———————————-
( أفضل ثلاثة أبيات في النقائض لجرير و الفرزدق و الأخطل )
و طلاق زوجة الفرزدق بسبب مفاضلة عبد الملك بن مروان لجرير علي الفرزدق في المساجلة الشعرية
قال الفرزدق:
أنــا الـقطـران والشعراء جربى …………وفي الـقطـران للجربى شفاءُ
وقال الأخطل:
فـإن تـكُ زِقَّ زامـلـةٍ فــإنـي…………أنـــــا الـطـاعون ليـس لـــه دواءُ
وقال جرير:
أنــا الـمـوت الذي آتي عليكم ……………..وليـس لـهارب مـنه نـجـاءُ
===
لقد عرف شعرنا العربي بجانب أغراضه العديدة و أشكاله و ألوانه و أجناسه و مدارسه و مذاهبه — المعلقات و الموازنة و المعارضة و المساجلات فن ظهر في العصر الأموي ألا و هو ” النقائض ” علي يد فرسان ثلاثة – جرير – الفرزدق – الأخطل ” شكلوا جبهة اضافت للشعر العربي رونقا جميلا ظل في تراثنا حتي اليوم —
فهي لون من الهجاء الصريح في حلبة يشهدها عشاق هذا اللون برغم أن الاسلام هذب الكلمة و أعطي لها لونا جديدا لكن الرثاء و الهجاء و الغزل ظل ثالوثا يشتهي الشاعر و المتلقي في مجالات تتطلبه دائما
شعر النقائض :
إن أول ظهور لمصطلح (النقض) كان في العصر الأموي، وتحديدا فيما عرف بـ النقائض ، وهي تلك المعارك الشعرية التي دارت رحاها بين عدد من الشعراء في العصر الأموي، وكان فرسانها الأخطل وجرير والفرزدق، حيث يكتب الشاعر قصيدة في هجاء خصمه، فيرد الخصم ناقضا هذه القصيدة مع التقيد بوزنها وقافيتها،، و قد تركزت النقائض في العصر الأموي على غرض الهجاء تحديدا حيث كان الشاعر لايصبر على هجاء خصمه فيجيبه بقصيدة أخرى اكثر اقذاعا وافحاشاً . وقد كان الشاعر يتجه نحو خصمه بقصيدة هاجيًا ، فيعمد الآخر إلى الرد عليه بشعر مثله هاجيًا ملتزمًا البحر والقافية والرَّوِيَّ الذي اختاره الشاعر الأول , ومعنى هذا أنه لابد :
– من وحدة الموضوع فخرًا أو هجاءً أو غيرهما , ولابد
– من وحدة البحر، فهو الشكل الذي يجمع بين النقيضتين ويجذب إليه الشاعر الثاني بعد أن يختاره الأول , ولابد كذلك
– من وحدة الرَّوي لأنه النهاية الموسيقية المتكررة للقصيدة الأولى، وكأن الشاعر الثاني يجاري الشاعر الأول في ميدانه وبأسلحته نفسها .
هو أن يتجه شاعر إلى آخر بقصيدة هاجيًا، فيعمد الآخر إلى الرد عليه بشعر مثله هاجيًا ملتزمًا البحر والقافية والرَّوِيَّ الذي اختاره الشاعر الأول. ومعنى هذا أنه لابد من وحدة الموضوع؛ فخرًا أو هجاءً أو غيرهما. ولابد من وحدة البحر، فهو الشكل الذي يجمع بين النقيضتين ويجذب إليه الشاعر الثاني بعد أن يختاره الأول. وكذلك لابد من وحدة الرَّوي؛ لأنه النهاية الموسيقية المتكررة للقصيدة الأولى، وكأن الشاعر الثاني يجاري الشاعر الأول في ميدانه وبأسلحته نفسها .
من أجمل المفاضلات الشعرية.
اجتمع الفرزدق والأخطل وجرير عند عبد الملك بن مروان وكان هذا الأخير قد خصص جائزة لأفضل بيت من ثلاثة أبيات يقولها هؤلاء الشعراء:
قال الفرزدق:
أنــا الـقطـران والشعراء جربى …………وفي الـقطـران للجربى شفاءُ
وقال الأخطل:
فـإن تـكُ زِقَّ زامـلـةٍ فــإنـي…………أنـــــا الـطـاعون ليـس لـــه دواءُ
وقال جرير:
أنــا الـمـوت الذي آتي عليكم ……………..وليـس لـهارب مـنه نـجـاءُ
فحكم عبد الملك لجرير على اعتبار أنّ الموت يأتي على كل شيء، فأقسم الفرزدق بالطلاق على زوجه إن لم يقلْ شعراً لا يستطيع جرير التفوق عليه فيه، فقال:
فإنّي أنا الموتُ الذي هو واقعٌ ………….بنفسكَ فانظر كيفَ أنتَ مـزاوله
ومـا أحـدٌ يـا ابـنَ الأتان بـوائل ………..من الموتِ إنَّ الموتَ لا شكَّ نائله
فرد جرير بقوله:
أنا البدرُ يُعشي نور عينيكَ فَالتمس….بكفيكَ يا ابنَ القين هل أنتَ نائله
أنا الدهرُ يُفني الموتَ والدهرُ خالدٌ…..فجئني بمثلِ الدهرِ شيئاً يُطاوله
فحكم عبد الملك لجرير أيضاً، وطلّق زوج الفرزدق. و من ثم خسر الشاعر الحلبة و طلق زوجته التي ليس لها ذنب بسبب الرهان و التباري سباق شعري يستهوي الحضور و الباحث عن هذا اللون بنهم حقا —-
و الخلاصـــة :
المفاضلات الشعرية من تحريض الشعراء على تقديم الأفضل والأمثل.في هذا المضمار المتفرد في شعرنا العربي حتي اليوم —-
فقد ساهم الخليفة الاموي ( عبد الملك بن مروان )صاحب الشخصية القوية و الأدبية العاشق لفن الشعر المتميز و قد أجاز الشعراء في لقاءات عدة من قبل و بعد في ضيافته بجانب أمور الحكم — مما جعله في رأي الكثير من النقاد — أنه كان سببا عظيما في تحولات و اتجاهات النقد العربي فكان ثمرة هادفة المذاق نادرا ما نلمح هذا في أدبنا المعاصر لفتح ساحات الادب في قصور الحكام فقد أعمت السياسة و الاقتصاد و الخلافات قيمة الابداع —-
هذه لمحة سريعة علي فن المساجلات و المطارحات الشعرية ” النقائض ” فكل شاعر يريد أن ينقض أي يهدم ما بناه الذي سبقه من القاء في نفس الموضوع و الغرض و الوزن و القافية كما فعل الفرسان الثلاثة من خلال معارك أدبية راقية بالكلمة و من هنا أتوا جميعا بالسبائك الشعرية النادرة اضافة الي شعرنا العربي الخالد —
نتمني نكون قد ألقينا جانبا مضيئا لهذا الموضوع الشيق فهذا المقال فاتحة للولوج لهذا الفن الواسع لمن أراد ان يوغل فيه برفق كي يتعرف علي الكثير و الكثير فجاء بمثابة مدخلا او فاتحة لهذا الفن الجميل الرائع و النادر في وقتنا المعاصر —-
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
===
لقد عرف شعرنا العربي بجانب أغراضه العديدة و أشكاله و ألوانه و أجناسه و مدارسه و مذاهبه — المعلقات و الموازنة و المعارضة و المساجلات فن ظهر في العصر الأموي ألا و هو ” النقائض ” علي يد فرسان ثلاثة – جرير – الفرزدق – الأخطل ” شكلوا جبهة اضافت للشعر العربي رونقا جميلا ظل في تراثنا حتي اليوم —
فهي لون من الهجاء الصريح في حلبة يشهدها عشاق هذا اللون برغم أن الاسلام هذب الكلمة و أعطي لها لونا جديدا لكن الرثاء و الهجاء و الغزل ظل ثالوثا يشتهي الشاعر و المتلقي في مجالات تتطلبه دائما
شعر النقائض :
– من وحدة الموضوع فخرًا أو هجاءً أو غيرهما , ولابد
– من وحدة البحر، فهو الشكل الذي يجمع بين النقيضتين ويجذب إليه الشاعر الثاني بعد أن يختاره الأول , ولابد كذلك
– من وحدة الرَّوي لأنه النهاية الموسيقية المتكررة للقصيدة الأولى، وكأن الشاعر الثاني يجاري الشاعر الأول في ميدانه وبأسلحته نفسها .
هو أن يتجه شاعر إلى آخر بقصيدة هاجيًا، فيعمد الآخر إلى الرد عليه بشعر مثله هاجيًا ملتزمًا البحر والقافية والرَّوِيَّ الذي اختاره الشاعر الأول. ومعنى هذا أنه لابد من وحدة الموضوع؛ فخرًا أو هجاءً أو غيرهما. ولابد من وحدة البحر، فهو الشكل الذي يجمع بين النقيضتين ويجذب إليه الشاعر الثاني بعد أن يختاره الأول. وكذلك لابد من وحدة الرَّوي؛ لأنه النهاية الموسيقية المتكررة للقصيدة الأولى، وكأن الشاعر الثاني يجاري الشاعر الأول في ميدانه وبأسلحته نفسها .
من أجمل المفاضلات الشعرية.
و الخلاصـــة :
المفاضلات الشعرية من تحريض الشعراء على تقديم الأفضل والأمثل.في هذا المضمار المتفرد في شعرنا العربي حتي اليوم —-
نتمني نكون قد ألقينا جانبا مضيئا لهذا الموضوع الشيق فهذا المقال فاتحة للولوج لهذا الفن الواسع لمن أراد ان يوغل فيه برفق كي يتعرف علي الكثير و الكثير فجاء بمثابة مدخلا او فاتحة لهذا الفن الجميل الرائع و النادر في وقتنا المعاصر —-
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله