الرحلة إليك مؤلمة وطويلة
صعدتُ درج السماء
عبرتُ الطرق المهجورة في المجرّة وشردت من المدائن البعيدة
حملتني السفن ورمتني المياه
لم أكن أحمل غير قلبي . وحنين مؤلم اليك
كانت شجرة الكرز على شفتيك تهتف بي
وعيناك تكشف عذوبتكِ الخفية و العميقة
كم كان الحلم رائعا
لقد نمت إلى جواري طوال الليل
على شاطئ مهجور ، في جزيرة
كم كنتِ وحشية وعميقة و لذيذة
بين اللّذة و المنام كنا نسبح في نهر من النار و المياه
أحلامنا تعانقت وسط البحر المظلم
يبدو أن هذه الحكاية حدثت من قبل
حين لم تكوني موجودة بعد، و لم ترتجف أقدامنا في الصلصال
حين كنت إلى جوارك كومة من طين ، لم أكن أراك بعد، ولم تتشكل عيناي
لقد كنت كومة من طين إلى جوارك في البدء
لم تكن الأرض القاتمة قادرة أن تدور ، لكني كنت قادرا أن احبك في ترابي
وحين تشكلت فجأة في وسط الضياء
.. حضنتك والتفت يداي حول خصرك
فلا الأرض ، ولا الزمن
و لا انفجارات التكوّن فصلت بيننا
لقد نمت إلى جوارك طوال الحلم
وعندما هويت من حلمي
كان ثغركِ طافحا بالعسل
كان يختزل طعم الأرض والتكوّن وطعم المياه و طعم الطفولة.
وحين استقبلتُ قبلتك الأولى ، كان الفجر ، والبحار الذي تحيط بنا و كانت فاتحة والكون الشعر
فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون
