ط
الشعر والأدب

بَيْنَ ظَلَامِ النِّفَاقِ وَنُورِ الصِّدْقِ .خاطرة بقلم الكاتب / أنور الخالد . سوريا

 

وَ يَمْضِي مِنْ الْعُمْرِ شُهُورٌ وَ عُقُودٌ. وَ أَيَّامٌ تَسِيلُ بِانْسِيَابِهَا الْمَعْهُودِ، تمر بِحَيَاتِي أُمُور جَمَّة، تمَلَأ الْقَلْبَ عِشْقًا وَغَمًّا. وَ عُقُوقُ صَدَاقَاتٍ غَابَ عَنْهَا الْوَفَاءُ.

فَوَجَدْتُ أَنَّ بُذُورَ الْخِيَانَةِ تَنْبُتُ فِي الْقُلُوبِ الضَّعِيفَةِ . وَ الرُّوح الْخَبِيثَةِ. وَنُفُوسٌ تُبَالِغُ بِالْأَنَا. تُرِيدُ الْحَيَاةَ لَهَا وَحْدَهَا. تَرْتَدِي أَقْنِعَةً خدَاعَةً تَسْتُرُ خَلْفَهَا أَنَانِيَة وَنِفَاق. تُحَطِّمُ أَفْئِدَةً هَادِئَةً مُطْمَئِنَةً.

تُخُونَنَا الصَّدَاقَةَ ، وَ الرَّحْمَةُ تُعْرَضُ عَنَّا. وَ الْقَلْبُ الْمَكْلُومُ تَقْطَعُهُ سُيُوفُ الْغَدْرِ.

أَتَسَاءَلُ : هَلْ أَعِيشُ شَاحِبَ الْوَجْهِ بِحُزْنٍ عَمِيقٍ ؟

هَلْ أَحْيَا كَئِيبًا مُلْتَاعًا وَحِيدًا بِلَا صَدِيقٍ؟

هَيْهَاتَ أَنْ تَهْبِطَ السَّمَاءُ ، وَ زُهْرُ الرَّبِيعِ لَا يَفُوحُ أَرِيجُهُ لِأَجْلِيَ.

مِنْ بَيْنِ نِبَالِ إِفْكٍ وَ أَشْوَاكُ مَكْرٍ تَدْمِي جَسَدِي وَ تَشُجُّ مُهْجَتِي. أَشُقُّ دِرْبِي

وَ اتَّقِي لَدْغَ الْأَفَاعِي وَلَسَعِ الْعَقَارِبِ بِدُرُوعِ الصِّدْقِ وَ الْإِخْلَاصِ.

أُدَاوِي جُرُوحِي بِتِرْيَاقِ الصَّبْرِ وَ أَتَغَلَّبُ عَلَى مَوْطِنِ ضَعْفِي بِتَقْوِيَةِ قَلْبِي وَإِثْرَاءِ الثِّقَةِ بِنَفْسِي. وَ اضْرِبْ كُلَّ وَهْمٍ بَاعِثٌ لِلْيَأْسِ عرْضَ الْحَائِط.

وَ لَن اتْرُك الْعَطْفَ وَ الرَّحْمَةَ وَ التَّضْحِيَةَ .أو انْقَادَ وَرَاءَ غَرِيزَةِ الْأَنَا.

أَوَاجَه ظَلَام السَّدِيم بِابْتِسَامَةٍ هَادِئَةٍ ، وَ أَتَخَيَّلُ ، مَا مِقْدَارُ الظُّلْمَةِ الَّتِي يَجِبُ أَنْ يَجْتَازَهَا الْإِنْسَان لِدُخُولِ عَالَمٍ به نُّور الصدق مشرقة؟

 
أَنْوَرُ الْخَالِدِ

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى