الحبــه الخــامسه من الروايه ،، بناءاً على تقديم فصل واحد للمشتركين
،،
حتى الرياح والنسائم بـ تلك الأجواء التي جمعت بين عُمر ويارا بـ اللقاء الأول كانت تتطاير بـ رائحة السعاده
أمام البحر مباشرة
وعلى تلك الطاوله الأنيقه التي تحمل مزهريه صغيره من الورود البنفسجيه ..
و..كأسين من الكولا
جلس عُمر بــ رفقة يارا ..
وبعيدا عنهم بـ طاولتين جلست نادين بـ رفقة صديقه ماجد
،،
يارا بـ خجل رقيق
_ ماذا بك يا رجل ..؟! لــِمَ ذلك الصمت الطويل ..؟!
_ عفواً يارا .. لولا أنكِ ستتهمينني بـ المبالغه لقلت أن شفتاي تلجمت من السعاده …!
كــ من أصيب بــ الخرس نتاج حادثه كبيره ..
لكن ، لكنك حادثه سعيده لم أتردد إن كان عمري ثمناً لها بعد هذا اللقاء ..!
.
_ هههههههه .. توقف عن هذا رجاءاً ..
تصيبني بـ قدر من الإرتباك ربما أودىَ بــ حياتي أنا فــ أنت لا تقِل عني إذ تشبهني بـ الحادثه !
_ يا إلهي .. أحظيت بــ ثناء طيب في الخمس دقائق الأولى
من أنثى لم تتكون سوى من حبات الكبرياء كما قالت صديقتها
يبدو أنني رجل خطير إذن !!
_ ههههه .. لا تسعد كثيراً ..وينشرح صدرك هكذا ..!
كل ما في الأمر أنني أنثى لا تبخث أحداً حقه
ولا مانع لديها أن تذكر كل ما تلحظه من روعه بـ من تلتقي بهم
.
_ حسناً .. ويكفيني ان أنال شهادة إستحسان منكِ لــ ينشرح صدري رغم أنفك يا مشاكسه !
،، حدثينني عنكِ يا يارا ..
فــ اليوم بحديثنا عبر الإنترنت كل ما اخبرتيني عنه معلوماتك العامه !
الإسم .. والسن .. والبلده !
وما شابه ذلك بــ تلك المعلومات التي لا تعنيني بـ قدر ما أريد رؤيتك من الداخل
أريد .. أريد أن أضع لكِ عنواناً يا يارا ..!!
.
_ ممممم فـــ لتطرح الأسئله وسأجيبك …!
_ لا .. أنا جئت الليله فقط لأنصت ..!
ولا مانع من أن أضع تعليقاتي إن استطعت
تحدثي كما شئتِ .. تحدثي بـ قدر المستطاع .. لا تتوقفي عن الحديث أبداً ..
كوني الليله شهريار ..!
،،
بــ إبتسامه رقيقه وقليل من الإرتباك .. تتناول رشفه من كأس الكولا وتهمس في هدوء ..
– لم يسبق لي أن اتحدث عن نفسي هكذا دون اسئله .. لكن على كلٍِ ســ أحاول ..!
بـ إستطاعتك أن تقول أنني أنثى تجهل مكوناتها ..
.
لا تعرف هي بسيطة جداً جداً .. أم فتاة ذات تركيبه معقده للغايه …!
.
لا تعرف هي لا تبالي بــ شئ وتمتلئ بـ المرح والطفوله ..
أم أنها إمرأه تعاني من عمق عينيها ومشاعرها
تحلم بــ أن تمتلك شيئاً من اللامبالاه …!!
بداخلها سيده مرهقه بــ عمر جدتها !
.
لا تعرف .. هي لاي حد تتهاون بـ حقها
وتتسامح مع الآخرين مهما كانت اخطائهم ..
أم أنها إمراه لا ترحم أبداً !!!!
.
مممم ماذا أقول أيضاً …! اها .. أنا أيضاً أنثى غريبة الحظ
كلما اكتسبت ود أحدهم ..
إكتسبت معه عرض خاص من مجموعة قلوب وأحقاد لا تعد ولا تحصى هههههه
يحبني الكثير .. ويكرهني الكثير ..
ما فعلت شيئاً لمن أحبوني وأيضاً ما فعلت شيئاً لمن كرهوني
،، تسمعني يا رجل ؟؟ .. تسمعني يا شارد ؟؟
_ أسمعك يا مشاكسه .. أسمعك !
فقط وددت أن أضع تعليقاً ها هنا ولم أحب مقاطعتك
_ تفضل
تقولين ..ما فعلت شيئاً لمن أحبوني وما فعلت شيئاً لمن يكرهونني
، دعينا ممن يكرهونك فـ ربما سنضع لهن الأعذار شفقة بهن إن تلاشوا جميعا بــ حضورك !!
أما عن من أحبوكِ .. فــ من أدراكِ أنكِ ما فعلتِ لهم شيئاً ؟؟؟
،،
،، أكملي حديثك يا يارا .. أكملي .. لا تتوقفي أبداً !
.
.
.
بـ عينين دامعتين لم يستطع عمر تفسير غيمتها …!!
همست يارا مستطرده ..
_ أنا يا سيد عُمر .. بـ داخلي طفله .. أخشى من كل شئ عليها .. ! كل شئ
و..بــ داخلي أنثى .. أخشى على كل شئ منها …!!
خصوصاً .. تلك الأشياء الطيبه التي تشبه نسمه رقيقه عابره بـ رياح ممتلئه بـ الأتربه
تلك الأشياء التي تشبه أوراق الزهور فوق جــِذر ممتلئ بـ الأشواك …!!
تلك الأشياء التي تُدعَس تحت عجلات مرورنا ولا ذنب لها غير أنها كانت في منتصف الطريق …!!
أنا يا رجُل .. أنثى تقترن بـ جسد يستوطنه كبرياء أشبه بــ من إحتل أرضه الخضراء عدو لا قلب له
بــ إمكانه أن يجعلها بـ لحظه أشبه بــ الرماد المحترق … دون رحمه !! دون إعتبارات …!!
،،
تعلم ..؟
… أحدهم قال لي ذات مره .. أنا رجل لا يطلب الأشياء مرتين …!!
هه ..! كان يتخيل أنه هكذا لديه من الكبرياء ما لا يوجد بـ حجمه !!
لم يدرك وقتها أنه يتحدث إلى إمرأه لا تطلب الأشياء ولو لمرة واحده …!!
إما أن تأتيها حيثما كانت .. وثم تقرر قبولها او لا …
أو ..
أو لا تطلبها ولا ترغب بها ابداً !!
لديَّ نصف قلب ،، هش ،، تستطيع أتفه الأشياء أن تعتصره كـ نصف حبه من ثمار الليمون …!!
و..نصف آخر .. صلد .. صلد للغايه يا .. يا عُمر !
لديَّ قلب تلتصق به الأشياء التي أحبتني كــ رمية نرد على سبيل الحظ …!
لا تدرك بــ أي النصفين أصِبت رميتك …!!
إذا كان بـ نصفه الهش بــ لحظات ربيعيه يانعه .. فــ هو حظ موفق لا محاله !!
أما النصف الصلد .. فــ حتماً مؤلم للغايه .. بــ إستطاعة من يلتقي به أن يذكره مع مرور الزمن
كأنه … كأنه يقص حادثه عن جِدار قلب صلد إصطدم به …!
كان أقسى من جِدار حائط بـ إحدى الأزِقه الضيقه …!!
لا شيئاً غير ذلك …!!
،،
تعلم ..؟
إذا سُئِلت يوماً عن ألد أعدائي الذي اتمنى التخلص منه ســ تكون إجابتي كبريائي …!!
،،
لديَّ طقوس ربما لا تجد لها تفسيرات ..
يسعدني القليل من كل شئ .. يسعدني حد المتعه ..
الكثير يجزع المذاقات الهادئه ..!! فــ أتركه !
يسعدني الجلوس في بيت أنيق صغير مفعم بـ الدفء ..
وأشعر بـ الضجيج وتسلب راحتي في بيت واسع يشبه القصور لا تدرك حدوده وزواياه
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون