ط
الشعر والأدب

تكره التكرار ..قصة بقلم / شيران الكردى .


قصة ،،،،

************
( تكره التكرار ….. )
*******************
تختبئ دون أن تعلن عن دوافعِ غيابها ،،،، لأنها تكرهُ التكرار ،،،،
من سنين تصدعت تلكَ الأفراح التي لازمتنا منذ ذلكَ الصباح ،،،، وما أن أشرقت بهجتها كسنابل تستقبل دفئهُ ،،،، أصدرَ الفرمان الذي أجمعَ كل الغيوم المتأكلة من برودتهِ المفعمة بتراتيلٍ من صباح حزين مودع لفصل الشغف والعنفوان ،،،،،

هل أعدتُّم حقائبكم ،،، أم أنني الأسرع منكم ،،،؟،،،،
دائما أنا السباقة وقد أعددتها بدقائق غيداء ،،،،!!،،،،

وكيف ،،،؟،،،، أنتِ دائما تتخذين القرار وتنفذينهُ ثم تعلمينا ،،،، هذا قرار جائر صديقتي ،،،!!،،،، على الأقل أعطينا مهلة لتنفيذهُ إن رغبنا بهِ ،،،

حسنا لكِ من الوقتِ ساعة ،،،، هل يكفي ،،،؟،،، و عفواً لم أسألكِ هل ترغبينَ بالذهاب ،،،،؟،،،

حسناً سأحاول على ألا تعيدها مرةٌ أخرى ،،، وأرجو أن تكونِ أعلمتِ نازك ،،، ؟،،،،

سأخبرها الآن ،،،، لكن لا تتأخري ،،،

كنا متلازمين ننطقُ القرار معاً دون أن نشعر ،،،، ونطبقهُ دونَ التفكير ،،،، اعتدنا على هذا الأمر ،،،، ولكن ألمحُ موجات تعاكس تيار الوحدة ،،،، ربما كانت غيداء مصيبة ،،،، لكنني أشتم من رائحة الكلام ما يقلبُ الموازين ،،، ربما كنت مخطئة ،،،!!!،،، وأتمنى ذلك ،،،،

انتظر قدومكِ نازك و احضري معكِ الحقيبة ،،،

لقد أعدتها منذُ البارحة وأنا قادمة في الطريق ،،،

أنتظركِ بفارغِ الصبر نازك ،،،،

قد أثلجتِ صدري صديقتي ،،، توقعتكِ قد نسيتِ أو أنكِ تتذمرين كغيداء ،،،، لكنني ألمحُ بوادر الأنس والنسمات المتعلقة بنيسان ،،،، لا تبرحهُ حتى ولو أحتضرت كل الفصول ،،،،

ها قد اجتمعنا مجدداً ،،، هل انتم جاهزين للانطلاق ،،،،، ؟،،،،
بالتأكيد أنا نازك وحقيبتي الخارقة و المحتوية على المفاجأة جاهزة ،،،،

أعتذر منكم صحبتي لم أتمكن التحضير ،،، وجئتكم معتذرة عن الحضور لأنني مرتبطة بموعدٍ آخر لقد نسيتُ أن أخبركِ عنهُ صديقتي ،،،،

لا عليكِ غيداء سنفتقدك صديقتي لكن ،،،،

لا عليكم المرةُ القادمة ربما نجتمع مجدداً ،،،،

ربما ،،،، ربما صديقتي ،،،،

هيا بنا نازك لننطلق الآن ،،،،

بنظراتٍ تجلت كغيمةٍ حزينة تكتظُ بغضبٍ أصم ،،،، ممزوجٌ بلوعة سطور السعادة المرسومة قسراً على صفحاتِ سماء الجفون ،،، تقشعرُ من أهوال الأحوالِ القادمة المحملة بخيبةِ الآمال ،،،، واضمحلال حيوية الحياة ،،،،

مسكتُ بقبضةِ يد نازك وشددتُ عليها ،،،،

هل ما تزال لصداقتنا في رحابِ صدركِ مكان ،،،، ؟،،،

ولن تفنى أبداً ،،،،ولم أنسى،،،،

ماذا ،،،،؟،،،،

قد جلبت لك صندويشة الزعتر التي تعشقينها ،،، وترمس الشاي مع الحليب المفضل عندك ،،،،،، والحصيرة التي نفترشها تحت تلك الشجرة المكللة بأمنياتِ طفولتنا ،،،، وحروفنا المحفورة بشقاوة برائتنا ،،،،

شددتُ على يدها مرة أخرى ،،،،
وانا لم أنسى ،،،،،
لكن كيف طابَ النسيان لغيداء ،،،،؟،،،،

تراها هل ستعود ،،،،،أم أنها ستعاود النسيان ،،،، و تكره التكرار مرةٌ أخرى ،،،،،،
******** ******** *********
#شيران_دياب_الكردي
#طفولة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى