وَ يَمْضِي مِنْ الْعُمْرِ شُهُورٌ وَ عُقُودٌ. وَ أَيَّامٌ تَسِيلُ بِانْسِيَابِهَا الْمَعْهُودِ، تمر بِحَيَاتِي أُمُور جَمَّة، تمَلَأ الْقَلْبَ عِشْقًا وَغَمًّا. وَ عُقُوقُ صَدَاقَاتٍ غَابَ عَنْهَا الْوَفَاءُ.
فَوَجَدْتُ أَنَّ بُذُورَ الْخِيَانَةِ تَنْبُتُ فِي الْقُلُوبِ الضَّعِيفَةِ . وَ الرُّوح الْخَبِيثَةِ. وَنُفُوسٌ تُبَالِغُ بِالْأَنَا. تُرِيدُ الْحَيَاةَ لَهَا وَحْدَهَا. تَرْتَدِي أَقْنِعَةً خدَاعَةً تَسْتُرُ خَلْفَهَا أَنَانِيَة وَنِفَاق. تُحَطِّمُ أَفْئِدَةً هَادِئَةً مُطْمَئِنَةً.
تُخُونَنَا الصَّدَاقَةَ ، وَ الرَّحْمَةُ تُعْرَضُ عَنَّا. وَ الْقَلْبُ الْمَكْلُومُ تَقْطَعُهُ سُيُوفُ الْغَدْرِ.
أَتَسَاءَلُ : هَلْ أَعِيشُ شَاحِبَ الْوَجْهِ بِحُزْنٍ عَمِيقٍ ؟
هَلْ أَحْيَا كَئِيبًا مُلْتَاعًا وَحِيدًا بِلَا صَدِيقٍ؟
هَيْهَاتَ أَنْ تَهْبِطَ السَّمَاءُ ، وَ زُهْرُ الرَّبِيعِ لَا يَفُوحُ أَرِيجُهُ لِأَجْلِيَ.
مِنْ بَيْنِ نِبَالِ إِفْكٍ وَ أَشْوَاكُ مَكْرٍ تَدْمِي جَسَدِي وَ تَشُجُّ مُهْجَتِي. أَشُقُّ دِرْبِي
وَ اتَّقِي لَدْغَ الْأَفَاعِي وَلَسَعِ الْعَقَارِبِ بِدُرُوعِ الصِّدْقِ وَ الْإِخْلَاصِ.
أُدَاوِي جُرُوحِي بِتِرْيَاقِ الصَّبْرِ وَ أَتَغَلَّبُ عَلَى مَوْطِنِ ضَعْفِي بِتَقْوِيَةِ قَلْبِي وَإِثْرَاءِ الثِّقَةِ بِنَفْسِي. وَ اضْرِبْ كُلَّ وَهْمٍ بَاعِثٌ لِلْيَأْسِ عرْضَ الْحَائِط.
وَ لَن اتْرُك الْعَطْفَ وَ الرَّحْمَةَ وَ التَّضْحِيَةَ .أو انْقَادَ وَرَاءَ غَرِيزَةِ الْأَنَا.
أَوَاجَه ظَلَام السَّدِيم بِابْتِسَامَةٍ هَادِئَةٍ ، وَ أَتَخَيَّلُ ، مَا مِقْدَارُ الظُّلْمَةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يَجْتَازَهَا الْإِنْسَان لِدُخُولِ عَالَمٍ به نُّور الصدق مشرقة؟
أَنْوَرُ الْخَالِدِ