في لحظة، تراصفت أسماء 17 من شباب إحدى قرى محافظة الشرقية، في قائمة غرقى رحلة “حلم مش محسوب”، خاضوه بطريق غير شرعية، طلبًا للهجرة إلى إيطاليا، هم و20 آخرون، ألقي القبض على بعضهم في ليبيا، بينما فُقد آخرون.
داخل أحد منازل قرية “دهمشا” الواقعة على أطراف مركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، تحدث الأربعيني “سعيد السروجي”، لمصراوي، عن نجله “أحمد”، أحد ضحايا هذه الرحلة، والذي غادر منزله دون علم والده بعد رفض متكرر لأمر سفره غير الشرعي.
قال الأب: “لم تُجد محاولاتي لإثنائه عن هذه الرحلة السوداء نفعًا.. الفتى بالكاد أكمل ربيعه العشرين وقد فقدته”.
وكان الأب اكتشف غياب نجله عشية الأربعاء 5 أغسطس، وفاجأه باتصال بعدها بثلاثة أيام، أخبره فيه أنه قد حقق ما كان ينتويه، وأنه في طريقه للهجرة إلى الأراضي الإيطالية، مطالبًا إياه بسداد 25 ألف جنيه لأحد أبناء البلدة المعروف بين الجميع بأنه الطرف الأصيل في عمليات الهجرة التي يسلكها الجميع منذ أبريل الماضي، ويُدعى “إسلام”.
أضاف الأب لمصراوي: “ابني ضحية هو وباقي رفاقه.. اتضحك عليهم من اللي بيسفروهم سرًا، وعلى رأسهم إسلام اللي جه وخد مني 25 ألف جنيه، وبعدها كملت له باقي الـ 80 ألف جنيه قيمة السفرية”.
وقد كشف “سعيد السروجي” أن المدعو “إسلام” يتعاون مع آخر على حدود ليبيا، يُعرف بالحاج رضا الليبي “دا شريك إسلام ودول اللي نعرفهم، لكن أكيد ورا الموضوع ناس وأسامي كتير يهمها نخسر ولادنا ويتغربوا أو يموتوا مش مهم طالما هيكسبوا من كل واحد 80 ألف جنيه”.
وانقطع الاتصال بين سعيد السروجي وابنه أحمد مساء السبت 12 سبتمبر الماضي، قبل أن يصطدم الجميع بنبأ غرق 17 من الشباب بينهم “أحمد”، بعدما أرسل وسيط السفر المدعو “إسلام” وثائق خاصة بالشباب الغرقى إلى أسرهم.
وقد أرسل محمد عبدالمنعم، خال أحد المفقودين الـ 17، إلى مصراوي، وثيقتي سفر خاصتين بجثتين من الضحايا، عُثر عليهما على السواحل الليبية، فيما أشار إلى أن أسرتي الشابين سافرا اليوم الثلاثاء إلى مدينة السلوم لاستلام جثمانيهما، المقرر ظهر غدٍ الأربعاء، تمهيدًا لدفنهم بقريتهما.