كتب / أنيس بوجوارى
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
سألني أحدهم ماهو سبب كلامي الدائم عن مصر ولماذا كل هذا الحب وهل هناك أسباب تكمن خلف تلك عبارات الغزل بها ..؟!
حين كنت طفلآ لا اتجاوز السادسة من عمري ومرورآ بسنوات الطفولة اللاحقة كان والدي دائمآ مايصحبني أنا وأسرتي لزيارة مصر في كل أجازة صيفية بحكم أن والدتي من أصول مصرية كنت انتظر تلك الفترة القصيرة التي لاتتجاوز الشهر تقريبآ بسبب ارتباط والدي بعمله في أحد شركات البترول ببنغازي , تعلق قلبي منذ الصغر بتلك الدولة الحاضنة عشقت شوارعها وأماكنها المختلفة وبلاشك أهلها الطيبين وكانت نهاية الإجازة بالنسبة لي بمثابة حزن كبير يسكنني لأنني اتمنى لو تطول المدة لفترة أكبر , لم أكن كباقي الاطفال يستهويني الكارتون أو برامج الاطفال فقد تعلقت بعالم السينما المصرية منذ وقت مبكر وأحببت شوارع وتفاصيل الحياة المصرية أكثر وأكثر من خلال الأعمال الفنية السينمائية أو الدرامية
وظل بداخلي حلم صغير يروادني بأن استقر هناك , مع مرور الأيام ودراستي في طب الاسنان التي لم احب الدراسة فيها ازداد ذلك الحلم بداخلي خصوصآ مع حبي الكبير للكتابة والتأليف بل أنني اذكر جيدا حين كنت في الصف الثالث الابتدائي اشتركت بمسابقة للكتابة فزت فيها بالمركز الأول وقالت لي معلمتي وقتها( هدى) أنه سيصبح لي شأن كبير في عالم الكتابة ورشحت لي مصر لأنها بلد للثقافة , عندما سمحت لي الظروف استقرت بي الحياة على أرض مصر لأشكل صداقات وعلاقات أغلبها ناجحة لم ولن يكن فيها يومآ ما ضغينة أو عنصرية أو كره بل إن البعض دائم السؤال بشكل شبه يومي ,حتى تلك الهفوات العابرة لم تؤثر ولو بنسبة واحد بالمئة على حبي لمصر
مصر حكاية حياة بالنسبة لي ليل القاهرة ونهار اسكندرية وسحر الزحام لا يعكر صفوه أي شيء
تظل هي قلب نابض وشريان حيوي كلما ضاقت بي الايام وتمشيت بأحد شوارعها بمثابة عودة لنقطة صفو المزاج