أصبحت الأخبار المستفزة أسرع مما تتخيل، تستيقظ صباحاً على خبر غريب، وتبيت مساء على أغرب منه، القراءة بدل من أن تكون وسيلة للإطلاع وتغذية الروح تحولت سبب لحرق الدم والأعصاب، فاجئنا وزير السياحة الأسبق زاهى حواس بخبر غريب الأطوار، مكثت أكرر الخبر مراراً حتى كدت أشك فى قواى البصرية ولكن للاسف كان الخبر صحيحاً حيث خرج علينا ذلك الوزير السابق بطلب علنى يريد فيه منع الأذان من المساجد بحجة أنه يضايق السياح، طلب هذا الرجل صراحة ودون أدنى درجات الحياء طلب واضح وهو أن تصبح المساجد ( سايلنت) حتى يمارس السائح حياته بهدوء وراحة دون صخب من أصوات الأذان المزعجة كما يزعم وأخذ يسترسل قائلا أنه من غير المقبول أن يصيح المؤذن بذلك الصوت العالى ليزعج القوم من السياح خمس مرات يومياً وكأنه يريد أن يقول لنا أن كل مشاكل مصر قد انتهت وتبقى الأذان، شعرت من كلام حواس أنه يتبقى فقط على بلدنا حل مشكلة الأذان كى تدخل الاتحاد الأوربي أو حلف الناتو، كيف تجّرأ أن يطالب بإزالة شعار واضح من شعارات الدين ونداء لركن هام من أركان الإسلام بتلك الطريقة، هل من الممكن بداعى الحريات أن نترك كل من هب ودب يتحدث عن أصول الدين بل ويطالب بالغائها، كيف لهذا فى بلد الأزهر الشريف أن يطلب هذا الطلب الذى لو طلبه فى بلدان أخرى من الممكن أن يُقاضى، لكن فى المقابل هل كانت مشكلة السياح فى الأذان، هل هى طريقة جديدة لدفن الرؤوس فى الرمال والهروب من المشاكل الحقيقية, يتعرض السياح لأقصى درجات النصب والاحتيال من معظم الفئات سواء باعة أو سائقين أو حتى أصحاب شركات وترك الوزير هذا وانتبه للاذان، هل سيؤذى السائح صوت الأذان ولا يؤذيه شكل التكاتك التى تسير بطريقة عكسية وضح النهار، هل يتضايق السائح من شكل المساجد ولا يتضايق من شكل الباعة الجائلين الذين يصرون على البيع لهم فى الشوارع والطرقات بالقوة، هل نظافة الكثير من الطرقات وأماكن الخدمة والراحة كانت فى أكمل وجه حتى يلفت نظر هذا السائح صوت الأذان، اتمنى يا سيادة الوزير لو أنك انقذت السائح من عامل البازار وحارس المسجد اللذان نصبا على أحد السياح فى واقعة حديثة وشهيرة وتم اخذ مال من ذلك السائح الساذج كى يطلع لمئذنة مسجد أثرى مع أن هذا الطلوع مجاناً، كان أولى لك أن تحافظ على هؤلاء السياح من رجال السياحة الذين يزعجون هؤلاء السياح أكثر من صوت الأذان، يا سيادة المسئول السابق إن نداء الحق لا يزعج، يا معالى الوزير المحترم إن أصوات التكبير والتهليل لا تضايق أحد أم ترى انك لا تسمع أصوات الاغانى الهابطة فى التكاتك وسيارات الأجرة، للأسف كان تصريح غير موفق، ان كان ولابد فالتزم الصمت أنت أفضل من أن يصمت صوت الحق والخير.
د/ محمد كامل الباز
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا علاقة له بسياسة النشر بالموقع