المشاركة الأولى بالقصة القصيرة
وأشكركم. خالص أمنياتي للجميع بالتوفيق.
الاسم: رانيا إبراهيم أحمد
اسم الشهرة: رانيا مسعود
العنوان: القاهرة 46 حارة الجداوي – الدرب الأحمر
=============تلاق
بعد غيابٍ قرر العودة ليراها مجددًا. تُراها قد نسيته؟!
يفتحُ باب السيارة الأجرة التي أقلته من المطار إلى حيثُ غيَّرَ عنوانه. تلمحُهُ وتُحدِّقُ فيهِ من بعيدٍ وهي تنادي: تاكسي.. تاكسي..
نظر إليها محاولًا استدراك ما فاته أثناء سنوات الغياب. وصلت إلى التاكسي وتظاهرت بلامبالاة مصطنعة. حاول أن يلفت انتباهها. ركبَت وهي تدفعه بعيدًا عنها متجاهلةً تمامًا عينيه المتلهفتين لرؤيتها.
انطلقت سيارة الأجرة. حملَ أمتعته البسيطة، وسار صوب العمارة. فتح له البوابُ بابَ المصعد، فرآها تخرجُ منه.
– رباه! ما هذا؟!
هذه المرة هي على عجل أكثر من سابقتها. لم تجذبها نفسُ العينين المحدقتين بها. تابعها حتى أشارت لسيارة أجرة في الطريق وعلى مسافة بعيدة من بوابة العمارة.
انتبه إلى عامل المصعد وهو يحاولُ أن يُغلقَ الباب بعد أن أشارَ إليه بأنه على وشك الصعود. وصل إلى الطابق الثالث. طرق الباب، فتحت له. تفاجأ للمرة الثالثة. حاولَ الدخول فمنعته، وأغلقت الباب. صمم على الدخول فطرق الباب بصوتٍ عالٍ. ففتحت له الجارة. نظر إلى الجارة التي تشبهها إلى حدٍّ بعيد. اندهش وهز رأسه وضرب على جبينه وحدَّقَ فيها بعمق. بادر بالدخول في الحديث، فأغلقت الباب.
أمسك بأمتعته واستقلَ المصعد. في الطابق الثاني توقف المصعد. ركبت، فوضع يده على رأسه وهو يهزها ويغمض عينيه ويفتحهما في ذهول. سرح قليلًا فيما أصابه منذ رآها للمرة الأولى. كان المصعد قد توقف وخرجت هي مسرعةً. تناول حقائبه مناديًا سيارة الأجرة. ضاقت به، فما عادت تتحمله ضيفًا ثقيلًا عليها..
ينادي: .. مصر!