دكتور تركى القبلان ….
أجراه …هدى الخطيب ..
و فؤاد نصرالدين ……….
………………………………………………………………………….
فى زيارة خاصة قام بها الشاعر السعودى د.تركى القبلان لمدينة السحروالجمال على شاطئ البحر الأبيض المتوسط..
اسكندرية العلوم والفنون التقينا به بداية فى إحتفالية يوم الأرض بمكتبة الإسكندرية ..وحاورناه حواراً سريعا لظروف الوقت والعمل ..حيث أخبرنا أنه سينشئ فى الغد مركزاً هاماً للمعلوما ت فى سيدى بشر أمام البحر الساحر بأمواجة وألوانه الجميلة تحت اسم ( ديمومة للدراسات والبحوث ) وقد طلب منا أن نحضر إليه فى مقر إقامته بفندق الفورسيزون المطل على شاطئ سا ن استفانو الشهير …ومن الصدف أن نفس المكان الذى يقيم فيه الشاعر القبلان هو نفسه الذى كان يقيم فيه كبار الساسة والأدباء ..ففيه جالست انا نجيب محفوظ أكثر من مرة ونشرت مقالا معه فى فندق سان استفانو ..واليوم ورغم تغير الزمان وتغير شكل المكان ألتقى مع صديقتى الأعلامية هدى الخطيب بشاعر سعودى كبير وانشر عنه مقالاً زينه الشاعر بلآلئ الكلام …
ــــ هل تركى القبلان هو الأسم الكامل لكم أم أنه أسم الشهرة ،وماذا يكتب ؟
*الأسم الكامل لى هو : تركى بن نجر بن قبلان ، وقد أوجزته فى تركى القبلان ..
وأنا أكتب القصيدة والمقال الصحفى فى جريدة الجزيرة السعودية وأقوم بالتحليل السياسى .
ـــ لقد جئتم فى توقيت واحد أنت وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ..نعم انت سبقت الزيارة بيومين ونزلت فى الإسكندرية ..لماذا كانت زياتكم هذه خصيصاً للإسكندرية ؟
- أنا أصلاً من عشاق مدينة الإسكندرية الجميلة ببحرها وطقسها وهدوئها وعندما احضر إلى مصر أحضر للراحة والإستجمام بعيداً عن ضوضاء القاهرة ؛ لكن فى هذه المرة زيارتى للإسكندرية جاءت مختلفة حيث رأيت انه ترجمة للعلاقات السعودية المصرية المتميزة وتناغماً مع الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين للشقيقة مصر أن نؤسس مؤسسة تهتم بالدراسات والبحوث في مجالات متعددة تحت اسم مؤسسة ديمومة للدراسات والبحوث ومقرها جمهورية مصر العربية وستضم مركزاً بحثياً يعود بالفائدة على البلدين الشقيقين وامتنا العربية بإذن الله ساعين لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ضمن مجموعة عمل مؤسسات المجتمع المدني بالبلدين
ــــ بمناسبة زيارة الملك سلمان لمصر هذه الأيام ..ما هى رؤيتكم للعلاقات السعودية المصرية خاصة بعد إعلان الإعلام المصرى من قبل بوجود فتور وخلافات بين البلدين ؟
*العلاقات السعودية المصرية أزلية ضاربة بجذورها فى التاريخ على المستوى الرسمى والمستوى الشعبى ، وقد تعرضت المنطقة طيلة حقب لهزات كثيرة لكن تبقى العلاقات السعودية المصرية أكثر لحمة وقوة ، وستكون أكثر حميمية بعد التقاء للإرادتين المصرية والسعودية …اليوم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان فى مصر فى زيارة المودة والحب بين البلدين والذى أجمع عليها رجال الصحافة وكل المسئولين أنها زيارة تاريخية لعدة أسباب ..أولاً لأنها تأتى فى ظروف استثنائية بالغة التعقيد فى منطقتنا العربية كونها الزيارة التاريخية للملك سلمان لمصر فى فترة حكمه أمد الله فى عمره ..الإستثناء الآخر ما يجعلنا نطلق تاريخية أن الوضع العربى فى حاجة ماسة فى عمل التقاء تلك القامتين والقيادتين ممثلة فى خلدم الحرمين الشريفين والرئيس عبدالفتاح السيسى ، ناهيك عن المتربصين كثر والكل يجود بالسم الزعاف فجاءت هذه الزيارة رداً بالغاً فى التقاء الرجلين ليقولا موتوا بغيظكم …
ــــ نريد أن نسأل عن ملامح هذه الزياة ومدى تأثيرها على الشعبين السعودى والمصرى ؟
- ستوثر هذه الزيارة على الشعبين فى المملكة وفى مصر إيجاباً لتمكين أصر التواصل وتعزيز الروايط بين الشعبين سواء على المستوى الإقتصادى والفكرى والثقافى بما يخدم البلدين بصفة خاصة والأمة العربية بصفة عامة ، ونحن فى أمس الحاجة إلى تأمين الأمن الوطنى فى الوطن العربى ونأمل أن تكون إيجابية على مستوى الوطن العربى .
ـــ بعدما غصنا فى بحر السياسة نغوص الآن فى بحر إبداعكم الشعرى ..أولاً هل لديكم طقوساً فى الكتابة ؟
- أنا خيالى خصب وعندى من الخيال ما يتيح لى الكتابة دون خطة مستقبلية لعمل شئ ما حتى أننى أتخيل الشخصيات والأشكال من خلال أصواتها ..كنت فى البداية أكتب على مكتب معين وورق معين وقلم معين ؛ لكن الآن أكتب فى أى مكان بالبيت وكثيراً ما كتبت فى حديقة المنزل .. ولا أكتب أثناء العمل ..ولا اصطنع القصيدة وكذلك فأنا كسول ..
- أليس لك مخطوطات شعرية قيد الطبع ؟
- لدى مخطوطات شعرية تكفى ديوانين جاهزين الآن للطبع ..
ــــ تقول أنك كسول فى الكتابة لكن كيف تصيد قصيدتك ؟
- انا التقط الصورة التى أمامى ثم اصيغ وابنى عليها قصيدتى مثل قصيدة أن تأخذى جريدتين …كتبتها وأنا فى أوتيل التقطت حالة معينة لسيدة كانت فى زيارة عمل بالسعودية أثناء فترة الثورات العربية المسماه بالربيع العربى ..رأيتها ولم أعرف جنسيتها ،وهى تتابع الأخبار بشغف فى جريدتين مختلفتين فى وقت واحد الشرق الأوسط والحياة ..
- ماذا قلت فيها ؟
أن تأخذي جريدتين
يعني بأنا جالسان
عدد صفحاتها زمن
عدد كلماتها زمن
عدد حروفها زمن
أن تأخذي جريدتين
يعني بأنك ستقلبين الصفحة صفحتين
وترمقين بين السطور مرتين
بكل مرة تتعجبين مما يقال
بكل مرة تستنكرين مايقال
اجل ياسيدتي
هي ثقافتنا تترنح
بين ان نستنكر أو نشجب او نصرخ
عبر الاحبار وبين نشرات الاخبار
وهذا كل مايقال
يامرأة
تمسك بين أناملها
بأطراف الصفحات
في زمن تتقزم فيه اعناق الصفحات
فلم يعد بوسع الرئيس ان يقرأ
أفقيا او رأسيا على تلك الصفحات
يامرأة بملامح دمشقية
أو كنت من ارض النيل المصرية
انت اجمل من كل الصفحات
انت معبرة اكثر مما يكتب في تلك
الصفحات
فأعيدي بوصلة التاريخ
لزمن وامعتصماه …
ـــ الله جميله .. اللغة العربية عندما تكتب بها القصيدة تكون أوقع وأجمل وأيسر لشعوبنا العربية … فلا نجد مشقة الفهم والمعايشة كما فى الكتابة النيطية ؟ سؤال …. أين أنتم من الشعر النبطى ؟
ـــ أنا أجيد الشعر النبطى ولا اعتراض لى على الشعر النبطى ولا إختلاف على أهميته؛لأنه كان الشئ الوحيد الذى سجل الأحداث فى المنطقة العربية .. والخطاب الثقافى الغربى محتاج إلى وقفة إلى تلاحم اللهجات العربية حتى ينسج ويناسب المنطقة خاصة وأن هناك مقردات نبطية تعود إلى الفصحى فشعر معها بالإنسجام والتفاعل .. لكن لاحظ أن اللهجة العامية أقتحمت الإعلاميين والشاشة الفضية لها سحرها بالطبع فالقنوات الشعبية فى تزايد كبير والإنسان بطبيعته ميال لبساطة الكلمة
ـــ لكن هل ستسيطر القصيدة النبطية على شعر الفصحى وتضربه بالضربة القاضية ؟
ــ حركة الشعر الشعبى تفوق وبغزارة شعر الفصحى فى المملكة العربية السعودية..وذلك بفضل شعراء مثل بدر عبد المحسن … وخالد الفيصل ..فهما من طورا القصيدة الشعبية فأقتربت كثيرا للقصيدة الفصحى ..
ــأنت تحب المرأة وتكتب عنها كثيرا …هل تسمعنا قبل السؤال التالى احدى قصائدك عنها ؟
لي عند ذكراك آلام تسامرني
لا الصبر صبري ولا الأحزان أحزاني
ياوردة في خبايا القلب منزِلُها
حتى روت من عروق القلب بستاني
يادرة من نفيس العقد مقطعها
كنز من الماسِ موسوم بمرجاني
صبح تمازجه الأشفاق لَوّنَها
في وجنتيه وثغر زهر رماني
كل الصباحات تجني منكِ مطلعها
كل الأزاهير من وسنٍ ووسنانِ
ساءلتك الله رفقا في متيمكِ
كم كابد الشوق كم عانى بأشجاني …..
ـــــ رائع …السؤال الأخير الآن….من أحب شعراء المملكة لديكم ..الذى يأسرك؟
ــــ الكلمة الجميلة تأسرنى مهما كان صاحبها …وعلى المستوى العربى نزار قبانى
ــــأنت تحب نزار قبانى لأنه شاعر المرأة وأنت تحب المرأة …..
ــــ نزار قبانى أولاًأهتم بالمرأه وهذا لا يعيب ؛ لأنها نصف المجتمع وهو أقترب من المرأة بالتعاطى الواقعى
وهو يحاكى تفاصيلها فى الحدود اللائقة لكنى أختلف معه فى الخطوط الحمراء …ونحن كعرب لنا حدود يجب ألا نتعداها ……..
وأخيراً
شكراً لرجل الأعمال المثقف والكاتب والمحلل والشاعر الذى امتعنا بجولته الجميلة مابين المال والسياسة والأشعار
شكراً تركى القبلان . الإنسان المتواضع جم الخلق شديد الحساسية والرومانسية …..
……………………………………………….
من قصائد تركى القبلان …
إن كان لليلِ أنواءٌ وأشرعةٌ
فوجهُكِ النور للقبطانِ يقطرُهُ
مليكتي أنتِ لا تاج ولاقصبِ
فالتاجُ في الضِدِ زيفٌ خابَ مَخْبَرُهُ
فيكِ النساءُ كعبدٍ عند مالكهِ
فأينع الحسن وانطاعت أوامِرُهُ
تمشي الهوينا رخامُ الساقِ حجَّلَها
ممشوقةُ القدِ تكسيهِ ظفائِرُهُ
أقدامُها فِضةٍ والله لوَّنها
صرح تمرد للبلقيسِ تعبُرُهُ
حمامةَ الأيكِ تشدو لحنها طرباً
ولي من الشدوِ وهجُ الشوقِ أنثُرُهُ
هُنا مُقَامِي وأحلامي ومملكتي
ودارُ عشقي ليالي الأنسِ تعمرُهُ
حبيبتي أنتِ لا زيف ولا كذب
أشِعةُ الشوقِ بالعينين تُبصرُهُ
أمضيتُ مني سنينَ العمرِ أرقبُها
زهوُ المحبِ وليلُ الصبِ يأسِرُهُ
إن كان للحبِ أطباعٌ وأمزجةٌ
ففي الجفاءِ سياطُ الصدِ تقبرُهُ
تركي القبلان
>>>>>>>>>>>>>>
أغدَ الصمت منا رسولَ الإشتياق
فمتى لليل والأضواء وسرِ المكانِ
ان يجودَ بحضور الغُرباء
عزَ عليَ حضورُ الأمسِ أن كان محضورَ
اللقاء
لا تقولي عن شعورِ الأمس شيئا
من شعورٍ عابرٍ
هاهو الضوءُ يعبر افلاكَ السماء
أوقد العتمةَ صُبحا
منه ينزاح الظلامُ وانطوى لليلِ رداء
فكم عابرٍ جاب الشواطئَ والفيافيَ
وارجاءَ السماء
ثم حلَ خبرا..
طاب منه المُقامُ وعز به البقاء
لوّحي ياغاليتي
فأنت أمةٌ استيقظَ مجدُها
لوحت لشروق الشمسِ في كبد السماء
ما جرى بالأمس منا ..
تُرجُمانُ الإشتهاء
قد أتيتِ وانا مثقلٌ
حاني الأشواقِ
مأسورٌ بنبض الإنتظار
افتحوا الأبوابَ وانثروا بالورود طريق
النبلاء
للمساء سيدةٌ ستأتي بعد قليل
لن يكون ذلك الوجهُ وجها عابرا
انه مني ايقض ساعاتِ الطوال
نادِلُ البهو يلبي
كلُ ارجاءِ المكانِ تلبي
وانا ارقبُ أقواس الضياء
ارقبُ إيقاعَ الحضورِ
وفي إيقاع الحضور مايجيز الكبرياء
حين تأتين تأتي في معيتك الفخامه
وحين تتصرفين .. تتصرفين
كما يتصرف البسطاء
حركِ لليل أطراف الحرير
ايقضيه من سبات قد غفى
ودعيه ينثني في المعاطف وأسوارِ
الرداء
وعيونُ الليلِ تحرس ارجاء المساء
يا سِوار المعصمِ الأيسرِ هلّا وشيت
ترجِمَ الأسرارَ فأنت
للوريد تسامر
وانت ان شئت لي
انت لي طوق النجاه
انا هاهنا ..
اقرَبُ من طرفك لكِ أدنو ..
فماهذا التجافي وقهرُ رغباتِ اللقاء
قدرا تجري بنا اقدارُنا
تتقد الرغباتُ فينا
وطوعا وقسرا
ترضخ الآمالُ لمكتوب السماء