ط
مسابقة القصة القصيرة

تمثال من الوهم ..مسابقة القصة القصيرة بقلم / حسن عبد الهادى الجيار من مصر

قصة قصيرة لحسن الجيار خاص بالمسابقة الاسم حسن عبد الهادى الجيار- مصر
تمثال من الوهم

أعجبته صفحتها المليئة بالصور الرومانسية والبوستات الحالمة ذات الكلمات المجنحة نحو أفق الروح ..ارسل لها اد على الفيس ..ترددت كثيرا قبل قبول الاضافة .. تجاهلته أياما لعله يحبط ويراجع نفسه لكنه فجأها بإصرار فولاذى وارسل لها رسالة على الشات يرجوها أن تقبل الإضافة ..مع الالحاح رضخت وقبلته ..فى التو والحظة بادرها بالكلام على الخاص يعرفها بنفسه وبمدى إعجابه بصفحتها ,,شكرته ,, كأنها أعطته قبلة الفضفضة ..راح يسرد لها أدق تفاصيل حياتة الزوجية وصعوبة العيش مع إمرأة لا تشعر به ولا تقدر مشاعره ..حاولت دون جدوى أن تسكته رافضة الخوض فى هذا المنحى ..لكنه واصل الحكى وكأنه وجد ضالته المنشودة فى أن يسطر مذكرات زوج مقهور على حد تعبيره لها ..كان مع كل تفصيلة يحكيها تتساقط أمامها معانى سطرتها فى خيالها عنه فى الواقع كالشموخ .. الانفة ..الثقة بالنفس ..الصرامة والجدية الملازمان له كلما رأته كل عام فى الأجازة الصيفية يوصيها قبل السفر للخليج على أولاده التلاميذ بالمراحل المختلفة لثقته فيها كمدرسة ماهرة إضافة لكونها أخت صديق عمره وتوأم روحه ..حتى أن زوجته لا تترك فرصة أو مناسبة الإ وعزمتها فيها يتسامرون ويضحكون من القلب كأسرة واحدة جمعتهم أواصر الصداقة والأخوة ..كانت جديته والصرامة التى تلوح وجهه مبعث إعجابها واحترامها لرجل شهم يظلل ويحافظ على أركان بيته ويظلل على أولاده وزوجته الطيبة التى عاشرتها عن قرب فلمست نقاء روحها وصفاء سريرتها
..الان تتساقط أمامها كل تلك المعانى كأنها جبالا من الثلج ذوبها هو برداءة حكيه وسذاجة منطقه كأنه مراهق يستجدى حبا عذريا من فتاة ليل . أدهشها إسهابه فى نعت زوجته بصفات ليست فيها ليستدر عطفها ويرقق قلبها ..لكن هيهات ..هى الأن مصدومة صدمة بحجم السموات السبع والاراضين منزعجة إنزعاج نفس مقبلة على الموت ..هل تسكته قصرا وتخبره أنها هى ..هى المدرسة التى وضع ثقته فيها ،أخت أعز أصدقائه ،صديقة زوجته ..فتجعله يخجل من نفسه ويزجرها أو يتمنى ساعتها أن تنشق الارض وتبلعه ..لمحت له مرارا وهى يستطرد فى الحكى لماذا تحكى لى كل هذا وانت لاتعرفنى الا للتو من عالم افتراضى مجنون صدقه لا يغنى كثيرا عن كذبه ..يرتدى فيه البشر أقنعة تنكرية يدارون بها عيوب وثقوب نفوسهم المريضة ..قاطعها :لماذا تريدين صدى وانا المغرم الولهان ..كانت وقع كلماته الصبيانية عليها كسكب البنزين على النار أضرمت بداخلها براكين من الحزن والاسى لرجل رسمت له تمثالا من الكبرياء تهاوى لتوه فى بحر سحيق اسمه العالم الافتراضى.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى