـيـي تـونــس» فـي نـفـس الـسـنـة وأصـدر الـروايــات الـتـالـيـة: الـبـعـيـــد (1998) فـيـضـان الـثـلـوج (2001) الـبـرج.. وحـوريــة الـوطـن(2003) والـثــلاثـيّـة الـروائـيّــة : في غـابــة الإنـســان (2005) الإنـسـان والـوحـش (2007) زمـن الـمـسـخ (2009) والـروايـتــيـــن: في حـالــة انـتـظــار(2010)خـشــوع تـحـت الـمـطـر (2012) وقــد كـتـب عــنـهـا بـعـض الـنـقــاد والـبـاحـثـيــن.. عــديـــد الـمـقـاربـات والـدراســات كما صدرت له سنة 2013 رواية هروب معلن وسنة 2015 الرواية العاشرة خفقان الحنين.».وبعد تربعه على العشرية الروائية صحيفة همسة التقته وهنأته وسألته وكان نص الحوار التالي
* ” خـفـقـان الـحـنـيــن ” هي روايـتـك الـعـاشـرة ، مـاذا تـقـول عـنـهـا ؟
-هي روايـــة الـكـشـف عـن الـجـســد ضـمـن أســرار الـحـيــاة ، وأيـضـا روايـــة الـثــورة عـلى الـذات فـالـشـخـصـيّـة الـرئـيـسـة فـيـهـا ” خـلــود ” فـتــاة لــم تـمـتــلـــك الـقــدرة الـكـافـيـة عـلـى الـتـحـــدّي لـلـتـغـلّـب عـلى عـوامـل الـخـوف ، والـخـجـل ، والـصّـمـت ، والإذعــان ، الـتـي تـرسّـبـت في نـفـسـهـا مـنــذ طـفــولـتـهـا ، رغــم مـعـانـقـة الـفــرح.. ونـيــل الـنـجـاح.. فـتـثـور عـلى ذاتـهـا ، وتـتـمـرّد عـلى واقـعـهـا فـي بـدايــة طــور الـشـبـاب ، مـتـأثـرة بـالـثـورة الـتـي انـدلـعـت في وطـنـهـا.
*ألاحــظ أنّ مـا بـعـــد الـحــداثـــة هــو الـطـاغـي عـلـى كـتــابــاتـــك الـروائــيّــة مـن خــلال مـشــروع اسـتـنـطـاق الـمـسـكـوت عـنـه ، ومـن خــلال الـتـهـديــم والـتـفـكـيــك ، فـهـل هــذا صـحـيـح ؟
-مـا بـعــد الـحـداثــة ، هـو حـاضـر نـسـبــيّــا في روايــاتـي ، ولـيـس طـاغـيـا إلـى حـــدّ تـصـبـح فـيـه الـروايــة غـامـضـة الـمـعــالـم ، عـسـيــرة الـفـهــم.أمّـا الـتـهــديـــم والـتـفـكـيــك ، وكـســر نـســـق الـزّمــن أيـضــا ، والـتـأثــر بـالـفـنــون.. مـن رســـم تـشـكـيـليّ ، وشـعـر ، ومـسـرح ، ومـوسـيـقـى ، وسـيـنـمـا ، فـهي تـقـنـيـات مـن سـمــات الـروايـــة الـجـديــدة الـتي أبـدعـهـا بـأسـلــوب خــاصّ وبــأشـكــال مـغــايــرة ، وبـمـوضـوعــات كـونـيّـة ، مـع مـحـاولـة الـكـشـف عـن أسـرار الـحـيـاة.. وخـفـايــا الـنـفـس الـبـشـريّــة.
*كـيـف تـقـبّـلـت حـصـول روائـيّ تـونـسـيّ عـلى جـائــزة الـبـوكــر الـعــالـمـيّـة ؟
-بـصـرف الـنـظـر عـن الـمـؤلـف الـذي نــال هــذه الـجـائــزة الـعــالـمــيّــة الـقــيّـمـة ، وعـن روايـتــه ومـحـتــواهـا ، والأسـلــوب والـشـكــل الـلـذيــن كـتـبــت بـهـمـا ، أجـدنـي أبــارك كــل نـجـاح روائــيّ عـربـيّ ســواء في تـونـس ، وطـنـي.. أو في أيّــة بــلاد عـربـيّـة. فـهـذا الـنـجـاح هـو خـطــوة ثـابـتـة نـحـو الـرقـيّ بـالأدب الـعـربـي.. لـيـواكـب سـبــاق الـزمـن.. والـتـطـوّر الـسّــريـع الـذي يـحــدث فـيـه.
*هـل تـرى أنّ عـامـر بـشـة أكـمـل مـشـروعــه الـرّوائـي ؟
-أيّ مـشـروع إبـداعـيّ لا يـكـتـمـل في نـظــري ، بــل قـد يـنـقـطـع بـعـجــز صـاحـب الـمـشــروع عـن الـمـتـابـعـة ، أو بـمـوتــه. ومـشـروعـي الـروائـيّ مـسـتـمــرّ بـمـشـيــئــة الله ، فـي غـيــر اكـتـمــال ، لأنــه مـتـجـــدّد بـتـجـــدّد الـحـيــاة.. ومـتـطـوّر بـتـطـوّر الـواقـع
*هــل لـديــك ، فـعــلا أكـثـر مـن 4000 كـتــاب ، في مـكـتـبـتــك الـخـاصّـة ، كـمـا قـيــل ؟
-أجـل ، يـوجـد في مـكـتـبـتـي مـا يـفـوق 4000 كـتـاب ، كـل عـنـوان مـنـهـا مـخـتـلـف عـن الآخـر ،وجــزء هــامّ مـن هـــذه الـكـتــب أصـبـحـت طـبـعـاتـــه الـيــوم ، نــادرة. وكـذلـــك لــديّ أكـثــر مــن 2000 مـجـلـة مـتـنـوعـة.
*اذن ، كـيـف تـجــد نـفـســك بـيـن هــذا الـكـمّ الـكـبـيــر مـن الـمـبـدعـيــن ؟
-الـمـكـتـبـة في الـبـيـت كـنــز لا يـقــدّر بـثـمـن ، ومـكـتـبـتـي هي عـالـمي الـسـحـريّ.. الـذي عـنـدمـا أدخـلــه أشـعــر بـالـسـمــوّ ، وبـالـقـيـمـة الـحـقـيـقـيّـة لـلـحـيـاة الـتـي عـاشـهـا الـمـؤلـفــون الـذيــن رحـلــوا.. والـذيــن مـا زالـوا يـوصـلــون عـيـشـهـا مـن الأحـيــاء.
*كـيـف كـانـت بـدايــات عـامـر بـشـة ؟
-الـبـدايــة الأولـى كـانـت في الاسـتـمـاع إلـى قـصـص الـمـغــامـرات مـن والــدي ، والانـبـهـار بـهـا ، قـبـل الـدخـول إلـى الـمـدرسـة. والـبـدايــة الـثـانـيـة أثـنــاء الـدراســة في تـعـلّـم الـلـغــة الـعـربـيّـة ،والإعـجـاب بـجـمـالـهــا وقــراءة الـنـصـوص بـحـروفـهــا ، ثــمّ الـقـصـص فـي كـتــب الـمـطـالـعــة.أمّـا الـبـدايــة الـثـالـثـة والـحـاسـمـة فـكـانـت أثـنــاء الـتـعـلـيــم الـثـانــوي ، عـنـــدمـا شــك أسـتــاذ
الـلـغــة الـعــربـيّـة في قـصّـة طـلـب مـن الـتـلامـيــذ أن يـكـتـبــوهـا فـي الـمـنــزل ، فـكـتـبـتـهـا ، أو لـنـقــل أبـدعــتـهـا بـكــل مـا اكـتـسـبــتــه مـن زاد لـغــويّ ، ومـن بــلاغــة ، ومـن أفــكــار ، ومــن إحـســاس بـالآخــريــن ، حـيـث قــال لـي فـي مـلاحـظــتـه ” هــل أنـت جـبـــران خـلـيــل جـبـــران ،لـتـكـتـب مـثـل هــذه الـقـصّـة الـرّائـعـة ؟ عـلى الـتـلـمـيـذ أن يـعـتـمـد عـلى نـفـسـه في الـتـحـريــر ”
كـان عـنـوان الـقـصـة ” مـأسـاة ” ومـن يـومـهـا قـررت أن أصـيــر كـاتـبــا.
*هــل يـمـكـن أن تـكـون مـديـنـة صـفـاقـس عـاصـمـة لـلـثـقـافـة الـعـربـيّـة ؟
-أن تـكـون صـفـاقـس عـاصـمـة لـلـثـقـافــة الـعــربـيّـة ، فـهـذا تـتــويــج لـهـا ولـحـراكـهـا الـثـقـافـيالـذي يـؤثـثـه كـثـيــر مـن الـمـبـدعـيــن فـي مـجــال الأدب وأجـنـاســه الـمـخـتـلـفــة ، وفـي مـجــال الـفـنـون الـجـمـيـلـة بـأنـواعـهـا. وكـذلـك الـنـوادي والـجـمـعـيّـات الـتي تـهـتــمّ بـالـثـقـافـة لـخـدمـةالـوطـن ، ولـلـرقـيّ بـالـمـجـتـمـع إلـى درجـات الـسّـمـوّ فصـفـاقـس قـادرة عـلى هــذا الإنـجـاز الـكـبـيــر ، ولـكـن لـم نـلـمـس إلـى حـــدّ الـسـاعـة اسـتـعــدادا حـثـيـثــا لــه ، ونـحـن عـلى أهــبــة اسـتـقـبـال سـنـة 2016 . أرجــو أن تـكــون هــذه الـمـنـاسـبــة دافـعــا لإبـراز رصـيــدنــا الـثـقـافـي الـثــريّ ، ولـتـعــزيــز انـتـمـائــه إلـى الـحـضـارة العربية الاسلامية
ختاما لك الكلمة:
– لا أقـول كـلـمـة ، أخـي عـلـي.. ولـكـن أتـمـنّـى أن يـعـيـش وطـنـنـا في أمــان دائـــم ، وأن يـنـفــرجاقـتـصـاده ، وتـتـألـق ثـقـافـتـه ، ويـرتـقـي مـجـتـمـعـه إلـى مـسـتـوى الـشـعــوب الـمـتـقـدّمـة.
أقرأ التالي
21 ديسمبر، 2024
منتدى البعاج الثقافي يعقد جلسته الدورية الثقافية محتفيا بالشاعر الناصري العراقي المغترب حكيم جليل الصباغ
20 ديسمبر، 2024
قصيدة : عليكِ السلامُ .. للشاعر الفلسطيني / د. أسامة مصاروة
19 ديسمبر، 2024
د. أحمد كمال يحذر من انتشار مواقع المراهنات الإلكترونية وتأثيرها المدمر على الشباب
19 ديسمبر، 2024
كنزي كسّاب من عالم الجمال الى عالم التمثيل
12 ديسمبر، 2024
بالصور.. «حمد الخزينه» يستعد لخوض تجربة فنية جديدة في مصر
9 ديسمبر، 2024
بعد النجاح الكبير، مسرحية “خيال صحرا” تعود في فترة الأعياد
8 ديسمبر، 2024
بحضور صاحبة السمو الملكي سلطانة يانج موليا تونجو كيرالو ادينا تم تتويج وداد عبد القادر ملكة جمال العرب اسيا ٢٠٢٥ بالعاصمة كوالالامبور ماليزيا
5 ديسمبر، 2024
محمد ناصر: مواقع التوظيف والسوشيال ميديا ضرورية للبحث عن الوظائف
5 ديسمبر، 2024
الإمارات وإستونيا: شراكة وتعاون في رقمنة القطاع الصحي لتعزيز الرعاية المستقبلية
3 ديسمبر، 2024
بمناسبة عيد الاتحاد الـ 53… يوسف احمد يطرح ” فزعة اماراتي”
زر الذهاب إلى الأعلى