كتبت / أنيسة اليوسفي*
مدينة الحياة رغم الموت الذي يغمرها من كل جانب …يتخطف أبناءها المتعبين .ويعبث القهر بكثير من أبنائها البسطاء.. حين توصد في وجوهم كل سبل الحياة لا العيش ..هم لا يرتجون فضلا من أحد !, ليبقوا على قيد الحياة، يريدون فقط رواتبهم ..لعيشوا بكرامة ،ـ اختزلوا كل معاناتهم بعبارة موجزة (الراتب حياة )
وما استشعرت شرعيتنا ولا حكومتنا حجم الكارثة !
كم تُجرمون في حق مدينتنا يامن نَعُدّكم منا وأنتم وعدّونا تمارسون في حقنا كل أنواع الظلم والضَيم والقهر والإبادة.
ولكم أن تسألوا الجرحى والمرضى وكل الجياع في هذه المدينة إن كنتم تجهلون !!!!!
كم من الأرواح غادرت قهراً واحتياجا ، الجوع يقتل أهل مدينتي ويجعل أعزتها أذلة وهيهات أن يذلوا.
الوضع الراهن دفع بالبعض ممن قست عليهم الظروف للانتحار رأينا منهم أطفالا ورجالا ونساء هروبا من جحيم المعاناة .
وإن جلنا بنظرنا إلى وضع مأساوي آخر لكان وضع مستشفى الثورة ، هي أيضا تشكو إلى الله
حالها ، الموت يتخطف المرضى في غرفة العناية المركزة ..وغرفة العمليات ومركز غسيل الكلى لمرضى الفشل الكلوي وكل الأقسام نظرا لعدم توفر مادة الديزل .
ممرضون ومرافقوا مرضى وأطباء يستنجدون في أيام العيد لأجل إنقاذ المرضى والجرحى من الموت .
مرضى وجرحى ومرهقين أحزانهم أكبر من أفراح العيد وآلامهم أوجع من بهجته
الموت هو الرائج الوحيد يترصد أبناء المدينة أصحاء ومرضى .. و لا أدري أين شرعيتنا من هذا كله ؟ إن كان رئيسنا في انشغال دائم بسبب أعماله فأين المعنيون من الحكومة وأعضائها ؟ !
لم كل هذا الصمت تجاه هذه المدينة التي أعطتهم كل ما تملك ولم يعطوها حتى شربة ماء ؟!، فلماذا كل هذا العِداء ؟ ولماذا كل هذا الحقد؟ فإذا تجرد كل أولئك من المسئولية فأين أبناؤها من الوزراء؟
فإن كنا لن نلوم البعيدين فإننا سنلوم وسنعاتب وسنطالب القريبين من أبنائها بأن يقوموا بدورهم المرجو وإذا لم فليرحلوا بعيدين عنها ولا يدّعون الانتماء اليها فليذهبوا غير مأسوف عليهم.
*رئيسة مؤسسة خطوات للتنمية الإنسانية