ط
الشعر والأدب

جسر العشاق..قصة قصيرة بقلم / طارق الصاوى خلف

سكنت كفيها فى راحتيه كيمامة وجدت عشها، سال رحيقه بدمها، أفضت له بأسرارها، تسربت ساعات المساء من كف المشتاق، امتزجت مشاعرهما بكأس الوجد، صبغت الصفرة وجهها، خشيت اعتراض ذئاب الليل لهما، حكت أنامله ارنبة أنفها ضاحكا: لا يزور الخوف من ترافق سبعا.

تجنب اشقياء يتسكعون على أرصفة مظلمة التعرض لطرزان.

انفجر الكون غضبا، طوقتهما رياح حمراء، نزع قلبيهما زمزمة الرعد، خطف لمعان برق تركيز الأبصار ، رقصت مفاصلها، غطاها بسترته، اعلن نفير العربات قيام الساعة، حملها لسيارته، تصاعد ركام دخان أسود، شقته كرات من النار ساقطة من السحاب، تبددت قدرتها على النطق، استحثت أبواق الإسعاف المحتمين بجمعهم على النواصى ليفسحوا السبيل، حال سقوط شبكات الهاتف دون معرفتهما بمجريات ليلة كئيبة، توالى انهيار الأبنية بشارعهما، منعتهما الحواجز من الترجل، بكت بهستريا، انقادا للسير ضمن قافلة سيارات لعبور جسر العشاق للجهة الأخرى من النهر، دوت فرقعة رهيبة، أفرغت أرحام الحوامل، ارتقت نافورة ماء للسماء، ولدت مطرا، غسل عكارة الهواء، تبخر جسرا ثارت أسفله الراجفة، اندفعت السيارات تنهب الطريق الموازى للنهر، زادت برودة كفيها، مسح على شعرها، انجلى الغبار عن كارثة حلت بوطنها، توقفا برهة عند تشعب الطريق، تمنت عليه أصطحابها لعاصمتها الراقدة تحت عصف العاديات، زم شفتيه، تبادلا بلحظات الصمت رسائل عقليهما الباطن، توجا التفاهم بقبلة بردت خدا ملتهبا، حزما امانيهما صوب الجنوب على أمل أن يظفرا بمرادهما فى الحياة .

طارق الصاوى خلف

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى