ط
مسابقة القصة

حريم الفرطاس. مسابقة الرواية ( فصل ) بقلم / رياض وطار من الجزائر

حريم الفرطاس
بقلم رياض وطار

إلى كل امرأة شريفة فقدت عذريتها غصبا عنها من قبل آلة الموت ووجدت نفسها لوحدها تعاني الويل دون سند من المجتمع، إلى كل أم بكت فلذة كبدها وظلت تتحسر عليها بعد آن تم خطفها ذات ليلة من قبل الذين باعوا ذممهم للشيطان… إليكن جميعا اهدي هذا العمل المتواضع لعله يساهم في التخفيف من آلامك

اشكر كل من ساهم في تشجيعي على أن أكون روائيا سيما أخي الذي لم تلده لي أمي وألتقيته صدفة ذات يوم وأنا أجول في الشبكة العنكبوتية الناقد السينمائي المصري ورئيس تحرير موقع السينما العربية لروتردام فقيد السينما العربية اشرف نهاد البيومي رحمه الله دون أن أنسى ذكر الصديق الناقد السينمائي والإعلامي احمد فايق مشكور على جل المساعدات التي قدمها لي في مساري الأدبي وكذا الصديق والأخ الإعلامي الفلسطيني بالموقع الإخباري العربي دنيا الوطن إياد عبد الكريم العبادلة الذي لم يكد ولم يتعب من النضال من اجل إيصال صوت الفلسطيني المقهور من قبل الاحتلال الإسرائيلي إلى كافة بقاع العالم

-1-

-كريستينا هو اسمك إذن؟!
-نعم إن لم يكن لديك مانع!
-كلا هو اسم جميل ولو أنني مستغرب من كونك تحملينه في الوقت الذي تتكلمين فيه جيدا العربية ولا يبدوا عليك انك فرنسية!
-ومن قال لك إنني فرنسية؟! أنا جزائرية الجنسية والأصل…
-سبحان الله وكيف لجزائرية الجنسية والأصل أن تحمل اسما غربيا؟!
-هي قصة طويلة يمكن أن أرويها لك في يوم ما أما في الوقت الحالي فانا لا أحبذ ذلك خاصة وأنني لا أعرفك جيدا…
-ماذا تقصدين بأنك لا تعرفينني جيدا من المفروض أن لا تقولي لي هذا الكلام خاصة بعدما ساعدت في إنقاذ حياتك من موت وشيك يعني أن حياتك أضحت اليوم ملكا لي.
-ها…ها…ها… ها…ها… ما هذا الكلام الساذج…. انك والله غريب الأطوار!
-لم افهم؟!
-نعم تتحدث بلغة وكأنني أضحيت شيئا ماديا..
-آه فهمت معذرة لم اقصد ذلك بل الذي كنت اقصده أنني بعدما أنقذتك من الغرق أضحيت مدينة لي بالحياة…
-صحيح ولكن هذا لا يمنح لك الحق في أن تعرف عني الكثير في الوقت الحالي أرجوك أن تترك لي الوقت لكي أتعرف عليك أكثر.. ولنبدأ قبل كل هذا بمعرفة اسمك فقد عرفت اسمي من أختي التي كانت تناديني لإيقاظي من الغيبوبة بعدما أنقذت حياتي أما أنا فلم أتعرف عليك بعد
-اسمي زبير وأنا طالب في السنة الثالثة بكلية الحقوق وأنت ماذا تفعلين في حياتك اليومية؟
-أنا مهندسة اشتغل منذ سنة تقريبا بإحدى المؤسسات العمومية واحضر حاليا لنيل شهادة ماجستير في اختصاصي.
-جميل وهل للهندسة مكانة في هذا المجتمع الذي لا يعير قيمة لأي شيء إلى درجة أن التفاهة أضحت سيدة المقام في كل المجالات ورأسمال شباب الوقت الحالي.
-أكيد وإلا لما امتهنتها…..
-كنت اعتقد انه لا مكانة للعلم وللمعرفة في هذا الوطن ولكن يبدو أنني أخطأت .
-لا ألومك لأنه حكم مطلق نجده في الوقت الحالي عند عامة الناس نظرا للوضع الاجتماعي المزري الذي فرض علينا منطق أن المادة هي أساس الحياة ويعتبر مفهوما خاطئا صحيح أن المادة هي مفتاح يحل لك جل المشاكل ولكن لا يمكن اعتبارها مفتاح السعادة
– لكن ولم تكن كذلك لمَا تهافت عليها الجميع، ويحاولون جمعها بمختلف الطرق، والوسائل خاصة غير القانونية، والدليل أن كل مسئول يتولى منصبا هاما في اي مؤسسة كانت، إلا وكان همه الوحيد الاستيلاء عل ما اتيح له من مال ويظل همه الشاغل هو الاستفادة من الريع، ولو كان ذلك على حساب مصالح العمال .
-هؤلاء الذين تتحدث عنهم منعدمو الضمير، ولا يمكن اعتبارهم مسئولين لان صفة المسئول لا نجدها فيهم.
– للأسف اضحوا هم الأسياد في هذا الوطن يملكون السلطة القانونية والتنفيذية، و يا ويل من يواجههم فسيتعرض إلى ما لا يحمد عقباه، هذه الوضعية المأسوية التي نعيش فيها حاليا هي التي جعلتنا في مؤخرة القاطرة، بين الدول التي جعلت من العلم والمعرفة شغلها الشاغل، فبنت الجامعات وجهزتها بأحدث الوسائل، وجلبت لها أخير الاساتذة خاصة من الدول النامية مثل بلدنا ألا تدرين بان المتواجدين حاليا بجامعات الدول المتقدمة من خيرة أبناء هذا الوطن، في الوقت الذي لا زلنا نحن نتجادل حول كيفية أداء الصلاة بطريقة حسنة يفكرون هم في كيفيه الاستيطان على سطح القمر، والدليل على ما أقول هي الأموال الطائلة التي تخصص من قبل تلك الدول للبحث العلمي فيما نحن نكتفي بالفتات.
-يبدو انك تحمل هموما كبيرة في قلبك الأمر الذي جعلك تتحامل بشكل لم أره من قبل لدى اي شخص.
– لما لا أتحامل بل من المفروض أن نجد هذا التحامل عند كل مواطن مخلص لرسالة الاسلاف، و يغار بقوة على بلده، ولكن لا حياة لمن تنادي حتى الوطنية طغى عليها الجانب المادي، وغيبت تماما عن الحياة اليومية، والدليل أن اغلب شباب اليوم يفكرون في مغادرة هذا الوطن، كنا بالأمس نفتخر بكوننا ننتمي إلى هذا الوطن أما اليوم فأضحى الانتماء وصمة عار إلى درجة أصبحنا نستحي من البوح به حتى إلى اقرب المقربين.
– في رأيك لمَ يعود هذا؟
-إلى الذين أسندت لهم مهام تسيير شؤون هذا البلد والذين خانوا الأمانة وباعوا ذممهم إلى الشيطان بدل المحافظة عليها.
-استغرب من كلامك و اسعد به في الوقت نفسه!
-لمَ ما به كلامي؟! هل هو صادر من شخص مجنون؟!
-لا بل بالعكس هو كلام منطقي، وليت كل الأشخاص يفكرون مثلك …
-إذن لمَ استغربت؟!
-لأنني مثلما ذكرت لك من قبل لم اسمع أي شخص يحدثني مثلك قالتها له وهي واثقة من نفسها وبأسلوب جعلته يرتاح لها كثيرا.
لم يجد ما يرد عليها فسكت برهة وسكتت هي بدورها فخيم صمت رهيب على المكان وكأن امرا مخيفا كان سيحدث
-ما بك سكت؟!
-احترت فيما أقوله لك بعد ما سمعت منك ذلك الكلام؟
نظرت إلى ساعتها ففزعت لان وقت العودة الى البيت قد مر وهي لم تتفطن له نهضت بسرعة فائقة وتأهبت للرحيل بعدما نادت على أختها حينها بادر يسألها: -هل بإمكاني ملاقاتك مرة اخرى؟!
-لا اعتقد فانا مخطوبة وخطيبي يغار عليّ ولا يحب ان يكون لي أصدقاء.
-هي مجرد دعوة لتناول الشاي سويا
-لا إنسَ انك التقيت بي وإلا سأتعرض إلى ما لا تحمد عقباه
-ألهذه الدرجة خطيبك يمكنه أن يغار عليك ؟!
-وأكثر أنت لا تعرفه فأرجوك لا تحاول الاتصال بي مجددا او البحث عني ولا تترجاني ان أمنحك رقم هاتفي فانا لن أمنحك إياه.
هنا تركته وذهبت في طريقها رفقة أختها دون أن تلتفت إليه مرة أخرى تاركة إياه في مكانه لا يعرف ما يقوم به من شدة الصدمة.

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى