أحمد ملياني / الجزائر
مسابقة همسة الدولية لعام 2016
مشاركة في قصيدة النثر
***
|حاضرٌ يتنكَّرُ بزيِّ الغِيَاب |
زعمتْ
أنّ هذا المسَاء في رَحيلهِ يُغنّي
و تلكَ النّجومُ
تزفُّ للآفلينَ سَمْتَ النّوى
و يُمشِّطُ ظلّهُ سنابلَ الوَعْد
إذا اقتربْ.
زعَمَتْ
أنّها ما عادَتْ لوقع خُطاهُ تُصغي
أو أنْ تسْتبيحَ شوقهُ نهمًا
تقولُ: تبتُ من هَواكَ
فمالكَ لا تتوبُ ..؟
ضاجّةٌ به كشارعٍ للحُب
لا تشفعُ له السّاعات البَديلةُ مِن اللّيل
أن يُطفئَ أضواءَ العُشاقِ النّاعِسَة في زَوايَاه
و في زاويةِ أخرَى
تَستيقِظُ على سَريرهَا الذّكرَى.
بسَطْوة ِالعادةِ كلّ صَباحٍ للنِّسيَان
تُشغِّلُ مُوسيقاهُ التّي أحبّتْ
تَلعَنُ “مَاندي مُور”
لا صَوتَ للأملِ هُنا
تحَتفِظُ بالرّسائِلِ النَّصيَّة
التي تقرأُ فيها هَشاشةَ حُبِّهمَا
حين تُصبحُ الذّاكرَة مجرَّد هَاتفٍ.
حَاضرٌ بغرفتِها الطّاعنَةِ في الوَفَاء
في مَشَاجبِ عِطرِه المُعلّقةِ عَليْها ثيابُها
تختارُ ألوَانهَا
حَسَبَ مزاجِ عَيْنيْه
في شَرِاشفِ نَافِذَتهَا
تَسْتَرِقُ مِنْهَا جيرَته
لوْ مرَّ صُدفة مُحَاذاتها
بهوَامشِ كَتُبهَا
في توْقيعَاتهِ عَليْهَا
تَشْهَدُ وَقْعَ أنامِلِه
و أغلِفَة هَداياهُ التيّ تَعْتَبِرُها
الأثمَنَ مِن مُحْتوَاها
تَكْتَنِزُهَا رُفُوفُ خِزانَتِها الخَاليَة
إلاّ مِنه.
في كلّ السَاعَاتِ المُتواطِئَةِ معَ صَوتِه
تُقِيمُ مِنهَا أعيادًا خَارِجَ رُزنَامَةِ الفَرَح
حَاضِرٌ يَتنَكَرُ بزِيِّ الغِيَاب
تتَعرَّفُ عَليهِ أشيَاؤُهَا
و يُنكِرُهُ زَعمُهَا