الطريق إلى إسطنبول” هو أحدث أفلام المخرج الجزائري رشيد بوشارب الذي من المقرّر أن يصنع الحدث السينمائي الجزائري والعربي هذا العام فرغم التكتم الكبير الذي حرص عليه المخرج خلال تصوير فيلمه الذي يتناول موضوع تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” إلا أن بعض التقارير السينمائية العالمية كشفت مؤخرا عن كواليس الفيلم الذي شارك في كتابة نصه الروائي الجزائري ياسمينة خضرا رفقة السيناريست الفرنسي أوليفييه لوريل الذي سبق أن شارك بوشارب في كتابة فيلم “أنديجان” وقد حاز أوليفييه لوريل على جائزة “السيزر” لأفضل كاتب سيناريو أصلي كما تشارك الكاتبة الفرنسية زو غالورون رشيد بوشارب للمرة الثانية في كتابة أحد أفلامه بعد أن كانت لها لمستها الخاصة في كتابة فيلم “لندن ريفير” سنة 2009 .
و وسط أخبار وعناوين كهذه التحاق ثماني تونسيات، جزائريات، مصريات بتنظيم داعش” جاءت فكرة الفيلم “الطريق إلى إسطنبول” الذي تعلق عليه شركة الإنتاج السينمائي الفرنسية “آل دريفر” آمالها هذه السنة من أجل أن تصنع التميز رفقة الرؤية الإخراجية للمبدع السينمائي الجزائري رشيد بوشارب الذي اختار منعرج الأوضاع الأمنية والإرهاب العالمي والتطرف من أجل أن يطرق أبواب كبريات المهرجانات العالمية ورفقة الممثلة البلجيكية آستريد دوتنل التي تشارك في بطولة الفيلم حيث تؤدي دور الأم رفقة الممثلة البلجيكية الشابة بولين بولرلي التي اشتهرت بأدائها لدور المغنية الفرنسية الشهيرة إيديت بياف في فيلم “لا موم” سنة 2007 رفقة المخرج الفرنسي أوليفي دهان .
وها هو بوشارب يراقب خلال عمل يواكب الأوضاع التي تعيشها العالم الجوائز السينمائية العالمية ربما السعفة الذهبية أو الدب الألماني السينمائي الذهبي فأحلام هذا المخرج الجزائري الأسمر النحيف عالمية منذ البداية إلى حدود الأوسكار والبوكس أوفس كيف لا وهو المخرج العربي الوحيد الذي حقق خلال العشر سنوات الأخيرة أعلى مستوى من الإيرادات عبر فيلم واحد فرشيد بوشارب هو من ترك السؤال معلقا أمام أعين المخرجين العرب والجزائريين “هل يوجد في تاريخ السينما الجزائرية المعاصرة أن حقق فيلم جزائري ثلاثة ملايين تذكرة؟”.. طبعا لا فهذا الرقم الذي وصل إليه فيلم أو “أنديجان” الذي صدر عام 2006 رشحه إلى جائزة الأوسكار كأفضل فيلم بلغة أجنبية .
فهل يتحوّل فيلم “الطريق إلى إسطنبول” إلى “الطريق إلى مهرجان كان”؟ هذا ما ستكشف عنه الدورة القادمة لمهرجان “كان” السينمائي بعد أن دخل فيلم رشيد بوشارب مرحلة جد متقدمة من المونتاج الذي سيقدم سنة 2016 واحدا من أهم الأفلام العربية بهوّية مخرجه الجزائري بوشارب بفيلمه الجديد الذي “يهدف من خلاله إلى تسليط الضوء على حنان الأم مستغلا كل مشاعرها من أجل تعرية وحشية الإرهاب العالمي” تماما كما تحكي القصة التي تسرد حكاية أم وابنتها التي تقرّر الانضمام إلى تنظيم “داعش” بمجرد بلوغها السن القانوني لكن المرأة الأم التي تعيش وحدها لا تستسلم من أجل استرجاع ابنتها امرأة مطلقة وقد تخلت عنها السلطات رغم الألم لكنها لا تيأس وتحاول إقناع ابنتها بالعودة إليها.
فرشيد بوشارب كمخرج خجول بطبعه لا يلتفت كثيرا إلى الوراء بل يمضى في اتجاه واحد وهو “النجاح” أو البحث عنه بكل السبل فقد أضاع وهو في “الطريق إلى إسطنبول” الكثير من أوراق النقد ولم ينتبه إلى طيف الفيلم الجديد القادم هذه المرة بنكهة القهوة الصباحية .
سنقول الكثير عن رشيد بوشارب، ونقرأ، ولكنه لا يعبر الحدود “مجانا” فالمخرج الجزائري الذي لا يحب الظهور الإعلامي كثيرا يفضل العمل في صمت لم يقدم الكثير من التفاصيل عن الفيلم ولكن الشركة الفرنسية المنتجة “آل دريفر” كشفت أن الفيلم رحلة في طريق إلى سوريا رفقة العديد من الآباء الذين فقدوا أطفالهم. وقد اختار رشيد بوشارب عاطفة الحب والتضحية من أجل أن يقدم رؤيته السينمائية رفقة الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا فكان الاختيار على مشاعر الأمومة هي الأقرب إلى تفسير الأوضاع في سوريا وهي التي تختزل العالم ….. , لهذا فالقصة تبدأ عندما تتلقى الأم اتصالا هاتفيا من رجال الشرطة يبلغونها بأن ابنتها الوحيدة “إيلودي” البالغة من العمر 20 سنة قرّرت الانضمام إلى تنظيم ما يسمى ”الدولة الإسلامية” “داعش” لتصل إلى حالة من الصدمة لا يمكنها أن تفسر هذا القرار الخطير لكنها تقرّر السفر إلى سوريا للبحث عن ابنتها وإقناعها بالعودة إلى بلجيكا ويستمر الفيلم عبر طرح سؤال واحد “هل يتحقق الحلم وتعود إيلودي؟”.