ط
هنا السعودية

حارة الأعلين. بقلم / محمد بن ربيع الشافعي . السعودية

.

حارة الأعلين..
حارة عريقة و أصيلة من حواري مدينة صبيا
و تسمى أيضاً بالمركز الأعلى بصبيا…
و تقطنها أسر كريمة و فاضلة ساهموا عبر التاريخ في نماء مدينة صبيا فكرياً و علمياً و أدبياً..
محافظة على قيمتها و قيمها و موروثها الأصيل و الجليل
و من أبرز الأسر التي تقطن حارة الأعلين
أسرة آل شافع أو الشوافعة
و غيرهم من الأسر الكريمة التي لها باع طويل في دفع عجلة التنمية و الرقي بالحراك المعرفي و العلمي و الأدبي و الإجتماعي و الرياضي لتظل صبيا منبر السمو و التآخي و اللحمة و الوئام والمثالية..

و للأسف هناك من بدل اسم هذه الحارة لاسم لا يليق و به استخاف بتاريخها و بساكينها و هي التي كانت و لا زالت شامخةً برجالها و نسائها و كل من فيها كابر عن كابر
الذين يرفضون أن يهانوا بإهانة حارتهم و تحريف اسمها
التليد بمسمى صار محط همز و لمز الكارهين لها و الحاقدين عليها و السفهاء من عقول صغيرة لا تحترم ماضٍ تليد و لا حاضر يتجدد بنبل ساكينها و مكانتهم العلمية و المجتمعية الفاعلة في رقي و نماء مدينة صبيا..
بل بالعكس جالبة للبغضاء و هتك قيمنا و أصالتنا و داعية للتشتت و التفرقة و تمزيق النسيج المجتمعي و القيمي الذي كان يميز صبيا الألفة و التآخي..
و هذا ما لا نرضاه على حارة الأعلين -معقل العلماء و الشيوخ و الأدباء و المفكرين و الرجال…
التي كانت و لا زالت
و ستظل رغماً عن أنف كل همازٍ سفيه
أعلين في عراقتها
أعلين في أصالتها
أعلين في كرمها
أعلين في قيمها
أعلين في طيبتها
أعلين في أخلاقها
أعلين في تعاملها
أعلين بشهامتها
أعلين بكبريائها
أعلين برجالها
أعلين بنسائها
أعلين بموروثها العلمي و الفكري و الأدبي و الإنساني..
أعلين بمنازلها التي تطل شرفاتها على مروج النقاء و الصفاء و البهاء.
أعلين بعبق ردائمها و دفء رياحينها..
أعلين بأزقتها التي ترعرعت في كنفها الرفعة..
أعلين بمآذنها التي ألبست صباحات و مساءات صبيا
سندس الطمانية و استبرق الفخامة..
.
.

كَفَى “بأعْلِيْن”

وَحَسْبُ “أعْلِيْنَ” أنّ الطّيبَ حاديها
ترى الخُزامى جَرى مَجُدا لِيُرْضيها

عَظيمَةُ الشَّأنِ في قَوْلٍ وَ في عَمَلٍ
يفوحُ طيبُ السَّجايا مِنْ نَواحيْها

كَفَى “بأعْلِيْن” إذْ قَدْ أصْبَحَت نُزُلًا
لِشافِعيّيْن ضاءوا في دَياجيْها

حَباها اللهُ طيبًا عابِقَا أبَدا
فَآلُ شافِعَ حَلّوا عِزّةً فيها

آلُ الفَلَاحِ قَدْ أَزْهَتْ مفَاخَرهم
فيهِمْ فَضائِلُ لا أعْدادَ تُحْصيْها

مِنَابِرٌ للهُدى والدّينُ دَيْدَنُهُمْ
كَما الدَّراري أشَعّوا في أعاليها

تنزهَتْ وَسَمَتْ عن كُلِّ ناقِصَةٍ
ترَّفعت شَرَفاً عَنْ خُبْثِ شانيها

إرْثٌ عَتيقٌ وَمَوْروثٌ بها اجْتَمَعا
عَلَتْ مراتِبُها فالمَجْدُ مُعْليها

كالسِّنْديانَةِ فَوْقَ الأرْضِ راسِخَةٌ
ما كانَ للنّسْيِ أنْ يَطْغى وَيَطْويها

فَاقَتْ شَمائِلُها أوْصافَ مَنْ وَصَفوا
وأيُّ وَصْفٍ سَيُتْلى كَيْ يُجازيْها ؟!

يَحْبو الكَلامُ إذا ما رامَ رِفعتَها
فأيُّ قَوْلٍ سَيَدنو مِنْ مَعاليها؟!

دّلّيْتُ ضادي بِحَوْض الشّعْرِ أوْصِفُها
حارَتْ بِها الضَّادُ تَوْصيْفًا وَ تَشْبِيها

.
محمد بن ربيع بن محمد فتح الدين الشافعي..

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى