ط
مقالات بقلم القراء

جبر الخواطر . مقال بقلم / د/محمد كامل الباز

جبر الخواطر
كثير من بيننا ممكن أن يدخل فى أزمةٍ نفسيةٍ بسبب كلمة ……. يتعرض للاكتئاب بسبب تلميحٍ جارح …. أو يدخل فى ضيقٍ إثر تنمرٍ من فلان !!

كل هذا يحدث كثيرا بيننا ،حيث نتعامل كل يوم مع أناس مختلفين بطبائعهم ونفوسهم؛ فهل علينا أن نحصن أنفسنا من هؤلاء؟!!!!! أم الأفضل أن نتعايش مع أسلوبهم الفج وكلامهم الثقيل؟!!!!

فلماذا تصر أن تسأل صديقك الذى رسب فى الامتحان عن سبب رسوبة؟! ..ولماذا تسأل الجارة جارتها عن سر تأخر ابنتها فى الزواج؟!… ولما تحرص الصديقة عن معرفة أسباب تأخر الحمل لصديقتها ؟!…ولماذا اذا تجاوز الشاب الثلاثون لا يتركة اقرباؤة دون التطفل والاصرار عن سؤاله عن سر عدم زواجه حتى الآن؟!… زميلتك طلقت ؛لما الدخول فى التفاصيل وادخال الحزن عليها ؟!
ان مجرد إدخال الحزن والضيق على أحد ولو بدون قصد هو نوع من أنواع كسر الخواطر ؛
عثمان بن عفان رضى الله عنه قال: أنه لم ينس للرسول صلى الله عليه وسلم موقفاً عندما تخلف هو عن بيعة الرضوان حيث قام الرسول وأخذ بيد عثمان وقال: وهذا يد عثمان حيث لم يكن موجوداً … ذكر عثمان هذا الموقف للمصطفى – الذى له فضل على العالمين فى كل شىء فكلنا فى ميزان حسناته يوم القيامة- ولكن من أكثر الأشياء التى تذكرها ابن عفان: جبر الرسول لخاطره حين لم يكن موجود.
موقف آخر من جبر الخواطر للمصطفى مع أبا ذرٍ الغفاري حينما تأخر عن الجيش ورأو شبحاً يأتى من بعيد فدعا النبى أن يكون أبا ذر الغفاري؛ وكان هو فعلا ،فلم ينس ابدا حسن ظنه به ودعاؤة بأن يكون هو .

السيده عائشه رضي الله عنها تعرضت لأبشع افتراءٍ فى حادثة الإفك؛ وعندما علمت أخذت تجهش فى بكاءٍ متصل وكانت معها سيدة أخرى تواصلت معها فى البكاء وأخذت تخفف عنها .

كعب بن مالك تخلف عن غزوة تبوك وكان بألا يكلمة احدٍ من الناس لمدة خمسين يوما ؛شهرٌ وعشرون يوماً تعيشها غريبا وسط حباؤك لايكلمك أحدٌ بل ولا يرد عليك السلام حتى نزلت توبته؛ فلما دخل المسجد وجد طلحة يقوم ويعانقة ويقتسم معه فرحتة…..يقول كعب: والله مانسيتها لطلحة ..

فما كان قول المصطفى: (تبسمك فى وجه اخيك صدقه) الا نوع ٌ من انواع جبر الخواطر … وقوله الكلمة الطيبة صدقة …فكل مننا عندة مواقف لاينساها لأحد جبر خاطرة بكلمة قلبت كل موازين الحزن وخففت عنة جراحه .فكلامك الطيب يمكن ان يكون سببا فى إحياء نفس .
حتى فى نصحك وارشادك حاول ان تكون لينا بسيطا فكم من بنات رفضوا الحجاب بسبب اسلوب فج غليظ تعرضوا لة وكم من فضائل امتنع عنها أناس بسبب طريقة النصح فبالكلمة الطيبة وجبر الخواطر تمتلك كثير من القلوب..فجبر الخواطر كما هو تهوين عن مكلوم أو تخفيف عن مهموم هو أيضاً نصح وتوجيه لمخطئ دون أن تشعره أنة مذموم .. وأختم بقوله تعالى
(وقولوا للناس حسنا)
د/محمد كامل الباز

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى