مكتب الجزائر/دليلة بودوح
نظمت الجمعيتان الموسيقيتان, “الجزيرة” و”الفخارجية”مؤخرا بالجزائر العاصمة, حفلا تكريما لعملاق الأغنية الأندلسية الراحل محي الدين بشطارزي, الفنان والمناضل الجزائري الذي وهب حياته لخدمة الثقافة الجزائرية.
ولم تجد الجمعيتان مكانا أحسن من المسرح الوطني الجزائري الذي يحمل اسم الراحل “محي الدين بشطارزي” لتقيم هذ الحفل حيث فتح المسرح أبوابه أمام الجماهير العديدة التي استمتعت لقرابة ساعتين بأداء مدرستين كبيرتين في الموسيقى الاندلسية.
وقد أمتعت من جهتها جمعية الجزيرة بفرقتها المكونة من 30 عازفا (منهم 13 عازفة) تحت قيادة بشير مازوني الجمهور الحاضر عبر الأصوات العذبة لنسمة محمدي وياسمين لكسوري وإيمان عيطوش وهبة زاهري وسمير الروبريني وحموش باتشيرو.
ومن بين الأغاني التي أدتها هذه الفرقة “يا قوم هجرني ذا المليح” و “قاضي الهوى ظلمني” و “لقيت حبيبي” إضافة إلى “صباح وعشية” من كتابة وتأليف الراحل محمد مازوني, والد بشير مازوني.
أما جمعية الفخارجية بموسيقييها السبعة تحت قيادة يوسف فنيش فقد أدت عدة مقاطع منها “إن منعتم” و”ساكن غرامك” “أجي ترا” و “امش يا رسول”.
كما تم خلال هذا الحفل عرض فلمين وثائقيين من الأرشيف سلطا الضوء على الراحل محي الدين بشطارزي وأعماله الموسيقية والتمثيلية.
وكان لمحي الدين بشطارزي (1897-1986) مسارا مهنيا مزدوجا حيث قدم معرفته ككاتب سيناريو وممثل خدمة لنهضة المجتمع تحت سيطرة الاحتلال الفرنسي وكمروج للهوية الجزائرية عن طريق الأغنية الاندلسية التي سطع فيها نجمه.كما كان في رصيد الفنان وهو لا يزال شابا (24 سنة) 66 تسجيلا.
وبعد الاستقلال تلقى محي الدين بشطارزي عدة تكريمات دولية. وبعد وفاته تم تكريمه يوم 21 مايو 1992 بوسام الاستحقاق الوطني بعد أن تقلد عدة مناصب منها مدير معهد الموسيقى بالجزائر ثم مدير المسرح الوطني الجزائري.
وخلال هذا الحفل تم تنظيم معرض للصور لمسار محي الدين بشطارزي إضافة إلى عرض مسرحية “سليمان اللوك” التي اقتبسها الراحل من “المريض الوهمي” لموليير.
ويذكر أن هذا التكريم قد نظمته الجمعيتان الموسيقيتان “الجزيرة” و “الفخارجية” بالتعاون مع المسرح الوطني الجزائري.
اترك تعليق