ط
الشعر والأدب

حكاية حقيبة .مصيدة للشاعر السورى / بديع القده

قصيدة
(حكاية حقيبة)

حزمت عمري في حقيبة
آه من تلك الحقيبة
رفيقة الغرف الغريبة
لم تحمل وجه أبي
ولم تتسع لدموع أمي
وتتفتقر لعيون الحبيبة
آه من تلك الحقيبة

وهبت عمري للظلام
عندما مات الحمام
فلم يعد لمثلي مقام
بحقب أوجاع عصيبة

دفنت الساعة والشهور
ومعها السنين والعصور
و روائح وألوان الزهور
بحارات صباي الحبيبة

لم يعد سوى الذكريات
وأجتياح أنين الآهات
تمر أمامي بلحاظات
وبعض صور ..مثلي كئيبة

مرحبا … كيف حالك يا أمي
ما أخبار البيت والجيران
ما أخبار حديقتك الخصيبة
كيف حال الورد الجوري
كيف حال أزهار الزنبق
و الفل و الياسمين
أما زالت أطباقك رهيبة

هنا يا أمي لا تشرق الشمس
ولا نعرف اليوم من الأمس
حتى القمر ياأمي
يبزغ بشكل خجول
لأنه لا يستطيع أن يخبرنا عنكم
ولايدري بماذا يواسي وماذا يقول
هنا يا أمي نعيش بلا ألوان
نعيش بلاااااا…..
طعم بلا حب بلا فصول
هنا يا أمي لا تجذبنا أي طرفة
ولا يروينا أي شراب
ولا تستهوينا الحقول
هنا يا أمي ليالي باردة
وصباحات أيضا باردة
و وجوه باردة الأصول

هنا يا أمي قد أوصيتهم
بأن لا يكتبوا أسمي على قبري
وأن لا يضعوا زهرا على الضريح
لكي لا تبقى روحي سليبة
بليالي البلاد …. الغريبة

(حكاية حقيبة)

بديع القدة

admin

فتحى الحصرى كاتب صحفى عمل بالعديد من المجلات الفنية العربية . الشبكة .ألوان . نادين . وصاحب مجلة همسة وناشر صاحب دار همسة للنشر ورئيس مهرجان همسة للآداب والفنون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى