حبالٌ تائهة ! ــ حينَ عدمتُ وجودكَ قُربي صرتُ أنصتُ إلى صراخ روحي فالعمقُ فيها حيٌّ منذ عشقتكَ كما في خاصرتي ينغرسُ شوكٌ وحشيٌ من غربةِ أوجاعي الصامتة التي تأكلُ شفتيّ و دخانٌ ساخنٌ يعبرُ ثُقبَ مفتاحٍ في جبهتي موضع قُبلتكَ فتهرب أنفاسي كطائرةٍ ورقيةٍ تسبحُ في السماء أظنها ستعلقُ عند شجرةٍ يابسةٍ أسفلَ جبلٍ أهملتهُ الشمس فعاشَ كهلًا اِنسابت عبره حياتي بسيولِ موجةٍ أخيرةٍ من طوفانٍ سلبَ روح الأرضِ ليُطلقها عندَ جنةِ الخطايا المغروسة في محيطاتِ الخرابِ هناك ومضة السحرِ تسلبُالألبابَ فأراها في ليلي أرضًا سماؤها سوداء تجتاحها غيومٌ تلبسُ أقنعةً حمقاء تعبثُ بطيورٍ هائمةٍ تنعى أشجارَ النخيلِ المنخورة بـدودٍ لَبسَ وجوهَ الفلاحين فصارَ يُمزقُ جذورَها لتموتَ بأمنية الوقوف و سعفُها يخرُّ مقتولا بعبراتِ الرُطَبِ اليابسِ ، الماءُ يسرقُ النظرَ إليها من سجنِ السواقي و حزنه يعكسُ صورتها الكاذبة في الحياة . سألصقُ وجهي بالنافذة لأرى الموتَ بوضوحٍ و هو يأكلُ ويشربُ بلذّةِ الحياةِ و آه آه ما خَطبُ قطراتِ المطرِ قاسية تجرحني من خلفِ الزجاجِ تُمزق ملابسي تقتلني بسقمِ الحزنِ و الانتظار . ليتني كنتُ لا شيء ! ياللوجع ضربة فأسٍ حطمتْ كتفي ! حلمٌ همجيٌ يندسُ في فراشي كلّ يوم يغطيني كما الدود بفوضى صراخ الحزن فيموت وقتي. . ابتهال الخياط
