ط
مقالات وأعمده

تعالي أعزمك على قهوة … !!!

بقلم : محمد ماهر

أطلقت عنان فكرها و هي تحاول أن تخلد للنوم الذي لا يأتي و تسأل نفسها ماذا فعلت و ماذا حققت في حياتي و تجيب لاشئ حدث و لا شئ يتحقق .. حياة روتينيه لا يكسر مللها أي حدث .. إذا لماذا لا أصنع الحدث .. ولماذا لا أكسر هذا الملل وهذه الرتابه و أنعش حياتي بحدث يهز كل ما حولي . هداها تفكيرها للحدث .. وابتسمت ابتسامة الرضا التي لا تخلو من بعض المكر و الكيد الذي وصف به جنسها .. راحت في نوم عميق و استيقظت وهي تعلم تماما ماذا ستفعل .. تأنقت وارتدت أكثر ملابسها إثاره و أعدت كاميرا هاتفها لتوثق اللحظات التي ستصبح الحجر الذي سيحرك الماء الراكد وخرجت إلى الشارع لتأتي اللحظه التي انتظرتها وخططت لتوثيقها .

هو أيضا خرج من بيته وركب سيارته ولم يهتم كثيراً لأن يكون على سنجة عشره لأنه اعتاد أن يحصل على فريسته ببعض الكلمات السهلة التي كثيرا ما تفلح في الإيقاع بالعديد من الفتيات اللاتي يبحثن عن سهرة أو مجرد تقضية وقت لطيف مع أي شخص يبدو عليه الاستعداد لتحمل تكاليف السهرة . التقت الرغبتان معا رغبة الفتاه في جذب الإنتباه ورغبة الشاب في الحصول على فتاة جديدة يقضي سهرته معها .. مرت من أمامه وكما اعتاد أن يفعل مع غيرها فعل معها .. فقط قال لها تعالي اعزمك على قهوة .. وثقت الحدث بكاميرا التليفون ونشرته على شبكات التواصل ليحقق في وقت قليل كم كبير جدااااا من المشاهدات و الانتشار .. ليتحول حدث عادي يحدث يومياً في مختلف الأماكن في مصر وخارج مصر لحديث الساعة على كافة المواقع والبرامج ويشتهر أطراف الحدث شهرة كبيرة لم يحلم أي منهم أن يحصل على ربعها .

وفجأه يصبح الشاب نجماً تبحث عنه الأيادي التي تعبث بكل شئ في البلد وتبحث عن مصلحتها متخطية أي أعراف أو مبادئ ويتم الإعلان عن التعاقد معه لإعلان لإحدي شركات القهوة .. وليتخطى الأمر مجرد إعلان إلى محاولة احدي شركات الإنتاج للتعاقد معه للتمثيل في السينما والتلفزيون … !!! ويتحول حلم الفتاة من مجرد صناعة حدث إلى صناعة نجم سيلمع في سماء الشهرة .

وليلفت هذا الحدث الإنتباه لأبعاد خطيرة يجب التوقف أمامها كثيراً و البحث فيها واتخاذ ما يلزم لإيقاف كل ما هو سلبي وأن يتم حساب كل هؤلاء العابثين .

ما أعرفه أن هناك قوانين تعاقب المتحرشين وتشمل التحرش بكافة أنواعه سواء كان لفظيا أو ماديا .. وما قامت الفتاة بتوثيقه بكاميرا تليفونها كان مكانه الطبيعي هو دليل مرفق بمحضر في قسم الشرطة وليس صفحات التواصل .. وأن يتم نشر صورة هذا المتحرش وهو مقبوض عليه تمهيدا لمحاكمته و مجازاته على فعله .. لم تقنعني الفتاة بما فعلت و لا أشفق على الشاب لأنه لم يحصل على التربية الكافية التي تجعله يحترم نفسه قبل أن يحترم الفتيات اللاتي يعترضهن يوميا في الطرقات .. و لم تعجبني أيضا طريقة تفكير شركة الاعلانات التي أرادت استغلال الحدث ولا شركة الإنتاج التي أرادت تحويل المجرم إلى بطل .. وتحويل كل شاب يسير في الطريق إلى نجم و المفتاح بسيط جدا ..

تعالي أعزمك على قهوة.. !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى