ط
مسابقة الخاطرة

حروف مغمسة بالحنين إلى أمي. مسابقة الخاطرة بقلم / كريم دزيرى من الجزائر

الاسم الكامل : كريم دزيري
السن : 29 سنة
موبايل 213697357205+
الدولة:الجزائر
القسم : الخاطرة
وسيلة الاتصال: [email protected]
العنوان :حروف مغمسة بالحنين…الى امي
*******
لأنها امي
لأنها المحملة بالأمومة الواثقة..
لأنها رفيقة الكلمة.. تهدي ولا يُهدى إليَّها…
لأنها مواسم أغنيات لا تغيب..
لأنها موائد حب حبلى بالأفكار..
لأنها سورةً اتهجى ملامحها
ثم أتلو عليها تعاليم ديني ووصايا الاله
فتمنحني شجراً من كلامْ…
لأنها لحظات العمر التي أتوكأ عليها وأهش بها ألمي !
لأنها الجهات التي قرأت فيها مصيري..
لأنها جرعتي من الحنين التي اقاوم بها جيش من الأحزان..
لأنها امي تشدُّ إِسفلتَ المنافي نحوَ طيني الذي ليست منه
ولأنني قبلتها التي سقطت سهواً من مخيمات روحها..
تمسك خرابي من يده..
وتدله على كل الانتصارات التي ضلّت طريقها إلي..
تهش عليها… لتأتي إلى خيمتي وافدة..
لأنها ..السنين السمان في بلادٌ من السنواتِ العجافِ…
لأنها قمح لاينتهي
و كل ماسواها جوع ورصيف..
لأنها امي ، علمتني الأسماء كلها ،
اسماء شعراء الوطن والحب ،الثوار، أبناء الجيران، النساء، شقائق الأحزان، فتيانُ الكهف،فتيات المدرسة ، الأصدقاء، الأنبياء،الشرطة، بلادي، ربّما الشهداء والأعداءُ، والمنفى، ونست اسمًا وحيدًا واحدًا..
إسمها!
لأنها سُجادة الأغنيات ، قلبي يتعثر بشجاعة الشوق..
والارتباك..
ليكوِّن زقزقة..من بياض كليمٍ…شاهدة علي باعترافي
بأني ماكنت نجمة..هشَّةٌ أُضِيءُ بغير شَمْسٍ…
لولا انتمائي لسماء امي….
بأني ماكنت جيتارةٌ ساهدة….
لولا ابتعادي عن سُجادةَ الأغنياتِ..
بأني لو لم اكن ابن امي
لما كانت قافيتي الغضَّة..
بلِيغة كجرح في وجه فارس مهزوم .
ولأنني ابنها
أتقنت مخاطبة النمل ومصادقة الأشجار
مع أني لم أجد وشاحاً أدثرها به
كلما اشتد بها البرد تماماً
كروحي العالقة في هذا الطاعون
ولأنها امي
اجثو كل يوم على ركبة الغياب
أندب قصصاً اشتاقها ..
افشي بمخاوفي الى الله …
أهمس له بأني..
اخاف ان لايكون لدي متسعاً من العمر
لأعود طفلا …
وأبحث عن عصا الأنوار في قلبي الذي أنعاه..
اخاف ان لايعود في العمر متسع ..
لأعدو خلفها على مساحاتٍ من حقول الحنطة..
ملاحقا رائحتها في الهواء…
والتمسك بأطراف ثوبها الأزرق…
أسأله مساعدتي..
لأيجاد وطني الذي يتكئ على ألف قصيدة
جميعها تنتهي الى امي..
اسأله ان يدلني على الرصيف الذي يأخذني الى البيت..
ان يأخذني البيت الى الفوضى…
أن تاخذني الفوضى الى الشجرة…
أن تأخذني الشجرة الى حضن امي…..
الى حيث ارضعتني أخر مرة قبل الفطام..
حيث كنت اطفو على السلام نبيا…..
قبل أن تنموَ زوابعُ الأحلام .
حيث كانت تنام عيوني
لكن عيون الغالية لا تنام
حيث كنت أنتظر المسك منها
على هيئتين
الحكايا التي كان فيها للحياة طريقا
وكفين مانحتين السعادةَ لأخر العمر

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى