ط
الشعر والأدب

حكايةُ الطفلةِ “حياة” قصيدة للشاعر / د. أسامة مصاروة . فلسطين

حكايةُ الطفلةِ “حياة” ابنة العاشرة التي قتلت على سرير عجوز زُوِّجت له

كانتْ حياةُ صَبيَّةً في العاشِرَهْ

وسعيدَةً رُغمَ الظروفِ القاهِرَهْ

فَبِلادُها والجاهليّةَ شاهرَهْ

تحْيا حُروبًا والنتيجةُ خاسِرَهْ

خرجتْ حياةُ بسرعةٍ وَبِلا كسلْ

فَبناتُ حارَتِها هناكَ على عجلْ

فَقُبَيْلَ أنْ يجثو الظلامُ على الجبلْ

يخْرُجْنَ لِلّعبِ القصيرِ بلا وجلْ

سكنتْ حياةُ بقربِ سورِ الحارةِ

ذاكّ الّذي قصَفتْهُ آخرُ غارةِ

حتى منازلُ أهلِها والجارةِ

لمْ يبقَ منها غيرُ بضعِ حجارةِ

قتلٌ وسفكٌ والدماءُ غزيرةُ

فجهالةُ الأعْرابِ جَدُّ كبيرةُ

أمّا القلوبُ فللْغريبِ أسيرةُ

وعلى الشعوبِ فَفَظَّةٌ وخطيرةُ

كانتْ حياةُ هناكَ معْ أترابِها

تلهو كبنتٍ قبلَ زهرِ شبابِها

وكّكلِّ بنتٍ نشَّفتْ بِحجابِها

عرقًا تَصبّبَ أوْ بكمِّ ثيابِها

لعبتْ حياةُ وَحقَّقتْ بمهارةِ

فوزًا سريعًا خاطفًا بجدارةِ

كانتْ تنيرُ ربوعَها كمنارةِ

وإذا روتْ فبحكمةٍ وشطارةِ

وإذا حكتْ فحكتْ بكلَّ صراحةِ

وبكلِّ صدقٍ أوْ بكلِّ فصاحةِ

وإذا شكتْ فشكتْ بكلِّ سماحةِ

وبكلِّ ودٍّ أوْ بكلِّ رجاحةِ

غمرَ السرورُ فؤادَها ذاكَ الرَّبيع

فَحُلولُهُ بعدَ الزمانِ سبا الجميعْ

شعرَوا بأنّ العدلَ في الزهرِ البديعْ

قدْ يهْزِمُ الطاغوتَ والحصنَ المنيعْ

واحسرَتاهُ أتى الربيعُ بلا زُهورْ

وبلا نسيمٍ أو نشيدٍ للطيورْ

سقطَ النظامُ أجلْ وأرْوِقَةُ القُصورْ

لِيَعيشَ أعداءُ العروبةِ في حُبورْ

سُمِعَتْ قذائِفُ مَدْفعٍ خلفَ الهِضابْ

حرْبٌ يؤَجِّجُها ذئابٌ للكِلابْ

لا الدينُ يرْدعُهمْ ولا يومُ الحسابْ

فالقتْلُ ديْدَنُهمْ وهتْكٌ واغتِصابْ

“هيّا نعودُ بسرعةٍ يا ماجِدهْ

هيّا وأنْتِ سُعادُ وأيضًا رائِدهْ”

“لمَ تسرِعينَ؟” قالتْ ساجِدهْ

“عذرًا بناتُ” حياةُ قالتْ عائِدهْ

عادتْ حياةُ لبيتِها المتَهدّمِ

لترى عجوزًا في لباسٍ مُظْلِمِ

ماذا أرادَ بأنفِهِ المُتَورِّمِ

وجبينِهِ المُتَجعِّدِ المُتَجهِّمِ

وكما هيَ العاداتُ في تلكَ البلادْ

وَبِلادُنا أصلًا صُروحٌ للفسادْ

جاءَ العجوزُ فهلْ عَرِفْتُم ما المُراد؟

يبغي الزواجَ منَ الصغيرةِ يا عِبادْ!

عُقِدَ الزواجُ بلا نذيرٍ أوْ ضميرْ

ونتيجةُ الإثنينِ موتُ في السريرْ

ذهبتْ حياةُ ضَحيّةَ الفقرِ المريرْ

وضحيّةَ الأعرافِ والجَهْلِ الخطيرْ

د. أسامه مصاروه

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى