ط
أخبار عالمية

توأمتان ملتصقتان ترفضان الانفصال .نعيش معا ونموت معا


توأمان مكسيكيتان ملتصقتان «لوبيتا» و«كارمن» ترفضان الانفصال عن بعضهما، بعد أن عاشتا 16 عاماً وهما ملتصقتان في منطقة الصدر حتى الحوض، كما أنهما تتشاركان في بعض الأضلاع والكبد والدورة الدموية والجهاز التناسلي وأجزاء من الجهاز الهضمي. وهذه هي حالة نادرة تُشكل أقل من 10% من عدد التوائم الملتصقة حول العالم. ورغم أن الأطباء قد وضعوا لهما ثلاثة أيام كأقصى مدة للعيش بعد الولادة إلا أنهما تخطيتا الصعاب بنجاح وعاشتا معا كل هذه السنين.

إلا أنهما تواجهان اليوم مصيراً غامضاً بعد أن بدأت المشاكل الصحية بالظهور مع تأكيدات الأطباء على صعوبة عيشهما لفترة طويلة إذا بقيتا ملتصقتين، ولكنهما ترفضان فكرة الانفصال وتفضلان العيش معاً، فما السر وراء ذلك؟


الخطر الذي يهدد حياة «لوبيتا»
عندما بلغت الفتاتان الثانية من العمر انتقلت العائلة من المكسيك إلى أمريكا من أجل إيجاد حل لوضعهما، وهناك قضيتا سنوات طويلة في العلاج الطبيعي، وتعلمتا الجلوس والوقوف والتوازن؛ لأنهما بأربعة أذرع، ولكن بقدمين اثنتين فقط، وقد عاشتا حياة عادية لا تخلو من السعادة وهما الآن تعزفان البيانو، وتذهبان إلى المدرسة وتلبسان الثياب الجميلة؛ إلا أن الأطباء يرون أن هذا الأمر ربما لا يدوم طويلاً لأن حياتهما معرضة للخطر حيث تعاني «لوبيتا» من تقوس في العمود الفقري «الجنف»، مع صعوبة التنفس، بسبب ضعف عمل الرئتين وأن أي تدخلٍ جراحي لمعالجة هذا الأمر يمكن أن يعرض حياتها لخطر الموت أو تلف الدماغ، ولم يبق أمامهما إلا الانفصال، ولكن حتى هذا العلاج محفوف بالمخاطر وقد يؤدي إلى موتهما معاً أو فقدان واحدة منهما.


خياران أحلاهما مر
والفتاتان متعلقتان ببعضهما بشكل كبير وعندما اقترح الأطباء إجراء عملية لفصلهما قالتا لأمهما: «لماذا يريدون قطعنا إلى نصفين؟». والحقيقة أن في كلامهما بعض الصحة؛ لأن العملية تشبه المغامرة بسبب كثرة الأعضاء الحساسة المشتركة بينهما؛ لذا عليهما الموازنة بين مخاطر البقاء معاً ومخاطر الانفصال، وهو قرار صعب إلا أنهما اختارتا أخيراً البقاء معاً، فالحياة أمامهما لم تعد طويلة، كما يؤكد الأطباء؛ لذا قررتا التمتع بالحياة كما هي؛ لأنهما قد تعوّدتا على العيش معاً، وترغبان بالموت معاً أيضاً.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى