ط
الشعر والأدب

جثة خطأ..قصة قصيرة.بقلم القاص / عصام سعد

تنزيل
ألو ….
من الطرف الآخر: ….. كل الإجراءات انتهت . تعالى أستلم جثة أخيك من المشرحة
أنا: ممكن تقوموا بعملية التغسيل والتكفين لحين حضوري توفيرا ً للوقت
موظف المشرحة: ممكن جدا ً.
أنا: بعد ساعة أكون عندك.
في خلال الساعة اتصلت بكافة أقاربي ومعارفنا وكافة المهتمين بحضور الجنازة والدفن, ذهبنا لاستلام جثة أخي من المشرحة, توجهنا لأقرب مسجد لصلاة الجنازة, إلى المدافن مباشرة, انتهت مراسم الدفن وسط عبرات ودموع الحاضرين ودعائهم وترحمهم على الفقيد. عدنا بعد ذلك لمنازلنا, بعد عودتنا من المدافن بما يقارب ساعتين من الزمان. رن الهاتف
من الطرف الآخر : ألو . أنا موظف المشرحة . آسفين جدا ً. حضرتك استلمت جثة خطأ . جثة أخيك ما زالت لدينا بالمشرحة . يمكنك أن تأتى لتستلمها. ذهلت , لم أصدق .
لكنى لا أمتلك إلا أن أقول: سأحضر حالا ً…….
ذهبت للمشرحة, رأيت بعيني جثة أخي, تأكدت من الخطأ الذي حدث. وسط ارتباك واعتذار موظفي ومسئولي المشرحة لهذا الخطأ. فالجثة التي وقعت باستلامها سابقا ً, صلينا عليها, دفناها…. جثة خطأ… , أهل هذه الجثة موجودون حاليا ً. ليستردوها من مقبرتنا لدفنها في مقابرهم, ذهبوا معي لأقرب مسجد للصلاة على جثة أخي الحقيقية, رافقونا للمدافن, قمنا بدفن جثة أخي الصحيحة, بعدها طلبنا من الحفار المختص بالمدافن. استخراج الجثة الأولى.
فقال : يا سادة لا يوجد بالقبر سوى الجثة التي أدخلناها الآن ….
صعقتنا كلماته التي كانت كالقذيفة المدوية في وجهي ووجه الحاضرين معي
قلت : أنت مجنون . أنت دفنتها بنفسك من ساعتين بمساعدتي .
ارتبك الحفار وتحير حيرة ما بعدها حيرة
وقال : أدخل بنفسك يا أستاذ …. والله العظيم. لا يوجد بالقبر سوى الجثة التي أدخلناها الآن
صرخت وأنا في ذهول : يعنى الجثة طارت . مستحيل. مفتاح المقبرة في جيبي, ليس لها مفتاح آخر مع أي مخلوق, دخلت المقبرة مع أحد أصحاب الجثة المطلوبة لنتأكد, لم نجد سوى جثة أخي. الذي دفناه منذ لحظات. خرجت من المقبرة وأنا مشدوه لغرابة الموقف , أهل الجثة المفقودة في مواجهتي يريدون جثتهم .
خمسة أعوام مرت على هذه الحادثة , ما زال أهل الجثة . يطاردونني في المحاكم مطالبين إياي بجثتهم……
الكاتب القاص / عصام سعد

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى