كتب / محمد زهران
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أنت جميلة قوى يا ست صفية
عم محمود فوتو كوبي صاحب محل تصوير مستندات رجل يصارع الانقراض، دوما يسأل عن سبب انقراض الديناصورات ويتابع بقلقٍ بالغ قرب انقراض الحوت الأزرق ويتأكد له أن السبب هو عدم التكيّف مع البيئة المحيطة هو أيضا لا يستطيع التأقلم مع واقع ينضح بالماديات ويحاصره القبح من كل جانب يتابع صفحات الوفيات بشكل يومي فيجد أن كل من مات باسم (محمود) وهي دلالة قوية علي (أنه آخر إصدار من جيله) ينقطع معاشه الشهري لشهور فلا يهتم ولا يتحرك الي مقر عمله السابق لمعرفة الأسباب في دار الهلال إلا بعد أن حاصرته ضائقة مالية فقبل خروجه للتقاعد (سن المعاش) كان أحد العاملين في قسم الجميعة بدار الهلال وهي مهنة انتهت وانقرضت من الصحافة بعد تطوير المنظومة باستخدام المقالات عبر منظومة إلكترونية، ولا يغضب منى البعض حين أقول أن مهنة الصحافة الورقية هى الأخري مرشحة بقوة للانقرض في القريب وهى تقريبا انتهت في بعض الدول وقد قرأت مقالا للكاتب اللبنانى سمير عطالله عن بحثه لساعات عن جريدة واحدة ورقية في كل شوارع باريس ولم يجد!
الفيلم في العموم استطاع أن يلامس الجميع فهو حافل بالمقتنيات واللوح والملابس القديمة حتي لافتة المحل مكتوبة عند خطاط والفيلم يحث على التقارب مع كبار السن ليزيد من الأواصر الاجتماعية، ويمتص العديد من السلبيات والمشاكل التى سبقونا هم اليها ووجدوا لها بعض الحلول،الفيلم يذهب إلي أعماق النفس البشرية بمهارة مقعنة علي أثر تسارع الأحداث الزمنية في عصرنا الحالي وما الحقته بنا الفيلم فاز بعدة جوائز ابرزها فوز الفنان محمود حميدة بجائزة أفضل ممثل عن دوره بمهرجان كازان الدولي بروسيا ، الفيلم سيناريو وحوار هيثم دبور ، وإخراج تامر عشري