ط
مسابقة الخاطرة

حتى يسقط القناع . مسابقة الخاطرة بقلم / ربيحاوى مخلوف من الجزائر

إسم المشارك ::ربيحاوي مخلوف
بلد المشارك :الجزائر
نوع المشاركة :خاطرة
عنوان المشاركة :حتَّى يَسقُطَ القِنَاع.
———————————..
أتِيهُ بَين الحِين والآخر عَبر شَريط الزَّمن لأغُوصَ في أعمَاقِ الأحدَاث وأتَقَمَّصَ شَخصيَّاتها المُختلفة، فَأخَالُ نَفسي أحيَانًا مَلِكًا يَبسُطُ العَدلَ بَين الرَّعية ويَجُودُ مِن بَيت المَال فَيمُوتُ الفَقرُ بَين جُدرَان المَدينة وتُهَاجرُ الحَاجَةُ في رِحلَة بَحثٍ عَن المُحتَاج وتَسُودُ السَّواسية فَلا فَرق بَين بَني الإنسَان فالكُلُّ أمَام القَاضِي مُتَسَاووُن وبِقضَائِه رَاضُون فَاستقرَّت الطُّمأنِينَة وسَادَ الأمَان في صُورةٍ تَقتَربُ من المِثَاليّة والتي تَبقَى مُجرد أُمنيّة في ذِهنِ الإنسَان والذي يَحنُّ إلى الصَّعلكَة في شَخصيةٍ مُنَاقضة لعَالَم المُثُل فَيسُودُه الشَّعُورُ بامتِلاَكِ العَالم مُتجَاوزًا كُلَّ الحُدُود ومُسقِطًا كُلَّ القِيَم في أنَانِيةٍ مُفرطَة تُقَزِّمُ أمَامَه كُلَّ شَيء وتُبيحَه لَه مَهمَا كَان عَظيما.
وأحيَانا أتصوَّرُ نفسي مُفكِّرًا يَحملُ هُمُوم أمَّة وكأنَّهُ شَمعَة تُضيءُ من حَوله الظَّلام وقد تَبرع بعَقلِه لِيجُودَ بالفِكر وَيستَبِينُ الدَّربَ الصَّحِيح من بين الدُّرُوب الكَثيرة المَليئَة بالحُفر والمتَاهَات والتي تأخذُ نَصيبَها من الذين لا يَمشُون وراء فِكرةٍ رَشيدة ومُفَكِّرٍ رَشِيد.
وقد تَنتَابُنِي شَخصية العَاشق الولهَان مَحبُوب قُلُوب العَذَارى ومُحطُّمُ أمنِيَّات الصَّبايَا وقد مَلك مَفاتيح قُلوبهن وأسعَدهُ التَّنقل بين الزهُور والرَّياحين فَطعمُ الرَّحيق أغرَاه وحَلاوة الشَّهد مَلكت قَلبه وأسَرت كَيانَه فَعَاش عَابدا لجَسده قَاهرًا بِذلك رُوحَه المُستَسلِمة لِلأمر الواقِع والذي يَعُجُّ بكَثيرٍ من المُتَنَاقِضَات كَشخصيَّة السِّياسي التي تَتَلَبَّسُنِي أحيانًا فَلا أشعُر إلا وأنَا مُتسوِّلاً لِلأصوَات رَاكبًا مَوجة المُعارضَة حَامِلاً فَوقَ ظَهري هُموم الطَّبقة الكَادحة فَأنشُرُ الوُعُود وأُوَّزِّعُ الأمَاني وأبُثُّ الرُّوح فِي أجْسَادٍ مَسحُوقة وفِي نِيَّتِي أخذُ فُرصَتي ومَعَهَا حصَّتي مِن الكَعكَة الشَّهية ورِجَالُ الدِّين يُشَاركُونَنَا الحَفلَة فَقَد أفتُوا بجَواز الانتخَاب واعتَبرُوا التَّخلُّفَ عنه خِيانة وقَدَّسُوا الصُّندُوقَ ورَفَعُوا من مَنزلَتِه وعَدُّوُه بَيعَة فِي عُنُقِ الحُر لاَ تَسقُطُ عنه إلا بِخُروج الرُّوح والتِي قد تَخرُج مَرَّاتٍ عَديدَة في اليوم الواحِد في شَخصيَّةٍ تَكَادُ تُلاَزِمُني وهي البَاحثُ عن دِينه التَّائِهُ بين الوُجوه المُقَنَّعَة فَلا يَكادُ يَلمسُ حَقيقةً إلاَّ وحَامَت من حَولها الشُّكُوك ولا يَكَادُ يَقفُ عَلى مَكرُمَة إلا وقَد دَنَّسَتهَا الظُّنُون، ومَا زَال هَذا التَّائهُ يَبحثُ بَين الوُجُوه وُيدرك يَقينًا أنَّهُ يومًا مَا سَيُدركُ حَقيقَةً لا يُمكنُ إنكَارُها عندَهَا فَقَط سَتسقُطُ الأقنِعَة وتَظهَرُ الوُجُوه.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى